دقت «نقابة مستوردي المواد الغذائية» في لبنان، برئاسة هاني بحصلي، ناقوس الخطر «جراء الخلل الكبير الحاصل في عملية إخراج البضائع من مرفأ بيروت وتكدس حاويات الغذاء في باحاته، التي تجاوز عددها الألف حاوية»، معربة عن تخوفها من إصابة سلاسل إمدادات الغذاء إلى لبنان بالضرر الشديد.
وقالت النقابة في بيان: «مع احترامنا الشديد لمطالب موظفي الإدارة العامة المحقة التي أيدناها منذ اللحظة الأولى ولا زلنا نؤيدها، لكن اليوم وبعد مضي نحو سبعة أسابيع على الإضراب المفتوح، بدأت المشاكل تصيب قطاعنا بالعمق، وباتت تهدد بحصول خلل كبير في إمدادات الغذاء للبنان».
وفي 13 يوليو (تموز) الحالي أغلقت الدوائر الرسمية اللبنانية أبوابها مع إعلان موظفيها إضراباً مفتوحاً إلى حين تحقيق مطالبهم؛ وعلى رأسها تصحيح أجورهم وبدلات النقل والتقديمات الصحية والتعليمية.
وشددت النقابة على أن «موضوع سلامة سلاسل إمدادات الغذاء وانسيابيتها، يعدّ مرتكزاً أساسياً للحفاظ على الأمن الغذائي لأي دولة ولأي شعب»، عادّةً أن «ما يحصل من تَقَطعٍ غير محسوب في هذا الإطار في لبنان؛ أي السماح بإدخال كميات بسيطة ومن ثم التوقف عن الإدخال، جراء عدم انتظام عمل الوزارات وعدم حضور الموظفين بشكل دائم لأخذ العينات وتكدس البضائع، سيؤدي حتماً إلى حصول خلل كبير في موضوع الغذاء في السوق اللبنانية».
وكانت «لجنة الأمن الغذائي» في الهيئات الاقتصادية اللبنانية برئاسة الوزير السابق محمد شقير قد حذرت من تداعيات الإضراب على الأمن الغذائي نتيجة توقف إخراج مئات مستوعبات المواد الغذائية والمواد الأولية المستوردة لصالح المصانع الغذائية في لبنان، والمكدسة في باحات مرفأ بيروت نتيجة عدم إنجاز معاملاتها في الوزارات المعنية.
وكشفت النقابة عن أن «أول نتيجة سلبية لهذا الموضوع هو امتناع عدد من الشركات عن استيراد شحنات جديدة من السلع الغذائية إلى حين جلاء الأوضاع في مرفأ بيروت، في حين أن شركات أخرى قامت بالموضوع نفسه خوفاً من تلف المواد الغذائية التي تستوردها والتي تتطلب التبريد».
وأكدت النقابة أنه «من غير المقبول التعاطي بهذه الخفة مع سلع حيوية بالنسبة للمجتمع»، مطالبة بـ«تحييد المواد الغذائية تحييداً تاماً، للحفاظ على الأمن الغذائي للبنانيين».
يذكر أن الأمن الغذائي يؤرق اللبنانيين منذ بدء الانهيار الاقتصادي في عام 2019، ليرفع الغزو الروسي لأوكرانيا من مخاوفهم؛ خصوصاً أن لبنان يعتمد بشكل كبير على قمح ومحروقات وزيوت أوكرانيا.
الشرق الأوسط