هيام عيد – الديار
طرح تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري، على وجوب تاليف الحكومة وبصرف النظر عن كل الخلافات والتباينات في المقاربات الحكومية بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، إشكالية الفراغ الحكومي وتأثيره على انتظام الحياة العامة، إذ ترى مصادر نيابية مطلعة، أن رئيس المجلس، يحذر من خطورة بقاء عملية التأليف معلقة على حبال انعدام التفاهم بين الرئيسين عون وميقاتي، وتجميد أي محاولات من قبل الطرفين، لتدوير الزوايا أو التفتيش عن نقاط تقاطع، مهمها كانت محدودة، وذلك من أجل إعادة تحريك عجلة المشاورات والتوصل إلى تحديد لقاءٍ ثالث، يعيد خلاله الرئيسان طرح الملف من زاوية جديدة. وتكشف هذه المصادر عن مسعى يقوم به الرئيس بري، في الكواليس السياسية، من خلال السعي إلى أن لا يكون لقاء الرئيسين عون وميقاتي، شكلياً خلال احتفال عيد الجيش اليوم، ذلك أن استمرار القطيعة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، سيؤدي إلى تداعيات فائقة السلبية، تتخطى واقع الشلل الحكومي الحالي، وانزلاق المؤسسات إلى تصريف الأعمال إلى العجز الرسمي عن حلّ الأزمات، فيما تشتد الحاجة إلى استغلال كل يوم عمل وإنتاجية من أجل مواكبة التحديات المتمثلة بالسعي إلى الخروج من واقع الإنهيار ووضع البلاد على سكة التعافي مجدداً.
وتلاحظ المصادر النيابية المطلعة، أن استمرار الإنسداد في الملف الحكومي ، تزامناً مع من تنامي واقع الأزمات والذي بات يطغى على مجمل المشهد الداخلي، يُنذر بتهديد الإستحقاق الحكومي بالكامل، علماً أنه من الممكن التوصل إلى صيغة تفاهم حكومية في وقت قصير، وتجنيب الساحة الداخلية المزيد من التعطيل، وذلك بمعزلٍ عن دخول البلاد بعد شهر من اليوم، في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
لكن المصادر النيابية نفسها، تعتبر أنه وعلى الرغم من إمكانية التواصل مجدداً بين الرئيسين عون وميقاتي، فإن مناخاً من اللامبالاة، يبدو سائداً على مستوى التأليف، وبالتالي، فإن بعض الوزراء في حكومة تصريف الأعمال، ما زالوا يتابعون بعض الملفات الهامة والحيوية، ولكن في المقابل، فإن الشلل هو الذي يطبع مرحلة تصريف الأعمال، ما ينعكس على مجمل المشهد السياسي العام. وفي هذا السياق، تشير المصادر نفسها، إلى أن مجلس النواب يقوم بواجبه، وذلك لجهة تشريع القوانين الإصلاحية الضرورية من أجل السير بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، لكنها تستدرك موضحةً أن تأليف حكومة جديدة، من شأنه أن يعزز العمل النيابي، لأن الوضع لا يمكن أن يستمر وفق الواقع الحالي، خصوصاً في ظلّ الظروف الدقيقة التي تمرّ بها الساحة الداخلية.
وبالتالي، فإن الأسبوع الجاري، سيحمل بعض المستجدات على صعيد تأليف الحكومة، كما تتوقع المصادر النيابية نفسها، والتي لا تتوقع أن يؤدي أي مسعى من قبل الرئيس بري، إلى تأمين الأجواء لحصول تقارب بين الرئيسين بري وميقاتي، إلى نتائج فعلية تسمح بتوقع خرقٍ على صعيد التأليف.
Follow Us: