كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: قصة ابريق الزيت في تشكيل الحكومات تتكرر منذ بداية عهد الرئيس ميشال عون. السيناريو نفسه يعاد من ذات القوى ولأجل الأشخاص أنفسهم والأهداف عينها. معظم القوى السياسية تُجمع على أن تشكيل حكومة جديدة أصبح بعيد المنال في ظل التجاذبات السياسية بين رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي من جهة، والرئيس المكلف من جهة ثانية، وما الدخول العلني للنائب جبران باسيل على الخط والعودة إلى نغمة فرض الشروط التعجيزية أمام الرئيس المكلف بالرغم من أنه لم يسمه في مشاورات التكليف، سوى إشارة واضحة بأن تشكيل الحكومة دخل في غرفة العناية الفائقة.
وقد كانت إثارة باسيل مجدداً لموضوع الصلاحيات وأحقية رئيس الجمهورية بالمشاركة في عملية التشكيل واختيار الأسماء قد زادت من تعقيد الأمور، وفرضت واقعاً جديدًا لن يتمكن الرئيس المكلف من تجاوزه بسهولة، خاصة بعد تهديد باسيل بسحب الوزراء المسيحيين من حكومة تصريف الأعمال بهدف إحراج ميقاتي، ليكون بين خيارين، فإما الرضوخ لشروط باسيل أو دفع الرئيس نجيب ميقاتي للاعتذار عن التكليف.
أوساط ميقاتي أشارت عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أن كل الأمور مؤجلة الى ما بعد عطلة عيد الأضحى، وعندها سيظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود. وأقرت تلك الأوساط بوجود تعقيدات كثيرة في المشهد السياسي اللبناني، آملةً ألا ينعكس ذلك على عملية تشكيل الحكومة. وتوقّعت أن يلتقي ميقاتي برئيس الجمهورية بعد عطلة العيد وفي ضوء هذا اللقاء تتحدد الأمور سلباً أو إيجاباً. وتمنّت الأوساط لو يترك موضوع تشكيل الحكومة لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف لاجتراح الحلول لكانت الأمور أفضل بكثير.
أوساط ميقاتي، وفي تعليقها على تهديد باسيل بسحب الوزراء المسيحيين من حكومة تصريف الأعمال، رأت أن “لا مصلحة لأحد بتعقيد الأمور، فيجب أن لا ننسى أننا على أبواب انتخابات رئاسية، وعملية التهدئة تبقى هي الأفضل من التصعيد”.
وفي هذا الإطار، تحدّث عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية عن اعتقاده أن يشهد الملف الحكومي تطورات بعد الأضحى، مشيرا إلى جلسة تشريعية قد يحدد موعدها بعد العيد أيضاً.
في المقابل فقد اتهمت النائبة نجاة صليبا عون السلطة “بإعادة تجديد نفسها، والتلاعب بكل الاستحقاقات بما يخدم مصالحها”. وفي حديث مع “الأنباء” الإلكترونية قالت عون إنها وزملائها النواب التغييريين “أبلغوا الرئيس المكلف أثناء الاستشارات غير الملزمة ضرورة التعاطي بمسؤولية وبما ينص عليه الدستور في مسألة تشكيل الحكومة حتى يذكره التاريخ بالخير”، واستغربت “كيف أن هذه “المنظومة” تدور حول نفسها في هذا الموضوع، فتارةً يتقاذفون التهم وطوراً يقتسمون المغانم ويعقدون الصفقات”، بحسب تعبيرها.
وفي ردها على اتهام نواب التغيير بعدم التنسيق مع القوى السيادية الأخرى، قالت عون انه “عندما يكون هناك قانون يتطلب التوقيع عليه، وفي ما يتطلب التنسيق معنا، فنحن كنواب تغييريين جاهزون لنكون حاضرين لكل المسائل المهمة ولدينا الاستعداد للتعاون مع الجميع”.
الى ذلك أشارت عون الى عدم تبلغها عن جلسة تشريعية قريبة لمناقشة القوانين المتعلقة بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، لكنها شددت على ضرورة تشكيل الحكومة المنوط بها توقيع الاتفاق مع الصندوق لأنه من دونها لا يمكن للبنان الحصول على المساعدات وهذا الأمر واضح من قبل المجتمع الدولي.
في غضون ذلك حدّدت بكركي مواصفات الرئيس المقبل، فيما دخلت الاحزاب المسيحية معركة الانتخابات الرئاسية من بابها الواسع. ففي حين سيكون تكتل الجمهورية القوية بصدد ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فإن “حزب الله” وحلفائه يدعمون بقوة ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لمعركة الرئاسة، ومن المفترض أن الحزب وضع حليفه جبران باسيل في تلك الأجواء على أن يعلن ذلك في لقاء مشترك بين فرنجية وباسيل بمباركة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، بحسب ما تشير مصادر سياسية.