تلقت “نتفليكس” خسائر في الأشهر الماضية وتراجع في أعداد المشتركين، ولم تعلق على ما أثير ضدها، من تصاعد للإجراءات الخليجية التي دفعت بمجلس التعاون الخليجي بمطالبتها بإزالة محتوى “مخالف للقيم والمبادئ” متوعداً بإجراءات قانونية في حال عدم الاستجابة.
قبلة حارة بين طفلتين ومشاهد تحرر لأخريات “تعزز الشذوذ وتجارة الجنس” بين الأطفال، في فيلمين تعرضهما منصة “نتفليكس” (Netflix)، وفق قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية التي لوحت بإمكانية حظر المنصة بالبلاد.
هذا التناول السعودي الرسمي جاء تزامناً مع انتقادات متصاعدة على “تويتر” للمنصة، وبيان من مجلس التعاون الخليجي يطالبها بإزالة محتوى “مخالف للقيم والمبادئ” دون أن يوضحه، متوعداً بإجراءات قانونية في حال عدم الاستجابة.
“نتفليكس” التي تلقت “خسائر الأشهر الماضية وتراجعاً في أعداد المشتركين”، لم تعلق على ما أثير ضدها حتى الأربعاء، وسط تصاعد الإجراءات الخليجية المماثلة ضد هذه “التجاوزات” خلال الأشهر الماضية، لا سيما من الإمارات والسعودية.
مطالب وتلويح بالحظر
البداية كانت الثلاثاء، ببيان مشترك لكل من الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، ولجنة مسؤولي الإعلام الإلكتروني في دول مجلس التعاون الخليجي وهي: السعودية وقطر والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين.
البيان طالب “نتفليكس” بإزالة المحتوى المخالف لـ”القيم والمبادئ الإسلامية والمجتمعية”، وتوعد باتخاذ “الإجراءات القانونية اللازمة” في حال لم يتغير الوضع الراهن.
وأفاد بأنه “جرى التواصل مع المنصة لإزالة هذا المحتوى بما فيه المحتوى الموجه للأطفال”، منتقداً بثها “بعض المواد المرئية والمحتوى المخالف في دول مجلس التعاون”.
ولم يوضح البيان طبيعة المحتوى، غير أن قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية، قالت في تغطية موسعة الثلاثاء، إنه “يروج للشذوذ الجنسي للأطفال تحت غطاء سينمائي”، متسائلةً: “هل ستحجب نتفليكس في السعودية قريباً؟”.
وعرضت القناة في تغطيتها لقطات مظللة من فيلمين للمنصة تظهر فيها طفلتان تقبلان بعضهما بـ”حرارة” وأخرى لطفلة سنغالية نشأت في بيئة محافظة وتحولت لأخرى “متحررة”، وفق تعليق صوتي صاحب تلك المشاهد، وقال إنها “تثير شهية المتحرشين بالأطفال وتعزز استخدامهم في تجارة الجنس”.
وفي عناوين رئيسية في تغطية القناة، قالت إن المنصة “تروج للمثلية تحت غطاء درامي وتقدم رسائل غير أخلاقية تهدد النشأة السلمية للأطفال”، مطالبة بإيقاف تلك “المهازل السينمائية”.
وتعليقاً على ذلك، قال الكاتب الصحفي السعودي عبد الله الكعيد، في تصريحات للقناة، إنه “يجب الاستثمار في المنصات الرقمية لمنافسة نتفليكس، ونعرض ما يعزز القيم والأخلاق بأسلوب جاذب بدون خطاب وعظي”.
وللقناة ذاتها قال المحامي السعودي عمر الخولي: “أنادي بحظر تطبيق نتفليكس في المملكة، فأولاً مقاطعتهم ثم ندخل في مفاوضات بشأن الحذف أو غيره”.
رفض وغضب
نشر “التلفزيون العربي” (خاص) الذي يبث من قطر، الأربعاء، تصويتاً على تساؤل: “دول مجلس التعاون تطالب نتفليكس بتعديل محتواها، برأيكم هل يتعارض محتواها مع القيم المجتمعية؟”.
وكانت الإجابة حتى الساعة 10:16 ت.غ، بـ”نعم” بنسبة تجاوزت 90% من المشاركين، الذين تجاوز عددهم 300.
وصب مغردون عرب عبر منصة “توتير”، غضبهم على “نتفليكس”، خشية تأثير محتواها على الأطفال.
إجراءات متصاعدة وخسائر متكررة
في أبريل/نيسان الماضي، لم تعرض دور السينما السعودية فيلم “دكتور سترينج” بعد رفض مجموعة “ديزني” طلباً من المملكة بحذف “إشارة إلى مجتمع المثليين”.
وفي يونيو/حزيران الماضي، حظرت الإمارات فيلم الرسوم المتحركة “لايتيير” (Lightyear)، “لمخالفةٍ بالمحتوى ظهر فيها قبلة بين شخصيتين مثليتين”.
وفي يوليو/تموز الماضي، قرر موقع يوتيوب إزالة الإعلانات “غير الملائمة” التي ظهرت على المنصة، بعد يوم من مطالبة السلطات السعودية الموقع بإزالة إعلانات “خادشة (..) تتعارض مع القيم والمبادئ الإسلامية والمجتمعية”.
وتأتي المطالبة الخليجية الجديدة وسط “خسائر” تتلقاها المنصة، ففي 21 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت “نتفليكس” في بيان رسمي أنها سجلت خسارة في عدد مشتركيها تقدر بـ200 ألف، في الربع الأول من 2022، لأول مرة منذ أكثر من عقد.
كما أعلنت المنصة في 20 يوليو/تموز الماضي، في بيان آخر، فقدان 970 ألف مشترك في الربع الثاني من 2022.
Follow Us: