كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: بانتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد أن يقدم حزب الله الأجوبة على الأسئلة الأساسية التي طرحها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، فإن رئيس التقدمي جدد تحديد رأيه حول مواصفات رئيس الجمهورية المقبل، مطالبًا بإيجاد رئيس قادر على إدارة الأزمة، لديه أيضًا خلفية إقتصادية ومالية، مشدداً على أنه يريد “رئيسا بسمات وخلفية سياسية بدون أن تكون بالضرورة من أي حزب، وليس رئيسًا توافقيًّا”، كما ركّز على ضرورة حل مشكلة الكهرباء، وتقليص البطالة، وإعادة هيكلة البنوك، وتبنّي الإصلاحات التي طالب بها صندوق النقد الدولي لوقف الانهيار.
جنبلاط كشف في مقابلة مع صحيفة L’Orient-Le Jour، أنه استنتج من مطالبة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بحكومة كاملة الصلاحيات أن انتخابات رئاسة الجمهورية “قد تستغرق وقتاً”.
ولعل إشارة السيد حسن نصرالله إلتقطها كذلك الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي الذي زار قصر بعبدا أمس والتقى رئيس الجمهورية ميشال عون بعد انقطاع التواصل بينهما قرابة الشهرين. وفيما لم تتضح تفاصيل البحث في التشكيلة الحكومية اكتفى ميقاتي بالقول “في 29 حزيران الماضي قدمت إلى فخامة الرئيس تشكيلة للحكومة، وتم خلال لقاء اليوم البحث في هذه التشكيلة، وللحديث صلة. وسنتواصل لأنني أستطيع أن أقول إن وجهات النظر متقاربة”.
مصادر مواكبة للقاء عون – ميقاتي أعربت عن قلقها الشديد من تطيير الاستحقاق الرئاسي، وسألت عبر “الانباء” الالكترونية عن “سر هذه الصحوة المفاجئة لتشكيل الحكومة بعد انقطاع التواصل بين الرئيسين عون وميقاتي، وما رافق هذا الإنقطاع من حملات واتهامات متبادلة بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والرئيس المكلف وصلت الى حد التجريح والاتهامات الشخصية. وكيف انقلبت الأمور بين ليلة وضحاها”.
المصادر حذرت من “نوايا غير سليمة لتطيير الاستحقاق الرئاسي وعدم خروج عون من بعبدا بحجة الفراغ الرئاسي واستمرار الوضع في البلد من سيء الى اسوأ”. وتوقفت عند كلام الرئيس عون أمام السلك القضائي ودعوته القضاة إلى الانتفاضة لرفع التدخلات السياسية في عملهم، دون أن يأتي على ذكر توقف التحقيق في انفجار المرفأ وتجميد التشكيلات القضائية.
وفي سياق المواقف، وفي ما يخص المبادرة الحوارية التي أطلقها جنبلاط خالف النائب غسان سكاف رأي الذين يتحدثون عن استدارة جنبلاطية إذ يراها عكس ذلك تماما. وقال صحيح أن جنبلاط بادر باتجاه حزب الله لكن رد الحزب كان سريعا جداً، وهو يعرف حجمه ولديه مواقفه في المعادلة الإقليمية، لكنه أذكى من أن يتحمل مسؤولية العهد المقبل.
وهن إعادة تحريك الملف الحكومي، اعتبر غسان سكاف أن اجتماع عون وميقاتي من باب رفع العتب، ورأى في حديث مع “الأنباء” الإلكترونية أن “ليس هناك شيء صحيح بعد انقضاء فترة طويلة كان يمكن معها الوصول الى تأليف حكومة”، واصفاً ما يجري “باللعب في الوقت الضائع”.
وعن إمكانية تشكيل الحكومة في هذه الفترة القصيرة، قال سكاف ان ليس لديه معلومات دقيقة عن هذا الأمر، لكن عندما تسير الأمور باتجاه تأليف حكومة في وقت نبحث فيه عن رئيس للجمهورية جديد، فماذا يعني تشكيل حكومة أمر واقع مع صلاحيات كاملة؟ معتبرا أن ما يجري من باب تطيير الانتخابات الرئاسية، وسأل: “هل أصبح التعطيل حالة ميثاقية في السياسة اللبنانية، متناسين أن إفراغ المؤسسات يؤدي إلى انهيار البلد”، مشددا في مقابل ذلك على أن الانتخابات الرئاسية واجب وطني.
من جهة أخرى أكد سكاف مشاركته في اللقاء النيابي الأخير، بعد ان ثبت ان الكتل الكبرى هي من يمسك بالقرار السياسي منذ ثلاثة أشهر، وهي تعول على انقسامات النواب المستقلين للوصول الى أهدافها، مبديا اعتقاده بأن اللقاء النيابي قد يتوسع ليصل إلى أكثر من 20 نائبا، وأن النقاشات تتمحور على تحديد مواصفات الرئيس المقبل قبل البحث في الإصلاحات التي يطالب بها صندوق النقد، مؤكدا أنه لن يقبل بأقل من رئيس جمهورية مستقل يكون مؤهلا لترجمة ثورة اللبنانيين، وطالب برئيس يستطيع أن يحرر الجمهورية من الشوائب التي ظهرت في السنوات الست الماضية ويعيد الهيبة الى موقع الرئاسة.
وأكد سكاف أن “من يريد الاقامة في بعبدا يجب ان يساهم بإعادة التوازن الى البلد والمؤسسات والا سنكمل المسيرة الى جهنم. لذلك نريد رئيسا وطنيا جامعا يطلق عجلة الإصلاح الحقيقي والبناء”.