دموع الأسمر – الديار
«مشتاق للبنان… طلّ هالصيفية» هي دعوة وزير السياحة والمغتربين للسواح والمغتربين.
لم تمر ساعات على هذه الدعوة، حتى دخل لبنان في ازمة اختفاء رغيف الخبز من المحلات، وعاد مسلسل الطوابير من جديد، حيث يتوافد المواطنين منذ ساعات الصباح الاولى للوقوف امام الافران، علهم ينالون حصة اطفالهم من الخبز.
مع دخول لبنان في ازمة جديدة، بعد ازمة الدواء والمازوت والبنزين والاستشفاء، كان حريا بحكومة تصريف الاعمال، بدلا من اطلاق حملات اعلانية لجذب السياح والمغتربين لزيارة لبنان، التركيز على ازالة الازمات او التخفيف من هذه الازمات المعيشية المتراكمة.
والسؤال المطروح في الشارع اللبناني، هو انه مع بداية فصل الصيف يصل آلاف السواح الى مطار بيروت للترفيه عن انفسهم في بلدهم، علما ان كل المحطات اللبنانية والعربية والدولية تؤكد على مدى معاناة اللبنانيين بسبب فقدان المواد الاولية للحياة من خبز ودواء ومشتقات الفيول، ونتيجة تدفق آلاف السياح، فان هذه الازمات تزداد قساوة على كافة اللبنانيين، نتيجة سحب ما بقي في الاسواق من قبل السياح بما يحملونه من عملات اجنبية، خصوصا الدولار الاميركي. وعلى سبيل المثال يدفع السائح ثمن ربطة الخبز الواحدة خمسة دولارات او اكثر بينما سعرها في الفرن ١٣ الف ليرة.
ماذا يجري في الافران؟ يعمد عدد من الشبان الى بيع ربطات الخبز بأسعار متفاوتة، وفي معظم الاحيان تباع للسياح بالعملة الاميركية، حيث يقوم هؤلاء الشبان بالوقوف امام الافران طيلة الليل لشراء اكبر كمية من ربطات الخبز، ثم يبيعونها في السوق السوداء، بينما المواطنين الذين يسعون الى شراء ربطة خبز واحدة، فلا يجدونها بسبب الطوابير وبسبب ارتفاعها في السوق السوداء.
ما يعني ان السياح مع بداية كل صيف، بدلا من العمل على التخفيف من اعباء المواطنين، فان زيارتهم الى لبنان هي لسحب من تبقى من مخزون الخبز والدواء وغيره لصالح عائلاتهم لانهم يدفعون بالدولار.
وفي هذا الإطار، كشف احد اصحاب الافران في طرابلس عن «سوق سوداء» في المدينة جراء قيام بعض النسوة بالوقوف في الطوابير لشراء الخبز من الأفران على سعر ١٣ ألف وبيعها في السوق السوداء على سعر ٤٠ الى ٥٠ ألفاً، فهذه السوق تنشط مؤخراً في العديد من المناطق من طرابلس الى المنية وعكار.
ويعمد بعض اصحاب الافران الى بيع «بونات» الطحين المدعومة في السوق السوداء باسعار مضاعفة تتراوح بين ٨٥٠ دولار و٩٠٠ دولار، وفي الوقت نفسه تقفل افرانها. اما الافران التي تفتح، فانها تعمل بكمية طحين قليلة لذلك اشتدت ازمة الخبز منذ ايام.
وسرت اخبار ان الازمة الحقيقية تتعلق بخمس مطاحن توقفت عن العمل، والتي كانت تنتج يوميا ٧٠٠ طن من الطحين، ولم تستطع باقي المحطات انتاج نفس الكمية، اضافة الى عدم تفريغ القمح الذي وصل عبر البواخر، لان المصرف المركزي لم يفرج عن الاعتمادات في ظل معلومان عن توجه لرفع الدعم في المستقبل القريب.
واكدت مصادر اخرى ، ان سبب الازمة كلها مدروسة كباقي الازمات التي عانى منها اللبنانيون في السنتين الاخيرتين، والسبب هو رفع الدعم كليا عن القمح، لذلك كان من الضروري افتعال ازمة قبل رفعه، كما حصل قبل ذلك مع الدواء والبنزين والمازوت.