تضع إسبانيا قيودا على تدفئة غرف الفنادق، وفي ألمانيا سيُطلب منك عدم غسل يديك بالماء الساخن، وفي فرنسا لن يقوموا بتدفئة مناطق الجلوس الخارجية في المقاهي، وفي سويسرا يغلقون حمامات الساونا والمسابح الساخنة.. وبشكل عام سيكون هناك ظلام أكثر بكثير من النور في كل أوروبا. فهل تخطط لرحلة إلى أوروبا في الشتاء؟
تعصف أزمة الطاقة في أوروبا بصناعة السياحة في القارة العجوز. تمتعت الفنادق في أوروبا بأشهر قوية من الحجوزات، حيث توافد المسافرون لقضاء عطلات ما بعد فيروس كورونا. ومع ذلك، بعد بدء العملية العسكرية في أوكرانيا وفرض العقوبات من قبل الأوروبيين على روسيا، ارتفعت تكاليف الطاقة التي تثقل كاهل الفنادق والشركات الأخرى في جميع أنحاء أوروبا.
باتت أسعار الغاز الطبيعي في القارة أعلى بنحو عشرة أضعاف مما كانت عليه قبل عام، وقد يواجه أصحاب الفنادق صعوبة في تمرير تكاليف إضافية للتدفئة والإضاءة للضيوف.
يستعد كل صاحب فندق في جميع أنحاء القارة تقريبا لتكاليف الطاقة المتوقعة في الشتاء وأولئك الذين سيدفعون الأسعار هم السائحون الذين سيتم نقل التكاليف الباهظة إليهم. ووفق تقرير للقناة “12” الإسرائيلية، فمن المتوقع أن يحلّ موسم سياحة مظلم للغاية في أوروبا.
ألمانيا
في الشهر الماضي، بدأت ألمانيا في الحد من استخدام الطاقة فيما أصبح العديد من المواقع السياحية، مثل بوابة براندنبورغ والرايخستاغ وبرج التلفزيون في برلين، مظلمة بالكامل تقريبا في الليل، وذلك بعد قرار يقضي بعدم إضاءة المباني العامة والمواقع السياحية بعد الساعة 22:00. هذا بالإضافة إلى المتاجر التي يتعين عليها إطفاء الأنوار ليلا.
بالإضافة إلى ذلك، قد يجد السياح في ألمانيا أن غرف الإقامة والشقق ستكون أكثر برودة هذا العام، حيث تم تحديد درجة الحرارة القصوى عند 19 درجة وليس أكثر. يجب على المسافرين الذين يرغبون في زيارة مسبح يتم تسخينه بالغاز أن يأخذوا في الاعتبار أن الماء الموجود فيه سيكون باردا لأنه بات يمنع تسخينه، كما أن غسل اليدين بالماء الساخن من الصنبور لن يكون ممكنا أيضا.
وسط هذا كله، تخطط ألمانيا لاحتفالات مهرجان أكتوبر/تشرين الأول، والتي تأمل برلين أن تستقطب نحو 7 ملايين سائح إلى البلاد.
فرنسا
أعلن رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، عن هدف خفض استهلاك الطاقة في البلاد بنسبة 10%. تم بالفعل اتخاذ قرار بأن يتم تعتيم برج إيفل، رمز المدينة وواحد من أكثر المواقع شهرة في العالم، من الساعة 23:30 بدلاً من الساعة 01:00، وذلك لتوفير الكهرباء.
أيضا، بسبب الوضع الراهن، تم بالفعل إغلاق العشرات من حمامات السباحة العامة في البلاد ومن المتوقع إغلاق أخرى في المستقبل القريب، ولن يتم فتح حمامات السباحة الساخنة. بالإضافة إلى ذلك، ستقتصر التدفئة الداخلية على 17 درجة فقط، في حين أن متوسط درجة الحرارة المنخفضة في الشتاء في باريس يمكن أن يكون حول الصفر في الليالي الباردة. على ما يبدو، لن تتمكن الشرفات والمناطق الخارجية للمطاعم والمقاهي والبارات من تدفئة الزبائن.
بريطانيا
على الرغم من أنه من المتوقع بالفعل في المملكة المتحدة زيادة بنحو 80 في المائة في فواتير الطاقة، إلا أنه لم يتم بعد وضع قواعد لفصل الشتاء المقبل. في اسكتلندا، على سبيل المثال، أفادت مجموعة الفنادق Crieff Hydro أن تكاليف الطاقة ارتفعت، من نحو 600 ألف جنيه إسترليني العام الماضي إلى نحو 1.6 مليون جنيه إسترليني هذا العام. تفكر رئيسة الوزراء الجديدة، ليز تراس، في الاقتداء بألمانيا وفرنسا واتخاذ قرارات مماثلة لقراراتهما.
سويسرا
في سويسرا، تم بالفعل وضع قوانين صارمة لفصل الشتاء المقبل. وفقا للقواعد الجديدة، يمكن رفع درجات الحرارة في المباني التي تحتوي على أنظمة تسخين بالغاز إلى 19 درجة فقط كحد أقصى، ويمكن تسخين المياه حتى 60 درجة مئوية.
يحظر استخدام الأفران والمدافئ والغلايات الحلزونية، بينما يجب أن تظل حمامات الساونا والمسابح باردة. في سويسرا، سيقومون بإجراء عمليات فحص للتأكد من تطبيق القواعد، والتأكيد على أن أولئك الذين يخالفونها يواجهون خطر الحبس.
إسبانيا
من الشهر الماضي حتى أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا يمكن للفنادق في إسبانيا تبريد الغرف لأقل من 27 درجة مئوية، أو تدفئة الغرف في الشتاء فوق 19 درجة مئوية. سيقوم المفتشون بجولة في المرافق للتأكد من أن أنظمة تكييف الهواء والتدفئة تعمل بكفاءة.
جهود إسبانيا جديرة بالملاحظة لأن البلاد لا تعتمد مثل العديد من الدول الأوروبية الأخرى على المولدات التي تعمل بالغاز الطبيعي لإنتاج الكهرباء أو التدفئة. وقال المتحدث باسم منظمة الفنادق والسياحة في إسبانيا CEHAT: “يجب أن نظهر تضامنا في إسبانيا مع زملائنا في وسط وشمال أوروبا، تماما كما أظهروا تضامنا معنا خلال الوباء”.
في المقابل، غردت إيزابيل دياز أيوسو، رئيسة منطقة مدريد، بأنها لن تتبع قواعد تعتيم المباني لأنها ستسبب انعدام الأمن وردع السائحين وتجلب “الظلام والفقر والحزن” وتهدد الحياة الليلية في بلد وقت العشاء المعتاد فيه عند الساعة العاشرة مساء.
الدول الاسكندنافية
توصي الحكومة الفنلندية المواطنين والزوار بتوفير أكبر قدر ممكن من المياه، والاستحمام لفترة قصيرة أو الاستحمام بشكل أقل بشكل عام. أعلنت السويد أنها ستقدم ضمانات بمئات المليارات من الدولارات لشركات الطاقة في بلدان الشمال الأوروبي ودول البلطيق لتجنب حدوث أزمة مالية.
مع اقتراب فصل الشتاء، من المتوقع أن تطبق المزيد من البلدان في أوروبا قوانين وإجراءات جديدة للحد من الأضرار التي تلحق بالمواطنين والسياح. على ما يبدو، ستضطر العديد من الدول التي يدعمها الغاز الروسي إلى تقليص الإضاءة والتدفئة، حتى في أكثر مناطق الجذب السياحي مثل روما وأمستردام وبرلين وبراغ.
Follow Us: