كتبت صحيفة “الديار” تقول:
بحلول ترقيعية تستمر القوى الحاكمة في ادارة الدولة المتداعية، غير آبهة بالتكلفة الباهظة لسياسة قذف الازمات الى الامام بدل الانكباب على معالجتها. آخر هذه الحلول استخدام فيول «غرايد ب» مخزن، لا نعرف لماذا ولا نعرف ما اذا كان صالحا للاستخدام، لتفادي العتمة الشاملة التي تهدد البلاد منذ فترة والتي كان يمكن ان تتسلل الى كل المناطق اللبنانية دون استثناء مساء امس الجمعة . ولن يكون هذا الحل انقاذيا لأن اصلا بعض المناطق لم تعد تنتظر منذ فترة طويلة «كهرباء الدولة» وتعتمد على المولدات التي هدد اصحابها في الساعات الماضية باطفائها بالكامل نتيجة عدم توافر مادة المازوت.
وبدل ان ينكب المسؤولون على العمل في بلد قد لا تكفي فيه ٢٤ ساعة يوميا لانجاز الاعمال المتراكمة، تراهم يستمرون في لعبة شد حبال اطاحت الحراك الحكومي المستجد اثر السجال الذي اندلع مجددا بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف. وبالرغم من تأكيد مصادر مطلعة على الملف ان المشاورات الحكومية لم تجمد وباتت عبر وسطاء ، الا ان كل المعطيات تؤكد انه لن يكون هناك حكومة جديدة في لبنان قريبا، وان الرهان بات على تشكيل طارىء في الربع ساعة الاخير الذي يسبق انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون والدخول في فراغ رئاسي.
وفيما الدوران في حلقة مفرغة مستمر على الصعيد السياسي وعلى صعيد ادارة الدولة، تتجه الانظار الى اي تطور قد يطرأ بملف ترسيم الحدود البحرية، وبخاصة ان حالة الاستنفار في صفوف حزب الله وبيئته بلغت مستويات متقدمة، وسط معلومات عن تقدم احتمال الحرب لنسبة ٤٠٪ مع تأخر الرد الاسرائيلي.
العتمة تهدد لبنان
وبحل ترقيعي جديد، تفادت القوى الحاكمة العتمة الشاملة مجددا علما ان المصير الاسود لا يزال يلاحقنا مع اعلان اصحاب المولدات ان مخزون المازوت لديهم اقترب من النفاد.
وكان وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض اعلن انه وبتوجيه من رئيس الحكومة أُعطيت الموافقة لمؤسسة كهرباء لبنان على استخدام جزء من الفيول «غرايد ب» المخزن في معملي الجية والذوق والذي يقدر بـ٤٠ الف طن بهدف تفادي الوقوع في العتمة الشاملة مع قرب نفاد مادة الغاز اويل لزوم تشغيل معمل الزهراني.
الا ان مصادر مطلعة على ملف الطاقة استغربت لجوء المعنيين الى استخدام كميات من الفيول المخزن، ما يطرح سؤال عن سبب التخزين وما اذا كان هذا الفيول صالحا وما اذا كان عليه اشكاليات قضائية. واضافت المصادر في حديث لـ «الديار» : «في حال هذا الفيول لم يكن مطابقا فذلك يهدد القطع في المعامل، ولعل اكثر ما يثير الحيرة ويستوجب أجوبة من الوزير المعني هو سبب استئذاته رئيس الحكومة المكلف لاستخدام هذه الكميات». واعتبرت المصادر ان المسؤولين يتعاطون مع الملف على قاعدة فلنأخذ دواء منتهي الصلاحية عساه ينفعنا ما دام الدواء اللازم غير متوافر.
ولفت امس حديث الوزير فياض عن رفع التعرفة، التي يستبعد مطلعون على الملف ان يقبل الرئيس عون بنهاية عهده تمريرها بمرسوم. وقال فياض انه حصل على قرار من مجلس ادارة كهرباء لبنان بزيادة التعرفة تزامناً مع زيادة التغذية، بحيث نستطيع إعطاء اللبنانيين كمية من التغذية بكلفة اقل من نصف سعر المولدات الخاصة. واضاف: «المطلوب الآن موافقة وزارة المال على هذا الموضوع ومن ثم موافقة الحكومة، ومن الممكن ان تكون هذه الموافقة استثنائية من قبل رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال». ولفت الى أن «إذا تمت الموافقة على رفع التعرفة، سنتمكن من تأمين ساعات تغذية اضافية، وذلك فقط بعد توقيع عقد للحصول على فيول اضافي، إذ نحن في حاجة الى 150 الف طن من الفيول لنتمكن من اعطاء 8 الى 10 ساعات من الكهرباء».
تشكيل عن بُعد؟!
حكوميا، وبعدما أطاح السجال الاخير بين عون وميقاتي الحراك المستجد لتشكيل حكومة، نفت مصادر قريبة من بعبدا ان يكون قد جرى تجميد الملف، واشارت في حديث لـ «الديار» الى ان «الاتصالات سوف تستمر من خلال وسطاء ولو من بعد». وأوضحت المصادر أن «الاجتماع الاخير بين الرئيسين عون وميقاتي انتهى الى ان عون يفضل حكومة من ٣٠ وميقاتي يفضل حكومة من ٢٤ وزيرا».
من جهتها، رجحت مصادر سياسية مطلعة الا يتم التوافق على تشكيل حكومة الشهر المقبل، وان نكون بصدد حكومة جديدة في الربع ساعة الاخير الذي يسبق مغادرة عون قصر بعبدا بعدما بات محسوما انه لن يبقى فيه دقيقة واحدة بعد انتهاء ولايته. وقالت المصادر لـ «الديار» : «الكل يسعى لتحسين شروطه قبل السير بأي تسوية لكن يبدو ان الجميع مقتنع ايضا بأن لا مفر من تشكيل حكومة تدير مرحلة فراغ رئاسي لن تكون قصيرة».
الحرب تقترب؟؟
لكن كل ما سبق يصح اذا لم تندلع حرب بين لبنان و»اسرائيل» خاصة ان مصادر مطلعة تنبه من ان احتمال الحرب يتقدم كلما تأخر الرد الاسرائيلي على الطرح اللبناني، لافتة في حديث «الديار» الى ان «مستوى استعدادات حزب الله وجمهوره للحرب تقلق العدو».
وتكشف المصادر ان استعدادات الحزب مستمرة منذ ٣ اشهر لافتة الى ان احتمال التفاهم على الترسيم لا يزال يتقدم على احتمال الحرب الذي بات يلامس ال٤٠%.