الأحد, نوفمبر 24
Banner

ابراهيم: أزمة جوازات السفر تحل تدريجيا بدءا من تشرين الاول

أكد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم “ان خلاص لبنان يكون بوحدتنا جميعا، مجدد القول ان الامن العام نفذ قرارا قضائيا بشأن المطران موسى الحاج وواجباتنا ان ننفذ هذه الاشارة”، كاشفا انه ألغى زيارة لوفد من الامن العام الى بكركي “لاسباب نتحدث عنها لاحقا”. وشدد ابراهيم على “وجوب عدم السماح “بالتقسيم”، وقال: “أنا مع كل ما يوحد بيروت، لأن وحدة بيروت من وحدة الوطن”، مؤكدا ان أزمة جوازات السفر “ستحل تدريجيا بدءا من شهر تشرين الاول وستكون بداية حل الازمة النهائية على أبواب العام المقبل. والناس يجب ان تعلم اننا لسنا من يفتح الاعتمادات والا لما وصلنا الى الازمة القائمة والمنصة كانت لتسهيل امور الناس”.

كلام اللواء ابراهيم، جاء في خلال ندوة حوارية نظمتها معه، جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية في مقرها في الصنائع، بعنوان ” لبنان في مسار الاستحقاقات الحالية محليا وخارجيا”.

وتحدث اللواء ابراهيم، فقال: “سلام للمقاصد التي تزرع الخير وتحصد النجاح. سلام لهذه المدينة، حاضنة التنوع وعنوان وطننا لبنان، بيروت، ام الشرائع ومُصدّرة الحرف إلى العالم، بيروت مدينة إختبار المحن والإزمات، كما هي واحة سلام وصانعة امجاد، منها كان لهذا الشرق مصرف ومستشفى ومطبعة وجامعات وإعلام. نثرت الأنوار على كل هذه المنطقة، بيروت التي تعطي بلا مقابل، بيروت الشعراء والمثقفين والعمال والحداثة والتنوع،بيروت الصمود الإسطوري عام 1982، بيروت التي لفّها الحزن في 4 اب 2020، تنتظر ان تستعيد دورها وبهجتها”.

وأضاف: “اليوم، وفي مناسبة اللقاء معكم، ندخل إلى الوطن مجدداً، من بيروت ومقاصدها تحت عنوان “لبنان في مسار الإستحقاقات الحالية محلياً وخارجياً”، في أصعب الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وفي لحظة يتبدل فيها كل شيء، إنْ في لبنان أو في الإقليم وكذلك على المستوى الدولي. ما عاد هناك نهائيات سياسية يمكن الركون إليها في الإقتصاد والإجتماع”.

وتابع: “نحن هنا لنتصارح ونعرض الواقع كما هو من دون قفازات، او نعرض اوهاما بآمال وردية. عملياً، يغامر كثيراً من يعتبر أن لبنان الذي كان في وعينا، وفي نظر العالم كله، ما يزال قائماً. هذا اللبنان الذي عرفناه صار من الماضي، وعلى اللبنانيين أن يُعرّفوا ذاتهم الوطنية وبالتحديد هويتهم، ليعرفوا من بعدها اي لبنان يريدون، ويحددوا دوره في عالم يتغير بسرعات برقية، وترتسم حوله احلاف متقابلة، سياسية وامنية واقتصادية وتجارية”.

وأشار اللواء ابراهيم الى عنوان: “ماذا عن لبنان امام هذا الواقع المحلي والاقليمي والدولي المتداخل مع بعضه البعض؟”، وقال:”البداية الصحيحة توجب علينا الإعتراف بأننا فقدنا كل بطاقات التعريف السابقة. لم نعد جامعة الشرق ووجهته السياحية. لم نعد مستشفى الشرق وإعلامه ومطبعته.لم نعد مصرف الشرق، ولم نعد موضع ثقة المودعين. وللاسف، ما زال وطننا ساحة يتصارع فيها الجميع، وصندوقة بريد من كل الجهات والى كل الاتجاهات. ولأنه هكذا، فهو مرشح للتدهور أكثر فأكثر. وبالرغم من صلابة أرضه ، وأصالة شعبه، لكننا في وطن يطوف على رمال مُتحركة. هذا الكم والنوع من الأخطار نواجهه حالياً. نجاح ندوتنا يبدأ من تعيين دقيق للوضع الداخلي، لقراءته بشكل سليم في متعلقاته الإقليمية والدولية”.

وتابع :”الصورة العامة توحي وكأن البلد ينهار على اللبنانيين. هل هذه حقيقة أم وهم؟ الواقع أن الدولة تسقط بشكل متسارع، لم يبق منها إلا المؤسسات العسكرية والأمنية، يقاتل افرادها باللحم الحي دفاعاً عن الشعب وكيان لبنان ووحدته وأمنه بما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. وأبلغ دليل على ذلك ما جاء في قمة جُدَة، إذ لم يحضر لبنان سياسياً على خارطة هذه القمة الإقليمية ـ الدولية. والإهتمام به كان من مدخل التداعي لمساعدة قواه العسكرية والأمنية حصراً ومن دون البحث في كيفية مساعدته لإجتياز محنته والمصاعب التي تواجهه. وهذا الأمر بالتحديد يوجب علينا كلبنانيين أن نقف مع أنفسنا لبلورة رؤية عاجلة للإنقاذ والنهوض”.

وأردف: “الحديث عن سقوط الدولة يعني في ما يعني أن كل ناظم للبنان صار مطروحاً على طاولة البحث. وصار مستحيلاً أيضاً المضي قدماً من دون مواجهة الوقائع بشجاعة وبعقل منفتح. لقد بلغنا هذه النقطة لأننا نفتقد لوجود رجال دولة يفكرون بالمستقبل ويعملون من اجله، بينما في الحقيقة نحن محاطون برجال مهمومين بالحواصل الإنتخابية وليس بالحواصل الوطنية.إن الذين قالوا بأن الإنتخابات النيابية هي المدخل للتغيير، صاروا الآن كالنعامة التي تدفن رأسها بالرمل”، وقال: “حسناً، أجْرِيت الإنتخابات بمعايير من الشفافية والأمان، لكن ماذا بعد؟ ما الذي يستطيع أن يفعله النواب المنتخبون الآن فيما الإدارات والمؤسسات تسقط تباعا؟ الجميع معه حق، والجميع على حق في مطلبه بتعديل الرواتب التي ما عادت قادرة على توفير فاتورة الخبز والدواء والاستشفاء والكهرباء. وما مر على لبنان منذ ثلاثين شهراً حتى الساعة لا يُنبئ بخير، ولا يبشر بأمل آتٍ. لقد رأينا كيفية تفاعل العالم كله معنا. هل من داعٍ لأقول أن النتيجة كانت صفرية، لأن جديدا لم يولد وقديما قد رحل، فيما نحن، شعبا وسياسيون، لا نقوم بمسؤولياتنا وواجباتنا. حالياً لا مؤشرات على أن لبنان ومكوناته قادرون على الفكاك من تشابك التعقيدات الداخلية مع الخارجية. ليس لأن ذلك قدراً، بل لأن الجميع له مدد وسند خارجي يستدعيه إلى الداخل، وهنا لا يستثنى أحد”.

أضاف: “تاريخنا القريب منه والبعيد يقول ذلك بوضوح. الحقيقة الساطعة التي لا نريد مواجهتها هي أن لبنان في مسار الإستحقاقات الخارجية لا يُرى إلا من موقعه “الجيو- بولتيك” وليس من إمكاناته الفعلية التي انتهت، وكلنا شاهَدَ نهايتها المأسوية وساهم بها بمعرفة ومن دون معرفة. والأكثر وضوحاً في هذا السياق هو أننا دخلنا الإستحقاق الرئاسي من أعرض الأبواب والكل إنخرط أو هو في صدد الإنخراط في السباق إلى سُدة الرئاسة الأولى، فيما يبدو أن تشكيل الحكومة صار مؤجلاً بسبب عوامل الإستعصاء السياسي التي دخلت عليه”.

وتوجه ابراهيم الى الحاضرين: “ان قوس الأزمات أحاط بكل شيء في لبنان الذي صار بلد العدادات، وصارت خريطته كلها عبارة عن إشارات حمراء تُحذر من المخاطر. الكوارث السياسية تصاحب مثيلاتها المالية لتلف لبنان. الإدارات العامة مُقفلة واللبنانيون يختنقون. السلع الأساسية مفقودة بمعظمها وما يتوافر نحصل عليه بشق الأنفس. لا نعرف بعد متى يحين الإستسلام، ونحن نعاين قيمة الليرة على خط الإنهيار المتمادي”.

وتابع: “للاسف، هذا هو حال لبنان الذي يتقابل مع شرق أوسط يعيش لحظة إصطفافات جديدة عنوانها الأمن الإقليمي والدولي، وتنازع رهيب على الموارد. ولا أخفيكم أن لبنان ليس حاضراً على طاولة المجتمَعَيْن الإقليمي والدولي إلا من كونه يكاد يكون ملجأً أو وطناً بديلاً لللاجئين والنازحين، وهذا ما يرفضه اللبنانيون جميعاً، وتوافقوا عليه في دستورهم بنص صريح يحسم بنهائية الكيان اللبناني لبَنيه.

وفي معرض مقاربة الوضع في الشرق الأوسط، فإن الأهم هو الوقوف ملياً أمام الوقائع الإقليمية، حيث انطلق حصان التطبيع على مساحة دول الخليج. وقد صارت إسرائيل حاضرة، وقوة تأثيرها تتعاظم أكثر فأكثر مستفيدةً من أزمات لبنان وسوريا والعراق واليمن، وعبر تصوير إيران على أنها هي العدو، وليس هي الكيان الغاصب في فلسطين المُحتلة. لكن ما يجب أن يعلمه الجميع هو أن إيران تجري حوارات ولقاءات مع عدة دول عربية كالسعودية ومصر والأردن والإمارات، وتعطي التفاهم وحُسن الجوار مع دول المنطقة أولوية قصوى تتقدم أحياناً حتى على إعادة إحياء الإتفاق النووي. ولهذا كله آثار مباشرة على الواقع اللبناني السياسي والإقتصادي والإجتماعي، ويجب أن يتنبه إليه اللبنانيون بدلاً من أن يذهبوا في مسار العداوات المجانية التي سترتد لاحقا عليهم خسارة سياسية صافية”.

وقال: “أما على المستوى الدولي فيجب الأخذ بالحسبان مُجريات الحرب الروسية ـ الأوكرانية وتأثيرها على لبنان والعالم كله في مجالات الأمن الغذائي والإقتصادات العالمية. وأولى النتائج تجلت بأسعار القمح ومن ثم بتأجج الصراع على الموارد والثروات الغازية الإستراتيجية، وهذا ما أوقع لبنان على خط التوترات الإقليمية والدولية وزاد من تعقيدات عناصر الأزمة الوطنية”.

وسأل ابراهيم: “هل من بصيص امل؟ فاجاب: “الندم ليس في قاموسنا، والاستسلام ليس في ثقافتنا الوطنية. الضروري اليوم هو المسارعة للبحث عن كيفية النهوض. وهذا يستحيل أن يكتب له النجاح إذا ما كان بأدوات الماضي.

هناك جديد يجب أن نذهب إليه بروح وطنية مشتركة، فنحن أمام فشل رهيب في كل شيء. والجديد يجب أن يكون صناعة لبنانية، يتكيف مع تبدل المسارات الداخلية والخارجية. وكما سبق وقلت، لا القديم قادر على الإستمرار، والجديد لم يولد بعد…. لا لشيء إلا لأن اللبنانيين يرفضون مواجهة واقعهم وما آلت إليه الأمور من تفتت وتآكل وإنحلال”.

أضاف: “لا اخفيكم ان ما أخشاه أن يستمر الحال على ما هو عليه، خصوصاً لجهة الاستمرار في العقلية السائدة، او في الإستقواء بالخارج وإستدعائه من هذا الفريق أو ذلك ليتصارع مع ذاك أو ذينك”.

واستطرد ابراهيم: ” لقد انفجر لبنان مراراً وتكراراً جراء هذه المغامرات المقامرة، وكذلك جراء اعتبار هذا المكون أو ذاك أن ضمانة الوطن، وبطاقة تأمينه، تتحصل من الإرتباطات الإقليمية والدولية، ولكن كل ذلك كان رهانات غير صائبة دفعنا كلنا ثمنها غاليا ولا نزال. المطلوب خيارات لبنانية تنبع من تاريخ بيروت وكل مدينة وبلدة على مساحة الجغرافيا اللبنانية التي حضنت شعبا عاش وترعرع في بوتقة تعددية حضارية وثقافية ودينية لا مثيل لها في العالم، وسيبقى رهاننا على هذا الشعب الأبي لنعيد بناء وطننا.صدقا اقول، ان الذين ينادون فريقا او يتهمونه بالتبعية، انما يفعلون ذلك لاستبدال التبعية بأخرى تناسبهم لتأمين مصالحهم وليس لأي سبب آخر، ولا لاختزالهم كل شيء برؤية وطنية صافية وواضحة. فلتجمعنا المواطنة الصحيحة لنستحق لبنان ونخرج من عباءة الطوائف والمذاهب كمدماك اول لاعادة بناء الدولة.”.

وختم اللواء ابراهيم :” لبنان بلد غني وليس بلدا فقيرا، وانا مقتنع بذلك، فلنبحث معا عن مصادر غناه ونخرجها من عباءة التقاتل والتنابذ والتناحر. فنجد غناه بوحدة ابنائه وبرؤية اقتصادية تنموية انتاجية واضحة تعيد الى لبنان وشعبه مرحلة الازدهار الذي كنا ننعم بها قبل الحرب المشؤومة”.

ثم كان حوار بين ابراهيم والحضور، وردا على سؤال حول اعادة النازحين السوريين الى بلدهم، قال: “أؤكد من بيروت ما قلته منذ اسبوع في نقابة محامي طرابلس ان المجتمع الدولي لا يريد حل لعودة النازحين الى سوريا بالرغم من ان تجربتنا منذ العام2017 في اعادة النازحين كانت مشجعة ولم يتعرض احد لهم في سوريا ولكن الارادة الدولية تربط الامور بالسياسة الخاصة لسوريا”.

وعن زيارة العراق بالأمس، قال ابراهيم: “علاقتي مع الرئيس الكاظمي جدا مميزة واستثمرها في مساعدة لبنان وترجمت سابقا بمليون طن من النفط لتقديمها لتأمين بعض من حاجة التغذية الكهربائية. ولكن بالأمس قلت للرئيس الكاظمي اننا لا نسعى لتجديد المليون طن بل لمضاعفتها لتكون مليوني طن وفورا لبى الكاظمي هذه الدعوة واتصل بوزير النفط الذي وعد بتأمين هذه الكمية خصوصا انه حتى الساعة لا يوجد موعد محدد لبدء ضخ الغاز المصري كون الموافقة لم تبلغ للجانب المصري بالاستثناء من عقوبات قانون قيصر. وخلال اللقاء سألناه عن الطحين فقال الكاظمي نؤمن الحنطة وفورا اتصل بوزير التجارة وطلب منه التواصل مع نظيره اللبناني لتقديم ملف عن حاجة للقمح ما يساهم في تخفيف معاناة الناس امام الافران . وسنناقش كل مشاكل رجال الاعمال اللبنانيين في العراق”.

وأكد ابراهيم “ان خلاص لبنان يكون بوحدتنا جميعا لأن قوتنا بوحدتنا وفقرتي الاخيرة من الكلمة كانت واضحة ان لبنان غني والدليل في كل مرة كان يقع لبنان كان يقوم .ولكن الاساس بوحدتنا التي بها نقوى ونغنى وهذا ليس شعرا بل هو واقع وعندما بدأنا نتفكك وكل منا يستنجد بفريق خارجي وصلنا الى هنا وعلينا العودة لعروبتنا التي هي وحدتنا”.

وعن أزمة جوازات السفر، اكد اللواء ابراهيم ان “الأزمة ستحل تدريجيا بدءا من شهر تشرين الاول وستكون بداية حل الازمة النهائية على أبواب العام المقبل. والناس يجب ان تعلم اننا لسنا من يفتح الاعتمادات والا لما وصلنا الى الازمة القائمة والمنصة كانت لتسهيل امور الناس”.

وعن طروحات تقسيم بلدية بيروت، قال: “انا مع كل ما يوحد بيروت والرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يجول على “بيت بيت” في بيروت للحفاظ على وحدة بيروت لأن وحدة بيروت من وحدة الوطن”.

وعن ملف الترسيم والغاز المصري، قال: “ان مفاوضات ترسيم الحدود البحرية تسير وقوة لبنان انه مجتمع في موقف واحد ومن المفترض ان يكون هناك آلية جديدة في شهر ايلول مع عودة المبعوث الأميركي وفي لبنان لدينا قوة علينا ان نستفيد منها هي المقاومة في الصراع مع العدو ولأن اي حل في المنطقة عنوانه العريض القضية الفلسطينية”.

وختم اللواء ابراهيم ردا على سؤال عن افق الحلول في لبنان، فقال: “الحل في لبنان مرتبط بالواقع الإقليمي ونحن امام لقاء سيعقد في بغداد في الايام القليلة بين وزراء خارجية ايران والسعودية ومتوقع ان ينعكس ايجابيا في الواقع اللبناني”.

وردا على سؤال قضية توقيف المطران موسى الحاج، قال اللواء ابراهيم: “نحن نفذنا قرارا قضائيا. وكنا اصدرنا بيانا اشرنا فيه الى ذلك وواجباتنا ان ننفذ هذه الاشارة وسيادة المطران نقل عنه كيف تم معاملته”.

وعن العلاقة مع بكركي، قال اللواء ابراهيم:” ألغيت زيارة لوفد من الأمن العام الى بكركي لسبب نتكلم عنه لاحقا”.

Leave A Reply