كتبت صحيفة الديار تقول: دخلت البلاد عطلة عيد الأضحى التي لن تنتهي قبل منتصف الأسبوع المقبل. عطلة ستتفاقم خلالها الازمات رغم قيام الوزراء المعنيين بواجباتهم لجهة تأمين مقومات الاستمرارية خلالها وبالتحديد ضمان توفر الخبز والبنزين وبعض ساعات الكهرباء، وهي مواد وخدمات ستعود للتقنين والانقطاع بعد انتهاء الفرصة لعدم توفر الحلول الجدية للازمة الام، ازمة سعر الصرف وشح الدولار.
استعراض ميقاتيّ
وأبى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي مغادرة البلاد للعمرة وبعدها للاستجمام في احدى الدول الاوروبية من دون القيام بحركة استعراضية يشغل بها قليلا الرأي العام الذي لا ينفك يسأله عن مصير الحكومة المفترض تشكيلها. اذ أفادت المعلومات بأن وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار التقى رئيس الجمهورية ميشال عون يوم امس موفدا من الرئيس ميقاتي وحاملا رسالة مرتبطة بالملف الحكومي. وبدا ان هناك تكتما وسرية تحيط بهذه الرسالة. اذ ولدى سؤال «الديار» الوزير نصار عن فحوى الرسالة اكتفى بالقول: «لنتفاءل بالخير».
من جهتها، استبعدت مصادر مواكبة لعملية التأليف وجود اي معطى جديد يدفع بعملية التأليف قدما لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان مغادرة ميقاتي قبل عقد لقاء مع عون دليل على حجم التعقيدات المحيطة بالملف وعلى كون الامور باتت اشبه بكباش بين ميقاتي و»الثنائي» عون- باسيل. واضافت المصادر: «الارجح ان الرسالة التي بعث بها الرئيس المكلف الى بعبدا هدفها القول ان الافق ليس مقفلا وان سوداوية المشهد ليست مطلقة».
وكان ميقاتي وقبل مغادرته الى السعودية أصدر بيانا حمل تشديدا على ضرورة تأليف حكومة جديدة ودفاعا عن حكومة تصريف الاعمال في آن، قال فيه «إن الوقت الداهم والاستحقاقات المقبلة يتطلبان منا الاسراع في الخطوات الاستباقية ومن أبرزها تشكيل حكومة جديدة، تواكب الاشهر الاخيرة من عهد فخامة الرئيس ميشال عون وانتخاب رئيس جديد للبنان. ومن هذا المنطلق أعددت تشكيلة حكومية جديدة وقدّمتها الى فخامة الرئيس ميشال عون، الاسبوع الفائت، وتشاورت معه في مضمونها حيث قدّم فخامته بعض الملاحظات، على أمل أن نستكمل البحث في الملف، وفق أسس التعاون والاحترام التي سادت بيننا طوال الفترة الماضية».
المعركة الرئاسية
وبعد تحول الملف الرئاسي مادة دسمة على كل الموائد السياسية مع اقتراب الموعد الدستوري الذي يتيح انتخاب رئيس جديد للبلاد، باتت اسماء جديدة تدخل بازار الترشيحات رسميا. وبدأت لائحة الترشيحات الرئاسية ذات الطابع «الوسطي والتسووي» تتكشح، وهي تضم المرشح الأبرز قائد الجيش العماد جوزاف عون واسماء توافقية كالوزيرين السابقين زياد بارود وناجي البستاني، مع توقع ان تتوسع هذه اللائحة بشكل شبه يومي. ولا يزال راهنا رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في موقع المنتظر موقف حزب الله من الترشيح ما سيشكل العنصر الاهم المساهم بوصوله الى بعبدا، وهو يحاول منذ فترة تسويق نفسه كمرشح تسوية لا مرشح مواجهة معتقدا بأن ذلك يعزز حظوظه.
حركة بلا بركة
وفي زحمة الملفات والاهتمامات اللبنانية، لا يزال ملف عودة النازحين الذي دفع مجددا به لبنان الرسمي الى الواجهة يحظى باهتمام جهات دولية لا تزال تستفسر عن كيفية امتصاص النقمة اللبنانية المتجددة والتي عبر عنها رئيس الحكومة المكلف مؤخرا. وتقول مصادر مطلعة على الملف لـ «الديار»: ان قرار المجتمع الدولي «حاسم ونهائي لجهة عدم التجاوب على الاطلاق مع الطلبات اللبنانية وعلى رأسها الابقاء على المساعدات المالية التي تقدم للنازحين في حال عودتهم الى سوريا» لافتة ان «هناك شبه اجماع خارجي على ربط ملف العودة بالحل السياسي للأزمة السورية والذي يبدو بعيد المنال أقله في المرحلة الراهنة».
من جهتها، تؤكد مصادر رسمية انه «رغم كم الصعوبات والتحديات التي تحيط بالملف وادراك المعنيين بأن الخطة التي تم الحديث عنها مؤخرا قد تكون غير قابلة للتطبيق الا أن الجهات الرسمية اللبنانية تجد نفسها مضطرة لإبقاء الملف مفتوحا وطرح الأفكار الجديدة كل فترة لعدم الرضوخ لرغبات ونوايا المجتمع الدولي الذي يسعى لإبقاء النازحين السوريين في لبنان و دمجهم في المجتمع اللبناني وهو ما بدا جليا من خلال المحادثات التي جرت في بروكسل».
معيشيا عاد يوم أمس الحديث عن أزمة الطحين والرغيف بعد مؤتمر صحافي عقده وزير الاقتصاد وفي ظل حديث عن شح وتقنين بمادة الطحين. وطمأن الوزير سلام ان 40 ألف طن من الطحين ستصل خلال الاسبوعين المقبلين ليكون موسم الصيف هادئًا الا انه تحدث في الوقت عينه عن أنّ التقارير تقول ان التهريب وصل الى نسبة 40%.
من جهته، اعتبر ممثـل أفـران البقـاع وعضو نقابة افران بيروت وجبل لبنان عباس حيدر في حديث اذاعي أن «الكلام انتهى بعدما عقدنا العديد من الاجتماعات والوقفات الاحتجاجية وبشكل دائم»، مشيراً الى أن «مهمّة الأفران هي صناعة الخبز وليس توفير الطحين». وقال: «نريد ايصال رغيف الخبز الى المواطن بأسرع وقت ، ونطالب وزارة الاقتصاد ان تكون هناك خلية أزمة لتأمين القمح لكل المطاحن وخاصة في منطقة البقاع. طالبنا منذ البداية بأن تكون هناك رقابة مشددة على المطاحن والافران ومحاسبة المخالفين، والموضوع بحاجة الى متابعة، ونحن لسنا هواة اضراب بل نضع يدنا بيد وزارة الاقتصاد والوزير لتحسين هذا الوضع المرير». وأردف: «تبلغنا من مطاحن الجنوب الكبرى التي توزّع اكبر كمية من الطحين الى المناطق أن اليوم هو آخر يوم تسليم». وختم «في 15 من الشهر الجاري، تصل باخرة تبلغ حمولتها 25 الف طن من الطحين وهي بحاجة الى 5 ايام لاجراء التحاليل لحمولتها»، مؤكّداً أن ليس هناك انقطاع للخبز في لبنان انما هو تقنين فقط.
ويبدو أن الوزراء المعنيين أعدوا العدة لضمان تمرير فترة العيد بأقل الأضرار الممكنة أن كان لجهة تأمين ساعات محددة من الكهرباء كما مادة البنزين وضمان عدم انقطاعه من السوق.