علي ضاحي-
لا تزال طرابلس تحت إفرازات الانتخابات النيابية، والتي لا تزال نتائجها ماثلة في المدينة التي دفعت فواتير مسبقة ولاحقة، وستبقى تدفع، على حد وصف نائب طرابلسي سابق، فاتورة خروج الرئيس سعد الحريري السياسي والنيابي والحكومي، وكذلك غياب «الرأس السني» او المرجعية السنية القادرة ان تجمع المدينة.
وكذلك سيدفع اهل عاصمة الشمال، خصوصاً الذين صوّتوا في الساعات الاخيرة، يوم الاحد 15 ايار 2022، لـ»المال السياسي» على حساب التمثيل السني الحقيقي لنواب واهل المدينة.
ويؤكد النائب السابق المذكور، ان اولى افرازات والنتائج السلبية هي عدم تمكن نواب طرابلس من التوحد ولمّ شملهم في كتلة موحدة، ولا يبدو وفق معلومات النائب السابق المشار اليه، ان النائب واللواء اشرف ريفي سيتمكن من جمع النواب الطرابلسيين السنّة في كتلة موحدة، رغم حصوله على كتلة من 3 مقاعد، وعلى عدد كبير من الاصوات التفضيلية السنية.
ويشير الى ان الشارع الطرابلسي ، خصوصاً «تيار المستقبل» وبعض الجو الاسلامي والسلفي وحتى المعتدل، لا يرى في ريفي و»القوات»، ولا في اي شخصية طرابلسية، ممثلاً جامعاً لكل اطياف المدينة، رغم ان الممثل السياسي للمدينة اليوم هو رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، والمرشح مجدداً لأن يتولى تأليف الحكومة الجديدة.
وميقاتي الذي نجح من كتلته النائب كريم كبارة، لا بد ان يسعى الى كتلة وزارية شمالية وطرابلسية وازنة، وهو مطالب، وفق النائب السابق المذكور، ان يُحصّل تمثيلاً وزارياً هاماً لها للتعويض عن الانتكاسة النيابية.
ويرى النائب السابق المذكور، ان من يتحمل هزالة التمثيل النيابي ليس فقط من صوّت لنواب مشتتين ولا يمثلون اهل المدينة وسنّة طرابلس، بل سعد الحريري و»تيار المستقبل» ، الذي بخروجه من اللعبة السياسية والنيابية، ترك الباب مفتوحاً لمزيد من الضعضعة السنية وللتلاعب فيها ، خصوصاً للساحة الشمالية من عكار الى طرابلس وما فاقمها اضعاف السعودية للحريري وللقوى السنية الاخرى.
وعن كتلة الحريري «المخفية» والتي تألفت من 7 نواب سنة، يرى النائب السابق نفسه ان هذه الكتلة وان كانت «متضامنة عاطفياً» مع الحريري، الا انها سياسياً ستصوّت حيث تصب مصلحتها.وفي انتخابات رئيس مجلس النواب ونائبه وكذلك انتخاب هيئة مكتب المجلس واللجان النيابية، صوتت هذه الكتلة الى جانب الرئيس نبيه بري، و»َضمناً» الى جانب حزب الله و»المردة» و»التيار الوطني الحر» «نكاية» ب «القوات» واللواء ريفي و»نواب التغيير» والذين يناصبون الحريري و»المستقبل» العداء.
في المقابل، تكشف اوساط طرابلسية بارزة عن حالة تخبط داخل «تيار المستقبل» الذي يعيش حالة صراع داخلية بعد الانكفاء النيابي، وفي ظل عدم القدرة على «تجميع الصفوف» في ظل انكفاء الحريري عن لبنان وتفرغه لعمله التجاري الخاص في الامارات.
ويفاقم من احباط جمهور ومحازبي «التيار الازرق»، ما يتردد عن غياب طويل للحريري، في حين ان وضع البلد مرشح لمزيد من التفاقم الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي، وفي ظل غياب الحريري او اي مرجعية اخرى تحميهم وتذود عنهم او على الاقل تشكل غطاء سياسياً وحزبياً لحمايتهم ومساندتهم عند اللزوم.