ملاك ابو حمدان
كان من المتوقع أن يعاد تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس “نجيب ميقاتي” لتأليف الحكومة الجديدة بعد الانتخابات النيابية، في ظل عدم توافق الكتل النياببة المعارضة حول اسم لخوض هذا الاستحقاق ضد “ميقاتي”.
تكلّف ميقاتي ب ٥٤ صوتاً مقابل ٤٦ صوتاً بلا تسمية وكان أبرزهم التيارين المسيحيين ” الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”. و٢٨ صوتاً اختاروا “نواف سلام” الاسم الذي يظهر فجأة ويختفي فجأة عند كل استحقاق لتشكيل الحكومة.
يعدّ هذا التكليف خجولاً مقارنة بالتكليفات السابقة في عهد الرئيس “ميشال عون”، وهذا ما يؤكّد قدرة القوى المعارضة على إحداث التغيير باختيار رئيس للحكومة لو تمّ توحدّهم.
التكليف مرّ ولكن ماذا عن التأليف؟
أمام “ميقاتي” مهمة صعبة إذا لم تكن مستحيلة في عملية التأليف ، فالتأخير سيعيق الإصلاحات المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي الفرصة الوحيدة لإنقاذ البلد كما قال.
ومن هذه الأسباب التي تؤكد استحالة التأليف :
– رفض أي حلول في ظلّ هذا العهد، فلا رغبة من القوى السياسية بتقديم التنازلات قبل نهاية عهد الرئيس “ميشال عون”.
– الخلافات السياسية الحادّة بين الأفرقاء السياسية تدفع إلى عدم التوحّد حول أيّ استحقاق حتى ولو كان على حساب البلد.
– ارتباط بعض الأحزاب بالخارج فتساعد بدورها في زيادة الضغط على لبنان من أجل الحصول على رضى هذه الدول. ومحاولة لعدم تشكيل حكومة تحظى بدعم الثنائي الوطني تحت حجة أن لبنان لا ينتمي إلى المحور الإيراني. فأي دعم من حركة أمل وحزب الله خصوصاً يدفع بالمعارضين إلى التهجم على الحكومة باعتبار أنها تنتمي للمحور الإيراني.
– الفترة القصيرة من ثلاثة إلى أربعة أشهر مدة الحكومة الجديدة في حال تشكّلها، إذ ستصبح حكومة تصريف أعمال مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية. وقد تستلم هذه الحكومة المدعومة من الثنائي الوطني إدارة البلد إذا دخلنا في فراغ رئاسي.
– المحاصصة وخاصة بين الفريقيين المسيحيين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” فالصراع بينهما سينتقل من الشارع المسيحي إلى الحصص الوزارية. عدم التسمية من قبلهما لم يكن سوى للمزايدات أما الحقيقة فسيتم الاختلاف حول الحصص الوزارية مما سيزيد التشكيل صعوبة.
رغم إيقان ميقاتي أن التأليف بحاجة إلى معجزة ربانية نوعاً ما نظراً للظروف الداخلية والخارجية . إلّا أنه سيعمل جاهداً على كسر جليد المقاطعة في محاولة منه لتشكيل الحكومة. لذلك كان قد بدأ بسلسلة اتصالات مع مرجعيات عدّة بعد تأكده من إمكانية تسميته.
وإذا لم تحدث مفاجأة غير محسوبة في الأيام القادمة، يبقى تشكيل الحكومة قيد التجاذبات السياسية بين القوى المحلية وكذلك الإقليمية، مع بقاء “ميقاتي” رئيساً مكلّفاً ورئيس حكومة تصريف الأعمال، إلى أن يشاء الله..