الثلاثاء, ديسمبر 24
Banner

إسرائيل تبحث ما حمله هوكشتاين.. ونصرالله يُنبّه: الوقت ضيّق

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: ظلّت نتائج زيارة الوسيط الاميركي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل عاموس هوكشتاين للبنان محور المتابعة والاهتمام على مختلف المستويات الداخلية وغاب اي كلام او اشارة على ملف التأليف الحكومي الذي يبدو انه تراجع الى اسفل الاولويات، واتجهت الانظار الى اسرائيل التي تبيّن ان هوكشتاين قد انتقل اليها في ظل توقعات بعودته الى بيروت مجددا خلال ايام، فيما ذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت” انّ مجلس الوزراء الاسرائيلي سيجتمع اليوم لمناقشة “الوضع على الحدود الشمالية مع لبنان وتهديدات “حزب الله” والمحادثات التي اجراها هوكشتاين في بيروت”.

لا تزال الاجواء الايجابية مسيطرة على ملف ترسيم الحدود البحرية، واكدت مصادر معنية بالملف لـ”الجمهورية” ان هذه الايجابيات يجب ان تصل الى خواتيمها قريباً اذا ما جاء الرد الاسرائيلي متماشياً مع هذه المناخات.

لكن المصادر تجنّبت الحديث عن انفراجات، وقالت: “من المبكر الرهان على هذا الامر، لأنّ الحذر لا يزال سيد الموقف، ولا يزال امامنا الكثير والحديث وكأننا في بداية عهد جديد صباحه سيعجّ بالانجازات لا يعكس الواقع، فنحن عملياً نودّع عهداً والأجواء لا تزال ضبابية على رغم من الاشارات الجيدة اقليميا ولا احد يقول ان الحلول وراء الباب، وملف الترسيم حتى اذا اقترب حسمه يحتاج الى مسار ربما هذا العهد لا يستلحقه”. وأكدت المصادر “ان المفارقة هذه المرة تكمن في ان الوقت ليس مفتوحا”.

تقويم محادثات هوكشتاين

وغداة هذه المحادثات أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب جولة أفق واسعة في التطورات المحلية والإقليمية والدولية، كذلك تم تقويم المحادثات مع هوكشتاين، والمعطيات التي توافرت حول اتصالاته لتحريك ملف المفاوضات غير المباشرة والتي يفترض ان تستكمل بترسيم الحدود، بحسب مكتب الإعلام في القصر الجمهوري.

وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” ان عون وبوحبيب عرضا لمجمل التطورات التي سبقت زيارة هوكشتاين وتلتها وما يمكن ان تؤدي اليه في ضوء التقارير الديبلوماسية والمعطيات التي تجمّعت من اكثر من مصدر وعاصمة ومن اللقاءات المباشرة معه ومن فريق عمله والاجتماعات الإدارية والتقنية التي انعقدت على مستوى الخبراء والمستشارين اللبنانيين وأعضاء فريق هوكشتاين المتخصصين، الذين رافقوه في الزيارة بغية ترجمة التفاهمات التي انتهى إليها لقاء بعبدا الموسّع الذي شكل مفاجأة بالنسبة الى الوسيط الاميركي في الشكل والمضمون.

بوحبيب

وتفسيراً لقوله أمس الأول، بعد لقائه هوكشتاين، ان زيارته أحرزت “تقدما هائلا” قال بوحبيب لـ”الجمهورية” ان “المفاوضات قطعت اشواطا بعيدة ودخلنا في كثير من المراحل المتقدمة وصولا الى المراحل التقنية التي هي من مهمة أعضاء من فريق هوكشتاين واللبنانيين من الاختصاص نفسه”.

ولفت بوحبيب إلى انه سأل فور وصول هوكشتاين إلى مكتبه عن بقية أعضاء الفريق المرافق له بعدما لاحظ انّ معاونيه خمسة، وانّ مَن رافقه الى اللقاء كانوا ثلاثة، فلفته هوكشتاين الى “ان الغائبين عن المشاركة في اللقاء يشاركون الآن مع الفريق التقني اللبناني في صوغ التفاهمات التي انتهينا إليها في لقاء قصر بعبدا. فما تفاهمنا عليه يجب ان احمله على الفور الى اسرائيل في اسرع وقت ممكن، لأنّ الوقت مهم جدا وهناك معطيات علينا احتسابها بدقة ومراعاتها”.

وقالت مصادر تتابع المفاوضات الجارية لـ”الجمهورية” ان ما حمله هوكشتاين من بيروت ثمين للغاية وهو يعتقد ان ما بعد هذه الزيارة سيكون غير ما قبلها”.

ونقلت قناة “المنار” عن مصادر متابعة لملف الترسيم أن “التعديل في مسار الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين وتوجّهه ليلاً الى إسرائيل بدلا من واشنطن، ما هو سوى جزء من الجدية التي بدأ يتعاطى بها منذ أن جالت مسيرات “حزب الله” فوق حقل كاريش”.

وأوضحت المصادر أنّ “هوكشتاين قدِم الى لبنان ومعه وثائق ومستندات وتفاصيل مكتوبة، وحاول أن يعطي باليمين ويأخذ باليسار فأعطى لبنان ما يريده لناحية الخط 23 وحقل قانا”، لافتةً الى أنه “حاول في المقابل أن يقتطع جزءاً من الخط 23، وهذا ما قوبِل بصد من قبل الرؤساء الثلاثة وقيل له بصريح العبارة: هذا الأمر مرفوض”.

وذكرت المصادر أن “هوكشتاين أراد مهلة غير قصيرة، فلقي إصرارا على الحصول على جواب بأسرع وقت ممكن، حيث سمع من الرؤساء الثلاثة: أن الوقت ليس مفتوحاً”. وأكدت أن “ما حُكي عن تقدمٍ هو صحيح من حيث الطرح الجديد، لكن العرض الذي قدمه هوكشتاين كان ناقصاً ولا يحقق المطلب اللبناني كاملاً”، مضيفةً أنه “من المفترض أن يعود هوكشتاين الى لبنان خلال أيام وإلى أبعد تقدير خلال أسبوع، ويده مَلأى بمطلب لبنان الذي لا بد منه: خط 23 كاملا غير متعرّج وحقل قانا كاملاً ولو تداخل مع المياه في إسرائيل”.

نصرالله

في غضون ذلك تطرق الامين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله في المجلس العاشورائي المركزي في ضاحية بيروت الجنوبية الى جولة هوكشتاين، فقال: “يجب أن تتنبّه أميركا إلى لعبة الوقت، وموقف الدولة اللبنانية والمقاومة واحد، والأمور لم تُحسم بعد “وما تقول فول ليصير بالمكيول”. واضاف: “الوقت ضيق، وعلى ضوء الجواب سنتصرف”.

وأضاف: “ما دام هناك مشروع أميركي وإسرائيلي، فنحن سنواجهه على كافة الصعد العسكرية والأمنية والثقافية والاجتماعية”. ورأى أنّ “اليوم أعظم ما يمثّل الشيطان في زمننا الحالي هي الولايات المتحدة و”إسرائيل”، وهذه المعركة مفتوحة”، قائلاً: “اليوم أمامنا جبهتان مفتوحتان للمواجهة هما الاقتصادية الحياتية، والسياسية الاعلامية”. وتابع: “الأميركيون جعلوا لبنان ينتظر عشرة أعوام لينتهي الإسرائيلي من التنقيب والحفر والتحضير للاستخراج، وكانوا يريدون من لبنان أن يقبل بخط هوف الذي كان سيمثّل كارثة لو تم القبول به”.

وانتقد نصرالله السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، قائلاً: “عام على الوعد الكاذب للسفيرة الأميركية شيا بإحضار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن”. وقال: “للمنتظرين على التل، أحضروا مساعدات واحجبوها عن شعب المقاومة ونحن نقبل بذلك لكن هل لديكم جرأة للتظاهر أمام السفارة الأميركية للمطالبة بإحضار الغاز لتأمين الكهرباء”. وأكد “اننا مستمرون في البحث عن الحلول لبلدنا ولشعبنا ولن نسمح لهم بأخذ البلد إلى الحرب الأهلية، ولكل من لديه علاقات عظيمة مع الولايات المتحدة والسعودية لماذا لم تتحركوا لجلب المازوت أو البنزين أو الطحين للشعب اللبناني؟ أولسيت أميركا حليفتكم؟ هل لديكم الجرأة لمطالبتها بإعطائكم استثناء لينعم لبنان بساعات من الكهرباء؟”.

وأضاف: “نحن قدّمنا عرضًا لاستجرار الفيول (للكهرباء) ولكن البعض رفض الأمر لأنه من إيران، ولأنه يعلم أن لدينا القدرة على ذلك فنحن سادة عن الولي الفقيه ولكنهم عبيد عند الأميركي والسعودي، والبعض الآخر قال “خلّونا نشوف شو بدّو يطلع منهم..” هل هذا موقف إنسان يفكر بشعبه ووطنه؟”. واضاف: “ما زلنا ننتظر جواباً رسمياً من الدولة اللبنانية على استقدام الفيول الإيراني وتحديد المواصفات”.

وأشار نصرالله إلى أنّ “هناك حرباً اقتصادية وسياسية إعلامية يريد العدو من خلالهما أن يُخضِع أي مقاوم في لبنان وأن يتخلّى عن هذا الخيار بإظهار أن المقاومة وراء تجويعه وما عليه إلّا الوقوف على الحياد”. واعتبر أن “جواب الناس في الانتخابات كان عظيمًا، ولقد أُحبط العدو بالنتائج، خصوصاً أنها أتت بعد ثلاث سنوات من التجويع”.

خط غير مطروح

الى ذلك، قال نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بو صعب في حوار متلفز، ان “غاز حقل قانا لنا ولن نتخلى عنه”، لافتاً إلى أن “لبنان متمسّك ببلوكاته كما رَسّمها هو وليس كما رسّمها الآخرون والخط المتعرّج غير مطروح، ولا نقبل بشراكة او تقاسم ثروات بحقل قانا والكلام الذي وصلنا أن اسرائيل ضغطت على شركة “توتال” الا انها اليوم متحمّسة وجاهزة للتنقيب في بلوك رقم 9″. وقال: “يجب انجاز ملف الترسيم اليوم قبل الغد وكل يوم تأخير خسارة”. وأضاف: “حرصنا على وقف التسريبات لإنجاح المفاوضات ولكن هناك من كان يعمد الى تسريب معلومات وتحاليل من نسج الخيال”، مشيراً إلى ان “الرؤساء الثلاثة لديهم اجماع حول ملف الترسيم وكل الشائعات وحملات التخوين غير صحيحة”. وشدد على أنه “مقتنع بأن هوكشتاين لديه اهتمام للوصول الى حلول منها الحاجة الى الغاز في اوروبا والاستقرار، وهناك حاجة اوروبية ـ اميركية للوصول الى حل بعد ازمة روسيا ـ اوكرانيا”. وكشف عن أنه “خلال ايام سيُعاد التواصل مع هوكشتاين وهو ذهب مباشرة من بيروت الى اسرائيل”.

الباخرة السورية

من جهة ثانية ختم المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات تحقيقه في ملف باخرة الطحين والشعير لاوديسيا، وسمح لها بالإبحار من مرفأ طرابلس لعدم وجود جرم جزائي في الملف، علماً أن الإبحار لن يتم كون الباخرة محجوزة بقرار لقضاء العجلة في الشمال بسبب النزاع الروسي الأوكراني على ملكية حمولتها.

ورحبت السفارة الروسية في لبنان في بيان مساء امس بقرار النيابة العامة اللبنانية القاضي بختم التحقيق والسماح للباخرة السورية المحمّلة حبوباً أوكرانية بمغادرة مرفأ طرابلس.

وأشار البيان إلى أن هذه الخطوة جاءت “على رغم من استفزازات الديبلوماسيين الأوكرانيين في بيروت ورعاتهم الخارجيين القائمة على الأكاذيب”، وختم: “نفترض أن محاولة المحرّضين الأوكرانيين هذه للإضرار بالعلاقات بين روسيا ولبنان ستفشل”.

وذكرت السفارة الاوكرانية في بيان أنه “بالاتفاق مع مالكي المنتجات في أوكرانيا على متن السفينة لاوديسيا، وبهدف تحاشي فساد الحبوب المسروقة ولأجل إبقائها في لبنان، قدّمت سفارة أوكرانيا عرضًا للحكومة اللبنانية لشراء المنتجات المذكورة بالاسعار التالية: دقيق القمح 350$ للطن، الشعير 180$ للطن، الأسعار أقل مرتين من أسعار السوق”.

Leave A Reply