كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: كل المؤشرات تؤكد أن لا حكومة في المدى المنظور، خصوصا بعدما خرج رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل ونائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ليقولا إن تشكيل الحكومة متعذرٌ في الوقت الحاضر، وحاولا رمي الكرة في ملعب الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، ما يؤكد عودة هذا الفريق كما في كل مرة الى نغمة التعطيل والمماطلة وتضييع المزيد من الوقت على حساب وجع اللبنانيين.
مصادر نيابية أعربت عبر “الأنباء” الالكترونية عن شكوكها في التوصل الى تشكيل حكومة في الأسابيع المقبلة، ورأت في مسألة تناغم المواقف التراجعية التي صدرت في الساعات الماضية من قبل التيار الوطني الحر وحزب الله مؤشراً سلبياً يقود الى توتير الوضع السياسي الداخلي وانعكاسه على موسم الاصطياف.
تزامناً مع التعطيل الحكومي، تخوّفت المصادر من أن يؤدي التوتير السياسي القائم الى نسف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية وتعليق اجتماعات الناقورة الى أجل غير مسمى.
في الوقت نفسه، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى الى أن الاتصالات لتشكيل الحكومة ما زالت قائمة بين الأفرقاء. وأمل في حديث مع “الانباء” الالكترونية أن تظهر نتائجها الايجابية قريباً، مقللاً من ناحيته من أهمية الحديث عن عراقيل قد تحول دون تشكيلها، ولفت الى أن عمر الحكومة القصير من الان ولغاية انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس عون يحتّم الاستعجال في عملية التشكيل، لكنه أقرّ أنه لغاية الآن لا بوادر توحي ان تشكيلها أصبح قريباً.
وحول الظروف المحيطة بعملية التأليف، استبعد الكاتب السياسي بشارة شربل في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية تشكيل الحكومة لأن الرئيس ميقاتي لا يريد أن يعطي تنازلاً لباسيل. ورأى ان البلد في انهيار مستمر وكل يوم يزداد عن يوم، فالصورة قاتمة والأجواء سلبية وهذا يعني أن لا حكومة في الوقت الحاضر.
على خط آخر، كادت البلاد أن تدخل في العتمة الشاملة ووقف التيار الكهربائي عن المرافق العامة لا سيما المرفأ والمطار، قبل ان يتم حل المشكلة جزئياً في ساعات المساء من خلال دفع مستحقات الشركة المشغّلة للمعامل الحرارية من قبل مصرف لبنان. الأمر الذي أعاد ملف الكهرباء مجدداً كمدخل أساسي لأي إصلاح حقيقي في البلد.
عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي محمد بصبوص اعتبر “أننا كلبنانيين أصبحنا في قلب العتمة منذ مدة طويلة”، مشيراً في حديث مع “الانباء” الالكترونية الى أن “القيّمين على وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان أخذوا من فترة يمننون اللبنانيين بساعة تغذية تعطى لهم في اليوم، فتلك هي العتمة بحد ذاتها”،
وأضاف بصبوص: “لقد انكشفت الأمور فهناك مناطق بكاملها لا تحصل على دقيقة كهرباء منذ أشهر، ومن المؤسف أن تبقى وزراة الطاقة ووزيرها المبجّل يأخذون اللبنانيين رهينة”. واعتبر انه “طالما هناك تيار وطني حر يحتجز هذه الوزارة لغايات معروفة من قبل الشعب اللبناني فحسناً فعل الرئيس ميقاتي بطلبه تغيير وزير الطاقة ورفع يد التيار الوطني الحر عنها، فيما هم بالمقابل يصرّون على التمسك بها بشعارات ممجوجة اعتمدت منذ العام 2008 حتى اليوم بنماذج قد تكون مختلفة بالشكل لكن بمضمون واحد، ما أدى الى تكبيد الخزينة 45 مليار دولار بمقابل صفر كهرباء. وبالرغم من هذه المأساة يطالعنا وزير الطاقة ببعض النظريات والتبشير خاصة بموضوع استجرار الكهرباء من الاردن والغاز من مصر وهو يعرف أن البنك الدولي اشترط المساعدة مقابل إصلاح هذا القطاع وهو يرفض دفع أي مبلغ لهذا القطاع لصعوبة الاسترداد بعد حين، والغريب أنهم عادوا وأدخلوا البنك الدولي ضمن فريق “ما خلّونا”، وكيف تمت تعرية الصفقة بموضوع الطاقة الشمسية من خلال المحاصصة وكأن الامور بألف خير”، مذكّرا بالعام 2011 “عندما استقدموا بواخر انتاج الطاقة وما زالوا مستمرين بنفس الصفقات ولم نلمس أي تحسن بهذا القطاع”، مشبّها ما يجري بالمثل القائل “مرتا مرتا تطالبين بأمور كثيرة والمطلوب واحد”: وهو الاصلاح، لكنهم منذ العام 2008 ذهبوا باتجاه تدمير هذا القطاع بشكل ممنهج”.
وبالتالي فإن البلد هو أسير عتمة دائمة، في الكهرباء كما في السياسة والاقتصاد، والمطلوب هو اتباع بصيص الضوء الوحيد في هذا النفق والمتمثل بإعادة انتظام المؤسسات الدستورية ورفع السطوة عن الدولة والقضاء والحكم والبدء بالاصلاحات قبل فوات الأوان، والا فالمصير محتوم، ففي جهنم لا ضوء أبداً.