الأحد, نوفمبر 24
Banner

رئيس المجلس وجّه رسائل ساخنة … الأولويّة لإقرار القوانين الإصلاحيّة والموازنة

ابتسام شديد – الديار

لم يكن خطاب رئيس مجلس النواب نبيه بري في الذكرى الـ٤٤ لتغييب الإمام موسى الصدر عاديا في المضمون السياسي، وفي توقيت بالغ الدقة، وعلى مسافة قصيرة من استحقاق تشرين الأول الرئاسي، وسط حماوة الملف الحكومي والترسيم الحدودي.

حدد بري في خطاب صور مواصفات الرئيس المقبل بالشخصية التي تجمع وتوحد ولا تفرق، ورفض توسيع الحكومة “شو هيدي ستة وزراء دولة ، فحكومة تمام سلام شاهدنا فيها كل وزير رئيس جمهورية”، لكن أبرز ما جاء في كلامه أيضا يتعلق بتأكيداته ان المجلس النيابي هو الوحيد المناط به تفسير الدستور، محذرا من الفتاوى والعبث بالمواد الدستوري، الأمر الذي اعتبرته الأوساط السياسية رسالة خاصة الى العهد وفريقه، بالتوازي مع إنطلاق تساؤلات عن أسباب عدم الدعوة الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية.

ومع ان التفسير الوحيد والمنطقي لعدم الدعوة بعد، هو إهتمام رئاسة المجلس بإقرار الموازنة العامة، وكل المؤشرات تدل أيضا ان لا جلسات لإنتخاب رئيس للجمهورية قبل شهر تشرين الأول المقبل، افساحا في المجال لتشريع قوانين إصلاحية، وفي مقدمها موازنة ٢٠٢٢ قبل ان يتحول المجلس الى هيئة ناخبة، علما ان الدعوة لجلسة إنتخاب رئيس الجمهورية كانت تحصل في العادة في الشهر الثاني وليس في الشهر الأول، وبالتالي فان حصول الدعوة في شهر تشرين الأول يأتي في السياق الطبيعي والدستوري.

لا يختلف إثنان على فكرة ان بري هو من الشخصيات المؤثرة في العديد من الاستحقاقات الى جانب الاستحقاق الرئاسي، فهو سعى الى حصول توافق بين بعبدا والسراي في ملف الحكومة حتى لا تصل الأمور الى مراحل معقدة، والدخول في تجاذبات ومهاترات دستورية كأزمة تسليم صلاحيات الرئاسة الأولى الى حكومة تصريف الأعمال، كذلك يسعى بري لإنجاز وإقرار قوانين متعلقة بالإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي، قبل ان يتحول مجلس النواب الى هيئة ناخبة اثر صدور الدعوة للإنتخابات الرئاسية.

بالمؤكد، ان كلمة السر الرئاسية ليست حكرا على عين التينة، فالولوج الى الاستحقاق الرئاسي وتفادي الدخول في مرحلة الفراغ الرئاسي، يستلزم توفر عدة عناصر مثل المناخات الإيجابية الخارجية والخارجية والدفع الإقليمي وحصول التوافق والتفاهمات بين القوى السياسية، بدءا من رئاسة الجمهورية الحالية والتيار الوطني الحر الى حزب الله وفريق الممانعة، إضافة الى المسيحيين من قوى “التغيير” والمعارضة النيابية مما سيجعل الأمر شائكا قليلا لبعض الوقت ريثما تنضج تسويات معينة.

Leave A Reply