تحذر دراسات وأبحاث جديدة من خطورة تفاقم أزمة الجفاف في إسبانيا والبرتغال، ما يهدد قطاعَي الزراعة والسياحة تحديداً.
الجفاف يهدد دولتَي إسبانيا والبرتغال، في موجة هي الأسوأ من نحو 1200 عام، ومخاوف متزايدة من التداعيات لذلك على الغذاء والسياحة.
جاء ذلك في بحث نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية نقلاً عن صحيفة “ناتشر جيوساينس”، أوضحت فيه ما يُعرف بـ”نظام الضغط المنخفض” ويكون رطباً لقربه من المحيط الأطلسي، و”نظام الضغط العالي” الذي يمنع رطوبة الطقس.
وقد زادت فصول الشتاء عبر نظام الضغط العالي زيادة ملحوظة، من فصل شتاء واحد كل 10 فصول عام 1850، إلى فصل شتاء كل 4 فصول منذ ثمانينيات القرن الماضي.
ويحدث ذلك بسبب “أزمة المناخ العالمية الناتجة عن انبعاثات الكربون البشرية”.
وزيادة فصول الشتاء التي تتميز بالضغط العالي تؤدي إلى جفاف شبه الجزيرة الأيبيرية والبحر الأبيض المتوسط، وقد أدى ذلك إلى تحذيرات متزايدة من دعاة حماية البيئة، من أن نهر تاغوس معرّض لخطر الجفاف التام.
ويؤدي الجفاف وارتفاع الحرارة إلى موجات حر غير مسبوقة تشهدها إسبانيا التي واجهت حرائق غابات ضخمة عام 2017 لنفس السبب.
وحذرت نتائج البحث من تأثير تلك التغيرات المناخية على قطاعَي الزراعة والسياحة تحديداً، وأن “القادم غالباً سيكون أسوأ”.
في السياق أعلنت إيطاليا الاثنين حالة الطوارئ في خمس مناطق شمال البلاد وأقرّت تمويلاً عاجلاً لمواجهة تداعيات موجة الجفاف التي اجتاحت وادي بو في الأسابيع الأخيرة ولا تنفكّ تزداد سوءاً.
وقالت الحكومة في بيان إنّها أقرّت حالة الطوارئ في خمس مناطق هي إميلي-رومانيا، وفرويلي-فينيسيا جوليان، ولومبارديا، وبيدمونت، وفينيتو، وذلك حتى 31 كانون الأول/ديسمبر.
وأضافت أنّها قرّرت أيضاً تخصيص مبلغ قدره 36.5 مليون يورو (39.5 مليون دولار) لمساعدة المتضررين.
وتواجه إيطاليا موجة حرّ مبكرة غير عادية ونقصاً في هطول الأمطار، لا سيّما في وادي بو الزراعي في شمال البلاد والذي تعرّض لأسوأ موجة جفاف منذ 70 عاماً.
وتوفر حالة الطوارئ “صلاحيات استثنائية” للمساعدة في ضمان السلامة العامة والتعويض عن الخسائر مع السعي لضمان ظروف معيشية طبيعية لمن هم في المنطقة.
وحسب نقابة “كولديريتي” الزراعية الأكبر في البلاد فإنّ الجفاف يهدّد أكثر من 30 بالمئة من الإنتاج الزراعي الوطني ونحو نصف إنتاج مزارع وادي بو للمواشي.
كما تضرّرت بحيرتا ماغيوري وغاردا بسبب انخفاض منسوب المياه عن المعتاد في هذا الوقت من العام، بينما انخفض أيضاً منسوب نهر التيبر جنوباً والذي يمرّ عبر روما.
ويمثّل نهر بو أكبر خزان للمياه في شبه الجزيرة ويستخدم المزارعون معظمه.
وفي الأيام الأخيرة فرضت بلديات عدة قيود على استخدام المياه، فرشدت مدينة فيرونا التي يبلغ عدد سكانها ربع مليون نسمة استخدام مياه الشرب، في حين أعلنت ميلانو إغلاق نوافيرها المزخرفة.
وتشكّل المحطّات الكهرومائية، ومعظمها في المناطق الجبلية شمال البلاد، ما يقرب من 20% من إنتاج الطاقة الوطني.
ويأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد من مصرع سبعة أشخاص على الأقلّ في انهيار جليدي في جبال الألب الإيطالية اعتبر رئيس الوزراء ماريو دراغي أنّه مرتبط “دون شكّ” بالتغيّر المناخي.
Follow Us: