الأربعاء, نوفمبر 27
Banner

جهود لاحتواء التباين بين «القوات» و«الاشتراكي» حول انتخابات الرئاسة اللبنانية

كارولين عاكوم – الشرق الأوسط

بعد التباين الذي برز بين حزب «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب السابق وليد جنبلاط في عدد من الاستحقاقات السابقة، وأهمها انتخابات رئاسة مجلس النواب وتسمية رئيس الحكومة المكلف، يبدو أن هذا الاختلاف قد ينسحب على مقاربة استحقاق رئاسة الجمهورية إذا لم تنجح الجهود المبذولة للم شمل المعارضة، علما بأن خطوط التواصل فتحت بين الطرفين في الساعات القليلة الماضية.

ومع حرص رئيس «القوات» على التذكير في كل مناسبة بأهمية الاتفاق بين المعارضة للتوافق على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية في وجه مرشح «حزب الله» وحلفائه، برز هذا التباين «الأولي» بين «القوات» و«الاشتراكي» عبر إعلان جعجع في وقت سابق إمكانية دعمه قائد الجيش العماد جوزيف عون «إذا كانت حظوظه متقدمة»، ليعود بعدها رئيس «الاشتراكي» وليد جنبلاط ويعلن أنه «إذا قدم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية برنامجا متكاملا فقد نقبل به».

وهذا الإعلان من قبل جنبلاط، لا سيما أنه يتعلق بفرنجية الذي يعتبر مرشح «حزب الله»، كان كفيلا بـخروج الخلاف إلى العلن بين «القوات» و«الاشتراكي»، عبر رد عالي السقف من قبل النائبة ستريدا جعجع، داعية جنبلاط إلى التقيد بالشراكة المسيحية – الدرزية، وتوجهت إلى رئيس «الاشتراكي» في بيان لها بالقول: «رغم أن استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية هو استحقاق وطني يعني جميع اللبنانيين من دون استثناء فإنه في الوقت عينه يمثل، شئنا أم أبينا، المنصب المسيحي الأول في الدولة، وبالتالي من اللائق هنا احترام الإرادة الشعبية من جهة، والبطريركية المارونية والمرجعيات المسيحية الأخرى من جهة ثانية، والوقوف عند رأيها قبل مقاربة هذا الملف».

وفيما لم يسجل رد مباشر من قبل «الاشتراكي»، كانت لافتة تغريدة لرئيسه وليد جنبلاط، بعد ساعات قليلة على رد جعجع، اكتفى فيها بالقول: «في اللحظة التي يدخل أي عاقل مساجلة التعصب أو الجهل فإنه يخسر حتى لو ربح».

ومع تأكيد نواب «القوات» و«الاشتراكي» على رفض الدخول في سجالات فيما بينهما، وإبداء الحرص على «العلاقة الجيدة وأهمية التنسيق فيما بينهما في مختلف الملفات وعلى رأسها رئاسة الجمهورية»، علمت «الشرق الأوسط» أن جهودا بذلت فور إصدار جعجع لبيانه، لاحتواء «الاختلاف»، وذلك عبر اتصال جرى بين النائب ملحم رياشي (القوات) والنائب وائل أبو فاعور (الاشتراكي) حيث كانت هناك مصارحة واتفاق على تجاوز ما حصل، على أن يعقد لقاء بين ممثلي الطرفين الأسبوع المقبل، للبحث في قضايا عدة ومنها كيفية مقاربة انتخابات رئاسة الجمهورية. كما أن هذا الأمر ترافق مع تعميم داخلي من قبل الحزبين طلب من المحازبين والمناصرين عدم السجال أو الحديث عن الخلاف في وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي الإطار نفسه، يرفض النائب في «اللقاء الديمقراطي» بلال عبد الله الدخول في سجالات. ويؤكد أنه ليس هناك خلاف مع «القوات»، وأن «تبادل الأفكار والنقاش مفتوح معهم ومع كل الأطراف السيادية لمقاربة انتخابات الرئاسة».

ومع تشديده على أن البحث في انتخابات الرئاسة لم يوضع على نار حامية والحديث لا يزال يقتصر على الكواليس السياسية، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «نحن جاهزون للبحث في هذا الاستحقاق وغيره شرط أن يكون الباقون جاهزين أيضا ضمن أجندة وطنية ومواصفات واقعية للمرشح»، مشيرا في الوقت عينه إلى أن «البحث لا يزال في الإطار العام المرتبط بالمواصفات من دون الدخول في الأسماء حتى الساعة».

وعن المواصفات، يقول عبد الله: «هو السقف الذي وضعه جنبلاط، والذي يرتكز على خطط وبرنامج المرشح، بحيث إنه على الأقل يكون المدخل أو الأرضية عبر الرؤية الاقتصادية – الاجتماعية وتوافق داخلي وانفتاح على الخارج».

وكان جنبلاط قال في حديث تلفزيوني مساء الثلاثاء: «نريد برنامجاً واضحاً في كافة الملفات وعدم الاكتفاء بجولات على السفارات الأجنبية، وإذا لم يتوفر برنامج واضح لأحد المرشحين لرئاسة الجمهورية «فلن ننتخب أحداً»، مشيرا إلى أنه «إذا قدم سليمان فرنجية برنامجا متكاملا فقد نقبل به».

Leave A Reply