على مدى تاريخ الولايات المتحدة، تعرض 4 رؤساء أمريكيين للاغتيال، خلال أقل من 100 عام، بداية من أبراهام لينكولن عام 1865.
ولم يتوقف الأمر على الرؤساء الأربعة فقط؛ وإنما كانت هناك محاولات اغتيال لرئيسين آخرين، ولا تزال محاولات استهداف رؤساء آخرين يخطط لها وإن لم تُنفذ بعد.
وبحسب الأرشيف الوطني الأمريكي فإنه كانت هناك محاولات اغتيال لواحد من بين كل 5 رؤساء أمريكيين، وقتل واحد من كل تسعة رؤساء.
ومنذ عام 1865، كانت هناك محاولات اغتيال لواحد من كل 4 رؤساء وعمليات استهداف ناجحة لواحد من كل 5. وخلال العقود الثلاثة الأخيرة، تم شن 3 هجمات.
وطبقًا لشبكة “بي بي إس” الأمريكية، لم يكن لدى الرؤساء الأمريكيين دائما أناس يحمونهم. وخلال السنوات الأولى من عمر البلاد، اعتقد كثير من الناس أن الجمهورية الديمقراطية الفتية كانت عرضة للعنف السياسي.
وكان البيت الأبيض مفتوحا نسبيا، حيث وقف شرطي واحد وسكرتير بين الرئيس وشارع بنسلفانيا. ومع كل عملية اغتيال زادت الحماية لتشمل حماية الرئيس وعائلته والرؤساء السابقين والمرشحين للرئاسة.
اغتيالات ناجحة
أبراهام لينكولن
في 15 أبريل/نيسان عام 1865، لم يكن قد مر سوى 5 أيام على انتهاء الحرب الأهلية، فيما كان الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن وزوجته يحضران عرضا مسائيا لمسرحية “ابن عمنا الأمريكي” بمسرح فورد في العاصمة واشنطن عندما أطلق جون ويلكس بوث النار عليه.
ونقل لينكولن، الذي أصيب بجروح مميتة، إلى بيترسن هاوس بالجهة المقابلة من الشارع، حيث توفي عند الساعة 7:22 من صباح اليوم التالي.
وهرب بوث، وهو ممثل متدرب أمريكي ومتعاطف مع الكونفيدرالية، وتمكن من الإفلات من القبض عليه لمدة حوالي أسبوعين.
وفي 26 أبريل/نيسان من العام نفسه، وبعد محاصرته في حظيرة خارج بورت رويال في ولاية فيرجينيا، أطلقت قوات الجيش الأمريكي النار عليه وقتلته بعد رفضه الاستسلام.
جيمس جارفيلد
تشير الاحتمالات إلى أن الرئيس جيمس جارفيلد كان قريبا من النجاة من محاولة الاغتيال التي استهدفته في 2 يوليو/تموز عام 1881 إذا عاش بوقتنا الحاضر.
فبسبب عدم وجود المضادات الحيوية والافتقار لممارسات النظافة الصحية الحديثة، فحص الأطباء مرارا وتكرارا الإصابة في الجزء الخلفي من ظهره خلال الأيام والأسابيع التي تلت الاغتيال في محاولات غير ناجحة للعثور على الرصاصتين.
وظل الرئيس على قيد الحياة لأكثر من شهرين قبل أن يرحل في النهاية.
أما قاتل الرئيس، فهو تشارلز غيتو، وكان رجلا مختلا عقليا طارد جارفيلد لأسابيع في محاولة لتأمين وظيفة فيدرالية.
وفي 2 يوليو/تموز 1881، أطلق الرصاص على الرئيس جارفيلد على رصيف محطة القطار في العاصمة واشنطن، بينما كان جارفيلد يستعد للصعود على متن القطار.
ويليام ماكينلي
كان ماكينلي يحيي الزوار بقاعدة معبد الموسيقى بمعرض أمريكا الشامل بمدينة بوفالو في ولاية نيويورك في 6 سبتمبر/أيلول عام 1901، عندما خرج ليون تشوجوز من بين الحشد، وصوب السلاح، وأطلق النار على ماكينلي مرتين.
ولم يقتل الرصاص ماكينلي فورًا، حيث عاش لثمانية أيام أخرى، ليموت على إثر إصابته بغرغرينا ناجمة عن الجرح.
جون إف كينيدي
اغتيل الرئيس جون كينيدي في 22 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1963، بينما كان يقود سيارته أمام حشد من الناس الذين اصطفوا بالشارع وسط دالاس خلال موكب له من المطار.
وأصيب كينيدي برصاصة في العنق وأخرى في مؤخرة رأسه، ما أسفر عن مقتله فورًا فيما كان يجلس بجوار زوجته جاكي.
وأصيب حاكم تكساس، جون كونالي، الذي كان يسافر بصحبة زوجته نيلي في نفس السيارة المكشوفة برصاصة أخرى.
ونفذ القاتل المتهم لي هارفي أوزوالد الهجوم من الطابق السادس بمبنى قريب، كان يطل على مسار الموكب.
وكان اغتيال كينيدي الأول في عصر الاتصالات الحديثة، وهيمنت أخبار إطلاق النار عليه على التلفزيون والراديو لأسابيع بعد الحادث.
محاولات اغتيال
كانت هناك مخططات لاغتيال الرئيس منذ بدايات وجود الولايات المتحدة كجمهورية. ولا يوجد سجل لمحاولة اغتيال جورج واشنطن عندما كان رئيسا، لكن أحبطت محاولة اغتيال في 1776.
وفي السطور التالية نستعرض أبرز محاولات قتل الرئيس:
أول محاولة مسجلة لاغتيال رئيس وقعت في 30 يناير/كانون الثاني عام 1835، عندما حاول ريتشارد لورانس الإنجليزي الأصل إطلاق النار على أندرو جاكسون، لكن أخطأ سلاح لورانس ولم يصب جاكسون بأذى.
وبالكاد نجا ثيودور روزفلت، الذي أصبح رئيسا بعد اغتيال ماكينلي، من محاولة استهداف في 14 أكتوبر/تشرين الأول عام 1912.
وكان روزفلت قد غادر المنصب بالفعل لكنه كان يحاول الحصول على فترة ثالثة كمستقل.
وكان يتحدث بأحد الفنادق في ويسكونسن عندما أطلق البافاري جون فلامانج شرانك النار على صدره من مسافة قريبة.
لكن الرصاصة أصابت العلبة الخاصة بنظارة الرئيس والتي كانت موجودة في جيبه، بالإضافة إلى نسخة ضخمة من الخطاب الذي كان يوشك أن يلقيه، ما أنقذ حياته.
كما حاول جوزيبي زنغارا قتل الرئيس فرانكلين روزفلت في 15 فبراير/شباط عام 1933، بينما كان ينهي خطابا بحديقة بايفرونت في ميامي.
وكانت هناك شائعات تفيد بأن الهدف الفعلي من العملية هو عمدة شيكاغو أنطون سيرماك، الذي كان بين الحضور، وأصيب برصاصة ولقي مصرعه في النهاية.
وتعرض أيضا هاري ترومان لمحاولة استهداف في 1 نوفمبر/تشرين الأول عام 1950، حيث اقتحم القاتلان المحتملان أوسكار كولازو وجريسليو توريسولا، وكلاهما ناشط من بورتوريكو، المنزل الذي كان يقيم فيه ترومان في أثناء إجراء تجديدات بالبيت الأبيض.
لكن الرئيس حينها كان تحت حراسة مشددة وقتل توريسولا، ولم يصب ترومان بأي أذى، فيما أدين كولازو وحكم عليه بالإعدام، لكن خفف ترومان عقوبته.
كما حاولت لينيت فروم قتل جيرالد فورد في 5 سبتمبر/أيلول عام 1975 في كاليفورنيا، وكان ذلك احتجاجا على التلوث البيئي.
لكن سلاحها فشل في إطلاق النار رغم أنها كانت على مسافة قريبة. ولم يصب أي أحد، وحكم عليها بالسجن مدى الحياة ثم أفرج عنها بعد 34 عاما في 2009.
وأطلق جون هينكلي النار على الرئيس رونالد ريغان خارج فندق هيلتون في العاصمة واشنطن في 30 مارس/آذار عام 1981، حيث أراد هينكلي إثارة إعجاب الممثلة جودي فوستر.
وأصيب ريغان في الصدر وعانى من ثقب في الرئة، لكنه نجا.
وكانت هناك محاولات مسجلة لاغتيال معظم رؤساء العصر الحديث، من بينهم: جورج دبليو بوش، وباراك أوباما، ودونالد ترامب.
وبعد اغتيال ويليام ماكينلي، وجه الكونجرس الخدمة السرية لتولي مهمة تأمين الرئيس بدوام كامل، وهو الدور الذي لا تزال الوكالة الفيدرالية تلعبه حتى اليوم.
Follow Us: