السبت, نوفمبر 16
Banner

لبنان امام “ازمة حكم”…ومجلس النواب الحالي “عربة يجرها الف حصان”

علي ضاحي-

3 استحقاقات دستورية كانت كفيلة بإثبات مدى صعوبة وتعقيدات المشهدية النيابية، مع بروز كتل متعددة ومتضاربة ومتضادة، وصولاً الى قناعة مرجع كبير في 8 آذار ان مجلس النواب الحالي هو عربة يجرها الف حصان، وكل حصان بلون وتوجّه!

وينقل زوار المرجع المذكور، انه ليس متفائلاً بالمشهد اللبناني، و»هاله» كيفية التعاطي النيابي مع الاستحقاقات من انتخابات رئاسة مجلس النواب الى نائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس، وصولاً الى اللجان النيابية رؤساء واعضاء ومقررين، وليس انتهاء بتكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتأليف حكومة في اصعب الظروف بتاريخ لبنان الحديث.

ويؤكد المرجع انه لم يكن متوقعاً ان يكلف ميقاتي بأكثرية وازنة، وما حصل عليه من اصوات، يؤكد حجم الفرز والتناقضات داخل مجلس النواب وتركيبته المتناحرة، فلا اتفاق بين المعارضة المسيحية («القوات» و»الكتائب»)، ولا اتفاق بين بقايا 14 آذار «القوات» و»الكتائب» و»الاحرار» و»الاشتراكي».كما لا اتفاق بين «النواب التغييريين» انفسهم، وظهروا منقسمين ومقسمين، ولم يجمعوا حتى على تسمية السفير نواف سلام، كما لم يظهروا ككتلة واحدة حتى اللحظة الاخيرة من الاستشارات، وهذا يؤكد حجم التناقضات فيما بينهم. كما ان ليس هناك من رابط او جامع سياسي بين المعارضة و»التغييريين» و»المستقلين»، حيث يبدو ان الاطراف الثلاثة معارضات بمنازل كثيرة.

ويشير المرجع ، الى ان طرح تعويم حكومة ميقاتي المستقيلة التي تصرّف الاعمال، دونه عقبات واهمها التناقض بين ميقاتي والنائب جبران باسيل صاحب الحضور النيابي والوزاري الوازن. وطرح تعويم الحكومة الحالية او اجراء تعديلات وزارية عليها، كانت مطروحة قبل الانتخابات النيابية، وتم التداول فيها، لكنها لم تلق آذاناً صاغية، لكونها خطوات تحتاج الى توافق مكونات الحكومة وميقاتي والعهد و»الثنائي الشيعي».

وبعد الانتخابات صار طرحا تعويم الحكومة او ابقاء صيغة الحكومة الحالية مع بعض التعديلات واصدار تشكيلتها المعدلة بوقت سريع، يصطدم اليوم برفض «القوات» و»الاشتراكي» وباسيل، لوجود ميقاتي على رأس الحكومة، وكذلك وجود تناقضات نيابية وانقسام بين المعارضة والسلطة و»التغييريين» و»المستقلين»، وهذا يعرّض الحكومة الى عدم نيلها الثقة وسقوطها داخل البرلمان، يعني عدم القدرة على تشكيل الحكومة مرة جديدة.

ومع تأكيد المرجع ان مهمة ميقاتي الحكومية الجديدة دونها صعوبات وعقبات كبيرة، يشير الى ان لبنان موضوع على «رصيف الانتظار» الاقليمي والدولي، وهو لن يكون بمعزل عن تعثر الاتفاقات الدولية من الملف النووي، الى استمرار الحرب في اوكرانيا وتداعياتها الخطرة على كل العالم، وانتهاءاً بأزمة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون السياسة الداخلية مع عدم تمكنه من حصد اغلبية نيابية، وبالتالي سيتراجع حضور لبنان في اجندة ماكرون، وسيلتهي بأزمته الداخلية، وكذلك تفعل اميركا، المنشغلة بملف ايران النووي والحرب الروسية- الاوكرانية والازمة الداخلية.

ويرى المرجع ان ميقاتي لن يتمكن من تشكيل اي نوع من الحكومات خلال 4 اشهر، في ظل وجود مناخ داخلي سياسي ضاغط ومعقد من جهة، واقتصادي ومالي معقد جدا من جهة ثانية، وكذلك وجود استحقاق رئاسي على النار، حيث بدأت «رائحته تعس» داخلياً وخارجياً، واي معركة سياسية او نيابية او حكومية اليوم ستأخذ طابعاً ونكهة رئاسية.

ويقول المرجع ان سليمان فرنجية وجبران باسيل وسمير جعجع وقوى «التغيير» واي قوى سياسية اخرى، لن يوفروا اي طريق لـ «شد اللحاف» كل الى «ميلته»، ومحاولة طرح مرشح رئاسي من «يمه» يكون له حظوظ وقابلية للوصول الى بعبدا، رغم ان مروحة الخيارات ضيقة، والجميع يتحدث عن رجلين عسكري ومدني لهما الاولوية في السباق الى «قصر الشعب»!

Leave A Reply