علي ضاحي-
لطالما كانت الحرب النفسية والاعلامية والسياسية للمقاومة من عوامل تفوقها على العدو، واستباق خطواته بخطوات جريئة، وتشكل له مفآجات في الزمان والمكان وطريقة التنفيذ.
وبعد 3 اسابيع تقريباً على «صفعة المسيرات الثلاث» من المقاومة للعدو وخلطها للاوراق في المفاوضات والترسيم وخفضها منسوب البلطجة والتسويف والتهويل والتهديدات الاميركية والصهيونية، تكمل المقاومة على درب تكريس الحقوق وبما يشكل مفاجآت وصفعات جديدة للعدو.
واذا كانت المقاومة، تؤكد جهوزيتها الامنية والعسكرية بوجه العدو، وتُحضرّ له مفاجأت برية وبحرية وبأساليب مبتكرة ولم يعهدها من قبل كما يؤكد معنيون في محور المقاومة، اتت التظاهرة الاعلامية والسياسية والدينية والحزبية على مرمى حجر من فلسطين المحتلة، لتؤكد ان المقاومة وبيئتها ومحبوها جاهزون للمعركة بكل وسائلها وادواتها.
وعلى الطريق من صور الى الناقورة، ينعم الجنوبيون بالتحرير والامان تحت انظار المرابطين من المقاومين، وفي بيئة مقدسة بدماء الشهداء، نظّم «اللقاء الإعلامي الوطني» فعالية رمزية تحت شعار «ثروتنا خط أحمر» عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، نهوضاً بالمسؤولية الإعلامية في الدفاع عن حقوق لبنان النفطية والغازية في مياه المتوسّط.
وشكّلت الفعالية تجمّعاً حاشداً لإعلاميين وصحافيين ومحللين من مختلف الوسائل التلفزيونية والإذاعية والصحفية والمواقع الالكترونية اللبنانية والعربية، بالإضافة الى شخصيات سياسية لبنانية وعلماء دين.
وفي حين أكدت الكلمات والبيان الختامي على التمسك بمعادلات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ولاءاته ان لا غاز في المنطقة قبل ان يحصل لبنان على غازه وضرورة فك الحصار الاميركي عن لبنان وثرواته ورفض تجويعه واخضاعه، وان المقاومة مستمرة في معادلتها التي رسمها السيد نصرالله الى ما بعد بعد كاريش، كان لرمزية المشاركة الفلسطينية والعلمائية السنية، وكذلك للاحزاب الوطنية اللبنانية والفلسطينية الى جانب الكوادر الاعلامية، رسالة هامة عن تكامل الادوار بين المقاومة اللبنانية والفلسطينية وعن التنسيق في المجالات الاعلامية والسياسية والعسكرية.
وعلى ما يبدو، ووفق اوساط في بيئة المقاومة، ان فعالية الناقورة لن تكون الاولى ولا الاخيرة، فإن اجندة حزب الله مليئة بالنشاطات من ضمن احتفالية «الاربعون ربيعاً»، واحدى ملفاتها بالتأكيد سيكون ملف الترسيم والحقوق البحرية، واستراتيجية المقاومة في الدفاع عن هذه الحقوق، ولكن حتى الساعة لم تحدد طبيعة النشاطات الجديدة والمستقبلية.
في المقابل وميدانياً، ومع اشاعة الاميركيين اجواءايجابية والترويج لعودة المفاوض الاميركي آموس هوكشتاين، تؤكد اوساط قيادية في محور المقاومة، ان يد المقاومة على الزناد ولن يكون هناك تراخ لا ميدانياً ولا سياسياً، وكل المفاوضات قيد المتابعة والتدقيق، مع وجود جو من الحذر والترقب ومن دون اغراق البلد والناس في اجواء اميركية مضخمة.
وتشير الى ان يجب على اللبنانيين ان يطمئنوا لأن السيد نصرالله اخرج الملف من اطار المزايدات ووضعه في الإطار الصحيح، ورفع السقف الاقصى وهو الحرب للحصول على الحقوق، اي ان لا خيارات امام الصهاينة والاميركيين، الا الخضوع لمعادلات المقاومة من المسيرات الى الحرب البحرية المفتوحة.
في المقابل تكشف معلومات ديبلوماسية غربية في بيروت لـ»الديار»، ان هوكشتاين سيصل الى بيروت الاسبوع المقبل وسط توقعات ان يحمل بين يديه «خارطة طريق» للحل وتنطلق من اعتبار الخط 23 هو خط التفاوض المعترف به في الامم المتحدة والمسجل من لبنان رسمياً.
وتشير المعلومات نفسها الى تحفظ لبناني وترقب لما سيحمله هوكشتاين، وسط توقع ان يتشدد المفاوض اللبناني بعد المعادلة الصارمة التي ارساها السيد نصرالله، ووسط اصرار من حزب الله على عدم التساهل في الملف مهما كان الثمن.