علي ضاحي-
قد يكون عيد الجيش في الاول من آب هو المناسبة الوحيدة التي تجمع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، بعد قطيعة تقارب الشهر حيث «لا سلام ولا كلام» بين الرجلين.
وتكشف اوساط وزارية لـ»الديار»، ان بعض الوزراء في وزارات سيادية وحساسة بدأوا مع معاونيهم ومن «يحضر» من الموظفين الاستعداد لمرحلة تصريف اعمال حكومية و»رئاسية» طويلة على قاعدة تمرير بعض المعاملات الادارية والموازنات (الصرفيات» للتشغيل الداخلي لاشهر عدة).
بينما يستعد وزراء اخرون الى القيام بالحد الادنى الممكن من الاجتماعات واللقاءات باستثناء النشاطات مع السفراء والجهات المانحة وجمعيات وذلك لضمان استمرار تدفق «الفريش دولار» بعض الوزارات.
وفي الملف الحكومي تكشف الاوساط عن محاولة حكومية جرت ليل الاحد- الاثنين ولم يكتب لها النجاح حيث عمد احد الوسطاء القريب من قطب سني الى «جس النبض» لتزييت المحركات الحكومية، لكنها قوبلت بالرفض من اكثر من طرف معني بتشكيل الحكومة.
في المقابل وعلى مقلب تحالف حزب الله واحزاب 8 آذار، عقد منذ ايام اجتماع تنسيقي على مستوى قيادي وجرى التطرق فيه الى آخر الملفات السياسية الراهنة ولا سيما الملف الحكومي.
وقد خرج المجتمعون ووفق اوساط مشاركة في اللقاء، باجواء قاتمة عن التأليف الحكومي وسط تأكيد من حزب الله انه يريد حكومة امس قيل اليوم ولكن الامور «مسكرة» بين عون وميقاتي والحل بينهما، والمشكلة ليست عند حزب الله ليحلها.
وتقول ان الجو الفعلي يؤكد ان لا حكومة في المدى المنظور، وقد يطول عمر حكومة تصريف الاعمال الى ما بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون ووسط دعوات الى تفعيل عملها وعدم تركها البلد من دون مرجعية، وحل الازمات العاصفة بالبلد من ملف الدواء الى ملف الخبز وصولاً الى حلول منصفة وعادلة للموظفين في القطاع العام وكذلك الخاص.
وعن جولة السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو منذ حوالي الثلاثة اسابيع والتي شملت مسؤول ملف العلاقات الدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي، ومن ثم السفير الايراني السابق في لبنان محمد جلال فيروزنيا .
تشير الاوساط الى انها تركزت حصراً على ملفي الحكومة ورئاسة الجمهورية ورغبة الرئيس ايمانويل ماكرون في انجاز الاستحقاق الحكومي، ومن بعده الرئاسي بسلاسة ومن دون تعقيدات. فكان تأكيد من حزب الله على انه لا يتدخل في ملف الحكومة وانه ليس وسيطاً بين الرئيس ميقاتي والنائب جبران باسيل، وانه مع تشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن.
بدوره السفير الايراني أكد لغريو ان ايران لا تتدخل في الشان اللبناني، ولا في استحقاقاته الدستورية، وهي وراء حزب الله وتؤيده في خياراته الداخلية والتي يعرف ايها الاصلح له وللبلد.
وتكشف الاوساط نفسها عن اجواء سلبية عكسها الفرنسيون عن الوضع اللبناني، وهم باتوا يشعرون ان ارادة التعطيل الداخلية اقوى او تكاد توازي الحاجة الى تدخل او فرض خارجي.
وتشير الى ان الفرص التي قدمتها باريس للبنان وسياسييه، قد لا تتكرر، وان تضييعها عبر تطيير الحكومة ومن ثم رئاسة الجمهورية، سيدفع باريس الى اليأس من لبنان ولو لم تتخل عنه حتى الساعة!