لليوم الثاني على التوالي، سجلت أسعار البنزين في لبنان ارتفاعاً إضافياً اليوم (الثلاثاء)، بحسب الجدول الصادر عن وزارة الطاقة والمياه.
وارتفع سعر البنزين 95 أوكتان 6 آلاف ليرة لبنانية (0.16 دولار) بعد ما كانت قد ارتفعت أمس 12 ألف ليرة (0.33 دولار)، ليصل سعر الصفيحة إلى 643 ألف ليرة لبنانية (حوالي 18.1 دولار)، أيضاً ارتفع سعر البنزين 98 أوكتان 6 آلاف ليرة بعد تسجيله ارتفاعا بـ13 ألف ليرة (0.36 دولار) أمس، لتبلغ الصفيحة 649 ألف ليرة لبنانية (18.3 دولار).
وفي حديث إذاعي، أعلن ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا أن الجدول الجديد للمحروقات الذي صدر اليوم سببه «تقلبات الأسعار أي ارتفاع سعر صيرفة ودولار السوق السوداء».
وحذر من أن محطات الوقود «ستقفل أبوابها لأنه لا تفاهم حتى الساعة مع وزير الطاقة والمديرية العامة للنفط بالنسبة لجعالة أصحاب المحطات لأنهم يتكبدون خسائر كبيرة».
وفي تصريح آخر، أوضح أبو شقرا أن «المصارف تأخذ عمولة من الجعالة بالدولار النقدي، وهذا الأمر تتكبده المحطات من كيسها يومياً، ولهذا الأمور لم تعد محمولة».
وتحصل المصارف عمولة تصل إلى 1.5 في المائة وتحسم من الجعالة التي من حق صاحب المحطة، وهو ما يؤدي إلى ذوبان الجعالة والرأسمال مع الارتفاع المستمر لسعر صرف الدولار.
وكان عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان جورج البراكس قد أعرب عن تخوفه في بيان أمس (الاثنين)، من قيام مصرف لبنان برفع الدعم غير المباشر عن استيراد البنزين.
ويشير الارتفاع الإضافي في البنزين المحروقات إلى دخول مصرف لبنان المرحلة الأخيرة من رفع الدعم عن المادة الذي بلغ حوالي ما نسبته 80 في المائة، الأمر الذي انعكس سريعاً على الجداول الصادرة عن وزارة الطاقة والمياه.
وأوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان جورج البركس أن «مصرف لبنان يواظب على إكمال مسيرته نحو رفع الدعم غير المباشر عن استيراد البنزين بتأمينه جزءا من هذه الفاتورة وفقاً لمنصة صيرفة على أن تؤمن الشركات المستوردة الجزء المتبقي من أسواق الصرافة الحرة»، مفسرا أن «المعادلة حتى الآن كانت 40 في المائة على سعر منصة صيرفة و60 في المائة غير مدعوم، لكن المركزي خفض في جدول تركيب أسعار المحروقات الصادر أمس (الأول) نسبة الصيرفة من 40 إلى 20 في المائة، وارتفعت بذلك نسبة غير المدعوم إلى 80 في المائة، فمن الواضح أن مصرف لبنان لم يتبق له إلا مرحلة أخيرة للتوقف بعدها نهائياً عن تأمين الدولار من خلال منصة صيرفة ليصل إلى معادلة صفر صيرفة و100 في المائة سوق حرة غير مدعوم».
والأسبوع الماضي، قفز سعر صرف الدولار لدى السوق الموازية في لبنان بشكل كبير مقابل العملة الوطنية الليرة خلال تعاملات اليوم (الجمعة)، ليتخطى عتبة الـ35 ألف ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد للمرة الأولى منذ أشهر، بحسب وسائل إعلام محلية.
وعلى الأثر، رفعت محطات الوقود في البلاد خراطيمها، وقال تجمع أصحاب المحطات في لبنان في بيان، بأنه «بعد ارتفاع سعر دولار السوق السوداء أصبح الفرق يشكل أكثر من 70 في المائة من الجعالة التي من الأصل لا تصل كلها ولا تكفي لسد حاجات المحطات».
وعلى وقع الأزمة الاقتصادية التي صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، خسرت العملة المحلية أكثر من 95 في المائة من قيمتها أمام الدولار، وبات أكثر من 80 في المائة من اللبنانيين تحت خط الفقر، فيما ارتفع معدل البطالة إلى حوالي 30 في المائة.
وتضاءلت قدرة المصرف المركزي على دعم استيراد سلع حيوية، بينها القمح والمحروقات والأدوية، بينما يعاني اللبنانيون من انقطاع للكهرباء وخدمة الإنترنت والاتصالات.
وفي صيف عام 2021، بلغت أزمة المحروقات في البلاد ذروتها وبرزت حينها سوق سوداء للبنزين، كما شهدت محطات الوقود طوابير لا تنتهي من السيارات ممتدة على كيلومترات عدة نتيجة شح المادة قبل أن يتخذ مصرف لبنان القرار برفع الدعم الجزئي عن المحروقات.
Follow Us:
الشرق الأوسط