عاد الدولار الى التحرّك صعوداً خلال اليومين الماضيين وقفز الى ما فوق الـ32 الف ليرة، فيما أعربَ خبير اقتصادي عبر صحيفة «الجمهورية» عن مخاوف جدية من فوضى خطيرة جدا قد يدخل فيها الدولار في اي لحظة، طالما ان لا ضوابط موضوعة له، وطالما انّ التحكّم بهذا الامر هو بيد عصابات السوق السوداء.
ولفت في هذا السياق ما أعلنه نائب رئيس حكومة نصريف الاعمال سعادة الشامي، في بيان امس، عن «انّ لبنان يقف الآن على مفترق طرق ويبرز مساران لا ثالث لهما، الأول الاعتراف بالواقع وبالأزمات العميقة التي نعانيها، والتعامل معها وجهاً لوجه مما يعني اتخاذ الإجراءات المطلوبة والقيام بالإصلاحات الضرورية والملحّة، والتي تضع البلد على السكة الصحيحة؛ أو ترك الأمور على ما هي عليه واستمرار حالة الإنكار عند البعض. وهذا الأمر لن يُبقينا حيث نحن الآن، بل سيدفع بالبلاد إلى المزيد من الانزلاق إلى الهاوية».
وقال: «إن التقاعس عن القيام بما يجب القيام به ليس خيارًا بالنسبة لنا، ولم تعد مسألة شراء الوقت التي اتسَمت بها معظم السياسات المالية والنقدية على مدار السنوات الماضية ممكنة لأن الوقت أصبح نادرًا جدًا، وبالتالي ذا قيمة جد مرتفعة. لن ينقذنا أحد إذا لم نحاول إنقاذ أنفسنا. إن مشاكلنا كبيرة لدرجة أن القليل من المساعدة من الأصدقاء المتبقّين لنا في العالم لن يؤتي بالنتائج المرجوّة. مشاكلنا أكبر من أن ينقذنا الآخرون، ولكن مع اتخاذ الإجراءات الصحيحة وبمساعدة المجتمع الدولي يمكننا أن نخطو أولى الخطوات على طريق التعافي. إنّ أي تأخير في المضي بالإصلاحات لن يؤدي إلى زيادة حدة الأزمة فحسب بل سيزيد من الوقت اللازم للخروج منها».