الجمعة, نوفمبر 22
Banner

الوفيات المأسوية تحيي الجدل حول أنشطة إطلاق الثيران في إسبانيا

لم يكن تقليد إطلاق الثيران خلال المهرجانات المحلية يوماً موضع إجماع في إسبانيا، لكن وفاة 10 أشخاص هذا الصيف أعطت حججاً جديدة لناقدي هذه العادة الذين استنكروا خطورتها وإساءة معاملة الحيوانات فيها.

وخلال الأسابيع الأخيرة قضى سبعة أشخاص في منطقة فالنسيا شرق البلاد خلال فعاليات “بوس أل كارير” (ثيران في الشارع باللغة المحلية)، وهي مهرجانات شعبية يركض خلالها السكان المحليون والسياح أمام ثيران طليقة.

وتراوحت أعمار الضحايا بين 18 و73 عاماً جراء التعرض إلى النطح أو الدعس بحسب السلطات، ومن بين هؤلاء رجل وامرأة فرنسيان.

وفي بقية إسبانيا لقي ثلاثة أشخاص آخرين مصرعهم خلال مهرجانات مصارعة الثيران في مناطق نافارا شمال البلاد وقشتالة وليون وسط البلاد الشمالي ومدريد، وتضاف إلى هذه الوفيات إصابات كثيرة خصوصاً لدى القصر.

وفي منطقة فالنسيا حيث أحصي أكبر عدد للوفيات جراء إطلاق الثيران منذ عام 2015، ترفع هذه السلسلة المأسوية عدد ضحايا فعاليات “بوس آل كارير” إلى 30 شخصاً خلال سبع سنوات.

موضوع حساس

وأحيا ذلك الجدل حول هذا التقليد الذي لا يزال حاضراً بقوة في مناطق إسبانية كثيرة، وأشهر مثال على ذلك هو بامبلونا (شمال) حيث تجتذب فعاليات إطلاق الثيران في مهرجان سان فيرمين كل عام عشرات الآلاف من الأشخاص.

وفي فالنسيا وجنوب كتالونيا تتمتع هذه الفعاليات المقامة في جميع البلديات تقريباً بشعبية هائلة، وفي بعض المناطق الساحلية تقام أنشطة مشابهة في الموانئ، وينتهي المطاف بالعدائين والحيوانات عموماً في الماء.

وبالنسبة إلى المسؤولين المحليين يرتدي الموضوع حساسية وقد يكلف مطلقيه أصواتاً أو يستقطب تأييد آخرين، لذلك حرص الاشتراكيون واليسار الراديكالي الذين يحكمون منطقة فالنسيا منذ عام 2015 على عدم إدراج هذا الموضوع في اتفاقهم الائتلافي.

وقالت نائبة رئيس الحكومة الإقليمية أيتانا ماس من حزب “كومبروميس” اليساري الراديكالي في تصريحات أدلت بها أخيراً، إن “المسألة ليست بسيطة فهناك كثير من الحساسيات” حول هذا الموضوع.

ومع ذلك “ففي مرحلة ما سيكون هذا نقاشاً تجب معالجته”، وفق ما جاء على لسان ماس رداً على سؤال حول إمكان حظر هذه الفعاليات.

وأضافت، “نتحدث عن فقدان سبعة أرواح هذا الصيف وحده”، مبدية اعتقادها بأن حماية الحيوانات يجب أن تؤخذ في الاعتبار أيضاً.

سوء معاملة الحيوانات

وفي حال فرض حظر فسيتعين على السلطات مواجهة جماهير أنشطة “بوس أل كارير”، بحسب تحذير رئيس اتحاد أندية مصارعة الثيران في المنطقة جيرمان زاراغوزا، وهي منظمة تشرف على هذه الممارسة “الأصيلة والمتوارثة عبر الأجيال”.

وقال زاراغوزا إنه “لا المجالس البلدية ولا المناطق لديها السلطة لحظر هذه الاحتفالات”، مضيفاً “الحق في الثقافة ومصارعة الثيران بلا شك جزء منها، منصوص عليها في دستورنا”.

كما دافع الحزب الشعبي وهو التشكيل الرئيس لليمين الإسباني عن احتفالات إطلاق الثيران، وقالت مسؤولة الحزب في منطقة فالنسيا مارتا باراتشينا إن هذه المناقشات “تتعدى على هويتنا وطريقة عيش تقاليدنا”.

ورفضت بلديات عدة في هذه المنطقة مثل سويكا أو تافرنيس دي لا فالدينيا هذا العام إعطاء الموافقة على إقامة احتفالات لإطلاق الثيران، بينما أطلقت جمعيات محلية للرفق بالحيوان عريضة على منصة “change.org” جمعت حتى الآن 5500 توقيع.

وجاء في نص العريضة أن فعاليات “بوس أل كارير” تشكل “تعذيباً مقنعاً بزي الثقافة والتقاليد، حيث يكون المشاركون في كثير من الأحيان في حال سكر أو تحت تأثير المخدرات”.

وأضاف النص، “ضربات وركلات وإهانات وإجهاد خلال هذه الاحتفالات، وأشكال سوء المعاملة تكون أكثر من واضحة” تجاه الحيوانات.

Follow Us: 

Leave A Reply