الأربعاء, نوفمبر 27
Banner

الحرب “الإسرائيلية” أقرب من أيّ وقت مضى؟

محمد علوش – الديار

في هذه الفترة الحرجة من عمر لبنان، وفي ظل تسارع الأحداث في لبنان والمنطقة والعالم، برز ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، ومسألة استخراج الغاز لمد اوروبا به قبل دخولها فصل الشتاء، الأمر الذي رفع وتيرة الحديث عن حرب مقبلة بين لبنان والعدو الإسرائيلي، في ظل التهديدات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

دخل ملف الغاز على خط الحديث عن حرب يُتوقع ان تقع في أي وقت، حرب لا علاقة لها بالغاز والترسيم، بل تتعلق بأمور لا تستطيع “اسرائيل” تحمل استمرارها على الحدود الفلسطينية، أبرزها ملف الصواريخ الدقيقة التي تنقل الصراع مع المقاومة من مكان الى آخر، ومصانع هذه الصواريخ التي تتحدث “اسرائيل” عن وجودها، إضافة الى تعاظم قوة حزب الله الذي راكم خبرات كبيرة في الحرب السورية.

الكل يعلم أن الحرب واقعة لا محالة، والنقاش يدور حول تاريخها المتوقع، لا حول حتمية حصولها من عدمه، فالعدو الإسرائيلي لا يمكنه تحمّل وجود خطر كبير عليه لمدة طويلة، ومنذ 5 سنوات تقريباً فعّلت “اسرائيل” مناوراتها التي تحاكي حرباً مع لبنان، وهذه الحرب بحسب مراقبين يمكن أن تحصل قبل توقيع الإتفاق النووي مع إيران، إذ لا يمكن لـ “اسرائيل” أن تسير عكس التيار في حال اتفقت إيران واميركا على المسألة النووية، لذلك يحذر هؤلاء من إمكان حصول الحرب قريباً، مع الإشارة هنا الى أن ملف الغاز المستجد قد يدفع الى تأجيل الحرب لا تقريبها، بحسب المنطق، فهذا الملف المستجد يمنع التصعيد العسكري، إذ لا يمكن لدولة أن تخوض حرباً في الوقت الذي تسعى لتوقيع اتفاقيات بيع غاز، تلزمها بتأمين الإستقرار الأمني لاستخراجه، إلا أن ذلك لا يُلغي حتمية وقوع الحرب، وبسبب الملف نفسه، خاصة في حال قرر حزب الله الهجوم على منشآت الغاز على خلفية ما يجري.

ويشير هؤلاء الى أن الحرب الروسية – الأوكرانية التي تتوسع نتائجها لتشمل كل اوروبا، تسهل وقوع نزاعات مسلحة أصغر في كل الامكنة التي يوجد فيها خلافات حدودية، إذ يمكن للدول أن تستغل ما يجري على صعيد العالم لتسوية هذه النزاعات، مثل بين مصر وأثيوبيا، بين تركيا وسوريا، وبين لبنان والكيان الصهيوني.

بالنسبة الى البعض، فإن الحديث عن عدم قدرة “اسرائيل” على خوض الحرب بسبب وضعها السياسي قد لا يكون في مكانه، فعلى عكس السائد، فإن المجتمع “الإسرائيلي” الذي يُعدّ مجتمعاً حربياً قد يكون بحاجة الى الحرب ليتماسك مجدداً، ويُنتج سلطة قادرة على الحكم، لذلك قد تكون الحرب الخيار الوحيد لأي شخصية “اسرائيلية” لتمنح نفسها شرعية تمكّنها من الحكم، بعد أن باتت “الحكومة الاسرائيلية” عاجزة عن تأمين مقومات استمرارها.

بالمقابل، هناك من يقول أن المجتمع “الاسرائيلي”، والطاقم السياسي، و”الجيش الاسرائيلي”، غير جاهزين لإشعال حرب مع لبنان في الوقت الراهن، لكن بحسب التجارب التاريخية فلا يمكن التعاطي بمنطق مع العدو الإسرائيلي، لذلك فإن الأسابيع المقبلة قد تحمل مستجدات نارية كبيرة.

Leave A Reply