قفزت أسعار النفط نحو 3 في المائة خلال تعاملات أمس، لتعوض معظم انخفاضات الجلسة السابقة، إذ فاق انقطاع الإمدادات في ليبيا وعمليات إغلاق متوقعة لمنصات تابعة لإكوينور في النرويج أثر توقعات لتراجع الطلب بفعل تباطؤ اقتصادي.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 3.03 دولار أو 2.8 في المائة إلى 112.06 دولار للبرميل بحلول الساعة 1157 بتوقيت جرينتش بعد أن هبطت إلى 108.03 دولار للبرميل في وقت سابق من الجلسة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.84 دولار، أو 2.7 في المائة، إلى 108.60 دولار للبرميل، بعد أن تراجعت إلى 104.56 دولار للبرميل في وقت سابق.
وقال بنك باركليز في مذكرة “ما زلنا نرى الأسعار تميل إلى الاتجاه الصعودي بسبب شح المخزونات وقدرة الإنتاج الفائضة المحدودة”.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية في بيان حالة القوة القاهرة في ميناءي السدرة ورأس لانوف وحقل الفيل النفطي، مؤكدة أن القوة القاهرة لا تزال سارية في ميناءي البريقة والزويتينة.
وذكرت أن إنتاج النفط انخفض انخفاضا حادا، حيث تراوحت الصادرات اليومية بين 365 ألفا و409 آلاف برميل يوميا بانخفاض 865 ألف برميل يوميا عن معدلات الإنتاج في “الظروف الطبيعية”.
وفي النرويج، قالت نقابة عمال إن 74 عامل نفط في ثلاث منصات تابعة لإكوينور أعلنوا أنهم سيبدأون إضرابا في الخامس من تموز (يوليو)، ما سيوقف على الأرجح 4 في المائة من إنتاج النفط في النرويج.
واتفقت مجموعة منتجي “أوبك+”، على التمسك باستراتيجيتها الإنتاجية بعد اجتماعات استمرت يومين.
وفي السابق، قررت “أوبك+” زيادة الإنتاج شهريا بمقدار 648 ألف برميل يوميا في تموز (يوليو) (آب) وأغسطس، ارتفاعا من خطة سابقة لإضافة 432 ألف برميل يوميا في الشهر.
تراجعت صادرات النفط الليبية إلى نحو ثلث مستوى العام الماضي، بعد أن تسببت الأزمة السياسية المتفاقمة، في وقف الشحنات من اثنين من أكبر موانئ البلاد.
ولم يتعامل في ميناءي البريقة والزويتينة مع أي نفط خام، منذ نحو شهرين، حسب وكالة “بلومبيرج” للأنباء أمس.
ويهدد تراجع الإمدادات الليبية بزيادة القيود في سوق النفط العالمية، وارتفع خام برنت بواقع نحو 40 في المائة هذا العام، في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا.
وتراجعت صادرات النفط الخام والمكثفات الليبية، على مدى الأشهر الأربعة الماضية، إلى أدنى مستوى، خلال 20 شهرا لتصل إلى 610 آلاف برميل، يوميا في حزيران (يونيو) الماضي، وفقا لبيانات خاصة بتتبع ناقلات النفط، جمعتها وكالة “بلومبيرج”، وأدى أحدث إغلاق للموانئ إلى تقليص تدفقات الصادرات بشكل أكبر.
وأظهر الاستطلاع أمس الأول أجرته “رويترز” أنه من المتوقع بقاء أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل هذا العام في الوقت الذي تكافح فيه أوروبا ومناطق أخرى للتخلص من الاعتماد على الإمدادات الروسية، لكن المخاطر الاقتصادية قد تبطئ ارتفاعها.
وفرضت الهند رسوم تصدير على زيت الغاز والبنزين ووقود الطائرات أمس للمساعدة في الحفاظ على الإمدادات المحلية، مع فرض ضريبة غير متوقعة على منتجي النفط الذين استفادوا من ارتفاع أسعار النفط الخام العالمية.
وقال تسويوشي أوينو، كبير الاقتصاديين في معهد أبحاث “إن.إل.آي” “في وقت سابق من الجلسة، أخذت السوق استراحة من عمليات البيع المكثفة، حيث لم تصدر عن أوبك + مفاجأة عندما أكدت التزامها بزيادة إنتاج النفط المخطط لها في آب (أغسطس)”.
وأضاف “لكن المعنويات تأثرت بعدم اليقين والمخاوف من أن يؤدي رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة بشدة إلى ركود في الولايات المتحدة ويعوق الطلب على الوقود”.
وسيبدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن جولة في الشرق الأوسط في منتصف تموز (يوليو) تشمل محطات عدة، ما يدفع بسياسة الطاقة إلى دائرة الضوء، إذ تواجه الولايات المتحدة ودول أخرى زيادة في أسعار الوقود، ما يؤدي إلى ارتفاع التضخم.
ويواجه المعروض النفطي مشكلة جديدة بعد تجدد الأزمة السياسية في ليبيا، حيث يتفاقم الصراع بين حكومتين متنافستين، وإذا أغلقت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا جميع الموانئ في خليج سرت فقد ينخفض إجمالي الصادرات إلى 400 ألف برميل يوميا، وبذلك يصل إجمالي الطاقة الإنتاجية المتوقفة إلى 800 ألف برميل يوميا– بحسب تقديرات دولية.
ولم يكن الضعف المؤقت في أسعار النفط الناجم عن عمليات بيع واسعة النطاق للعقود الآجلة من قبل المضاربين في الأسبوع الماضي أكثر من مجرد فترة راحة قبل تسجيل حالة صعود آخر، حيث اقتنعت السوق بوجود نقص في الطاقة الإنتاجية الفائضة لمنتجي النفط في الشرق الأوسط وهو ما دعا إلى الصعود.
ويتزايد قلق المستثمرين بشأن مخاطر الركود على الرغم من شح الإمدادات في المقابل، حيث يعاني العرض خطر تقلص الإمدادات وارتفاع أسعار الغاز، وكذلك هوامش التكرير إلى مستويات قياسية.
ويتوقع مديرو الصناديق الأوروبية نموا عالميا أبطأ، بينما توقع 54 في المائة حدوث ركود أوروبي خلال العام المقبل.
كما أن تصاعد وتيرة العقوبات على روسيا ترفع الأسعار مجددا، حيث إن القوى الغربية تفكر في تحديد سقف أسعار النفط الروسي، إلى جانب اتفاق دول مجموعة السبع على استكشاف فرض حظر على نقل النفط الخام، الذي تم بيعه بسعر أعلى من الحد الأقصى.
والموقف الغربي ضد روسيا يثير حالة من القلق من احتمالية حدوث تخفيضات مفاجئة في الإمدادات من روسيا.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 117.55 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 114.88 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس، إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق رابع ارتفاع على التوالي، وأن السلة كسبت نحو دولارين، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 115.97 دولار للبرميل.
Follow Us: