الجمعة, نوفمبر 22
Banner

لا تعديلات في تحرّك قوات «اليونيفيل» على الأرض.. «العتمة الشاملة» مُجدّداً على الأبواب؟

كتبت صحيفة “الديار” تقول: يغيب الاستحقاقان الابرز عن التداول الجدي في بلد لا يبدو ان «للوقت قيمة» عند مختلف القيادات السياسية الغارقة في البحث عن «جنس الملائكة» عبر حروب دستورية «خنفشارية» حول قدرة حكومة تصريف الاعمال على ادارة الفراغ الرئاسي. يجري ذلك بدل البحث الجدي عن «تسوية» تسمح بتشكيل حكومة كاملة «المواصفات»، كمقدمة لتفاهم على هوية رئيس الجمهورية المتعذر ايجاده حتى اليوم. لكن يبدو ان ثمة من يريد تسويات على «الحامي» وليس على «البارد» في بلد على عتبة «العتمة الشاملة»، وقد»حررت» فيه اسعار المحروقات، فباتت الزيادة دون سقوف، ومعها توقعات بمزيد من انهيار العملة الوطنية.

هذه الفوضى المحتملة تقلق باريس التي تحركت سفيرتها في بيروت دون مقترحات محددة حاملة اسئلة مقلقة حول اليوم التالي «للفراغ»، لتاتي اجوبة رئيس الحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي واضحة لجهة اطمئنانه بان الرئيس ميشال عون يقود حملة «تهويل فارغة» مع فريقه السياسي وليس في يده اي «حيلة»!

في هذا الوقت، يبقى الموقف السعودي على تشدده لبنانيا، مع استمرار التركيز على «سلاح» حزب الله، فيما توالت التطمينات من كل حدب وصوب بعدم حصول تغيير لقواعد الاشتباك على الارض في ما يخص «اليونيفيل». اما «الغموض» فيبقى سيد الموقف في ملف الترسيم، حيث اكدت مصادر معنية بالملف ل «الديار» ان كل ما ينشر يبقى في الكثير منه مجرد تحليل ويرقى الى مستوى «التخبيص» في خارج السياق، وستتوضح الامور جديا خلال اسبوع الى عشرة ايام، وعندها سنعرف اذا كان هناك رغبة جدية بالتسوية او ما يجري «مناورات».

ميقاتي: عون «مكبل»

في هذا السياق، دخلت باريس بقوة على «خط» التحذير من تبعات «الفراغ الرئاسي»، وفي الوقت عينه طمأنت الى عدم وجود تعديل ميداني في مهمة قوات «اليونيفيل»، وبحسب معلومات «الديار» حملت السفيرة الفرنسية آن غريو «الهواجس» الفرنسية الى السراي الكبير، وبحثت في الموضوع الرئاسي المخاطر المحتملة على البلاد. وبعد ان تمسك ميقاتي بوجهة نظره الدستورية التي تؤكد ان حكومته مكتملة الاوصاف لقيادة مرحلة «الفراغ» الرئاسي، لان الدستور ينص على انتقال صلاحيات الرئيس بالوكالة إلى الحكومة، ولم يأت على ذكر طبيعة هذه الحكومة، كان السؤال الرئيسي بعدها من قبل غريو» ماذا لو قرر رئيس الجمهورية ميشال عون ان «يقلب الطاولة» عشية 31 تشرين الاول؟ كما كانت مهتمة بمعرفة موقف حزب الله من اي خطوات مفاجئة يمكن ان يقوم بها في حال شغور الموقع الرئاسي ؟

وفي هذا السياق، كان لافتا رد رئيس الحكومة الذي يرجح ان لا يؤيد حزب الله اي خطوة «متهورة» للرئيس عون غير القادر دستوريا على القيام باي خطوة لتغيير الوضع القائم. وبرأيه، فان رئيس الجمهورية «مكبل اليدين» ولا يستطيع تحويل «التهويل» الذي يقوم به فريقه السياسي الى افعال، معتبرا ان كل ما يحصل مجرد ضغوط سياسية لفرض وقائع غير منطقية. اما البقاء في بعبدا بعد انتهاء الولاية الرئاسية، فتتصرف معه الشرعية اللبنانية على انه احتلال للمنصب وللمكان، وسيبنى على «الشيء مقتضاه».

خطر «الشارع»

وحول امكانية إغراق البلد في فوضى مفتوحة على كل الاحتمالات، اذا قرر التيار الوطني الحر استخدام «الشارع» او تعيين حكومة عسكرية تدير البلاد، تشير اوساط مطلعة، الى ان لدى الفرنسيين تطمينات من قائد الجيش جوزاف عون بانه لن «يمشي» او يجاري الرئيس عون باي خطوة يمكن ان تؤدي الى انهيار المؤسسة العسكرية، ولن يسمح بدخول البلاد في «المجهول». اما «لعبة «الشارع» فتبقى محفوفة بالمخاطر لان كل الاطراف لديها «شوارع»، وعندها ستكون البلاد امام فوضى غير محسوبة.

الرياض «والسلاح»؟

وكان لافتا بحسب المعلومات، ان غريو لم تنقل اي موقف فرنسي- سعودي مشترك حيال الاستحقاق الرئاسي بعد اللقاءات الثنائية التي عقدت في باريس الاسبوع الماضي، واكتفت بالتأكيد ان لا مرشح لدى بلادها حتى الآن، وثمة تفاهم مع السعوديين على ضرورة اجراء الاستحقاق في موعده.

وعلم في هذا السياق، ان بعض النواب «التغييرين» و»المستقلين»، وكذلك «المعارضة»التقوا كل على حدة مع السفير السعودي في بيروت الوليد البخاري، وكانت «المفاجئة» في تركيز السعوديين على كيفية مقاربة هؤلاء لملف سلاح حزب الله في المرحلة المقبلة، وكيفية التعامل معه مستقبلا. وبينما لم يجر تقديم اي مقاربة رئاسية واضحة، سمع هؤلاء صراحة ان اي رئيس مقبل يجب ان لا يكون معاديا للدول العربية، ولا يكون منحازا لفريق دون آخر، وكان واضحا ربط اي مساعدة اقتصادية بحصول تغيير سياسي جذري، يبدأ بما يعتبره السعوديون «هيمنة» حزب الله على الحياة السياسية. وهنا برز تباين فرنسي – سعودي حيال الاصلاحات، حيث تعتبر باريس الاصلاح الاقتصادي كافيا لبدء التعاون مع لبنان، بينما تصر الرياض على الاصلاح السياسي.

تطمينات غريو

وفي ملف «اليونيفيل»، كان واضحا من تطمينات غريو لرئيس الحكومة، التي وصلت ايضا الى حزب الله، بان لا نية لتغيير المهمات على الارض، والتنسيق سيبقى كما هو مع الجيش اللبناني، لكنها بحسب المعلومات، رفضت تقديم اجابات واضحة على خلفيات دعم بلادها بالشراكة مع الاميركيين والبريطانيين لهذا التعديل الذي من شأنه توتير الاوضاع جنوبا.

تحرك للملمة الفضيحة!

وكانت الساعات القليلة الماضية، قد شهدت محاولات حثيثة من الخارجية اللبنانية لتطويق تداعيات التعديل في القرار 2650، وتحركت باتجاه البعثة الدولية للحفاظ ميدانياً على قواعد الاشتباك كما هي، لا كما ورد في التعديل الجديد بانها لا تحتاج إلى إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها، وإنه يُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل. وفيما غابت التحركات الديبلوماسية باتجاه الدول المعنية في مجلس الامن، حصل تفاهم رسمي مع قيادة اليونيفيل على عدم حصول أي تغيير في قواعد الاشتباك، ووفقا لمصادر ديبلوماسية، فان ما يحصل الآن هو للتغطية على فضيحة مدوية تضاف الى دلائل تفكك وانحلال الدولة اللبنانية، اذ ارسلت بعثة لبنان في نيويورك قبل شهر تحذيرات من نص يحضر، وفيه تعديلات «خطيرة»، الا ان الجواب الرسمي من بيروت تأخر ووصل عشية اصدار القرار في 29 آب، بعد ان اصبحت الامور امرا واقعا!

لا تعديل «لقواعد الاشتباك»

وبعد ساعات على موقف حزب الله الذي عبّر عنه الشيخ محمد يزبك، باعتبار هذه التعديلات «نقضاً للاتفاقيات السابقة، وتطوراً خطيراً يحول القوات إلى قوات احتلال»، اوضح الناطق الرسمي باسم اليونيفيل في بيان استمرار التنسيق مع الجيش، وقال انه «في الأيام الأخيرة، تم تداول قدر كبير من المعلومات الخاطئة والمضللة في وسائل الإعلام حول ولاية اليونيفيل. إن حفظة السلام التابعين للبعثة يواصلون التزامهم الأمن والاستقرار في جنوب لبنان ودعم الناس الذين يعيشون هنا. لطالما كان لليونيفيل تفويض للقيام بدوريات في منطقة عملياتها، مع أو بدون القوات المسلحة اللبنانية. ومع ذلك، تستمر أنشطتنا العملياتية، بما في ذلك الدوريات، بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية، حتى عندما لا يرافقوننا». وختم بالقول «نحن نعمل بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية بشكل يومي، وهذا لم يتغير».

وكانت «حركة امل» اكدت التزامها بـ «آليات العمل الخاصة لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب، والتي نص عليها القرار 1701 منذ صدوره، والتي تؤكد بوضوح دورها في مؤازرة الجيش اللبناني في القيام بالدوريات والأنشطة المختلفة، ولا يمكن القبول بتغييرها من باب الحرص على عدم اهتزاز العلاقة القائمة والمتينة بين هذه القوات وأهالي الجنوب، وشددت في بيان على ضرورة «تحديد المسؤولية في غياب الاتصالات المطلوبة، وعدم متابعة القرار من الادارات اللبنانية المختصة، مما يطرح الكثير من علامات الاستفهام».

اين اصبح «الترسيم»؟

وفي ملف «الترسيم»، يبقى الانتظار «سيد الموقف» بعد تلقي لبنان احداثيات حول العوامات البحرية، بانتظار اجابات خطية ستصل خلال اسبوع الى عشرة ايام، ووفقا للمعلومات، بدأ الجيش اللبناني وضع الاحداثيات الخاصة بلبنان لمقارنتها مع «الورقة الاسرائيلية» التي تتضمن الخط «الازرق» البحري، وسيرفع تقريره خلال الساعات المقبلة الى الجهات السياسية المعنية، واذا وافق الجانب اللبناني سيبلّغ الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين بالامر لتكريسه رسميا، وهذا يعني ان «اسرائيل» قد وافقت على اعتماد الخط 23 مع انحراف يمنح حقل «قانا» للبنان. وعلم في هذا السياق، ان نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب ابلغ هوكشتاين ضرورة ان يحصل الاتفاق قبل نهاية تشرين الاول، ربطا بالاستحقاق الرئاسي واحتمال الفراغ، وتبدو واشنطن على «الخط نفسه»، وهي ترغب في تمرير التسوية قبل الانتخابات «الاسرائيلية»، خوفا من تغييرات سياسية في «اسرائيل» تعيد الامور الى «نقطة الصفر».

لا تنازلات برية

ومن جهته، أعلن بوصعب عن استلام إحداثيات تتعلق بالعوامات البحرية من الوسيط الأمريكي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان و»إسرائيل» عآموس هوكشتاين، وقال: «اما الحديث عن نقاط برية كلام لم يحصل، ولم يطلب أحد من ​لبنان​ أن يتنازل عن أي نقطة برية». أضاف: «هناك منطقة بين البلوكات والشاطئ فيها نقاط تم الحديث عن ترتيب معين لها، استلمنا الاحداثيات وهي أول رد على ما طلبناها بعد أقل من 48 ساعة من مغادرة الوسيط الأميركي، وهذا أمر جيد، على أن تصلنا أجوبة عن التساؤلات الأخرى في الاسبوع المقبل، وصولا إلى جواب خطي يدرسه رئيس الجمهورية ميشال عون».

تقدم لا اتفاق؟

في المقابل، أعلن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، أن الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عاموس هوكشتاين قدم اقتراحات جديدة، رافضا الافصاح عنها، وقال: «تحدّث الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الحكومة «الإسرائيلية» يائير لابيد وطلب منه إتمام الاتفاق، والجانب الأميركي مقتنع بضرورة التوصل إلى اتفاق هذا الشهر أو الشهر المقبل»، واقر بوجود تقدم، ولكن دون الوصول إلى النهاية حتى الآن. وفي هذا السياق كشف موقع «واللاه الاسرائيلي» عن تدخل الرئيس الأميركي جو بايدن شخصياً في مفاوضات الترسيم، ونقل أن بايدن أكّد خلال المحادثة الهاتفية الأخيرة مع رئيس الحكومة «الإسرائيلية» يائير لابيد، أن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و»إسرائيل» ملف مهم ومُلح… وعدم وجود اتفاق بينهما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة، معرباً عن اهتمامه بالتوصل لاتفاق خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

مصير الموازنة؟

في هذا الوقت، تبدأ «مسرحية» الموازنة المتأخرة 9 أشهر يوم الاربعاء المقبل في مجلس النواب، في محاولة «يائسة» لتوجيه رسالة ايجابية الى المجتمع الدولي، وذلك في غياب خطة انقاذ فعلية جعلت من مواقف الكتل النيابية «متذبذبة» عشية موعد الجلسات، ما يطرح اسئلة كثيرة حول مصيرها؟ واول المقاطعين رسميا بعد حزب «الكتائب» «القوات اللبنانية»، حيث اعلن رئيسها سمير جعجع اثر اجتماع «تكتل الجمهورية القوية» أن «لا سوء نية، ولكن الظروف شاءت أن يكون 14 أيلول ذكرى استشهاد رئيس الجمهورية بشير الجميل، والمفارقة أنه استشهد وهو رئيس انتخبه هذا المجلس النيابي، ولأنه كان يريد دولة جدية»، مضيفاً: «اتفقنا كـ«جمهورية قوية» أننا لا يمكن أن نحضر الجلسة في 14 أيلول للسبب الذي ذكرته»، متمنياً على رئيس مجلس النواب نبيه بري «الأخذ بعين الاعتبار وضعنا وشعورنا». وأعلن أن التكتل لن يصوّت مع هذه الموازنة «لعدم وجود خطة إنقاذ وتصوّر عام بشأن كيفية الخروج من الأزمة».

رفع الدعم عن المحروقات

في هذا الوقت، تزداد الضغوط المعيشية مع رفع الدعم نهائيا عن المحروقات امس، وقد ارتفعت الاسعار بالامس نحو 20 ليرة دفعة واحدة على صفيحة البنزين، وأشار عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس إلى أن الارتفاع جاء على خلفية قرار مصرف لبنان لجهة رفع الدعم كلياً عن أسعار المحروقات. فيما شهدت «السوق السوداء» ارتفاعا جديدا لسعر الدولار الذي لامس مساء امس ال36الف ليرة.

..والعتمة الشاملة؟

في هذا الوقت، تبدو وزارة الطاقة والمياه في «سباق مع الوقت» لإيجاد بديل «سريع وطارئ» قبل دخول لبنان في العتمة الشاملة يوم الخميس، حيث سينفد مخزون مؤسسة «كهرباء لبنان» من الفيول والغاز أويل. وفيما لا تزال الهبة الإيرانية في «مهب» انتظار بدء المباحثات التقنية في شأنها، فان موعد وصول الفيول العراقي مجهولا بعد تعذر الاتفاق مع شركة تتولى عملية استبداله وتكريره، وهذه العملية تبدو معقدة لانها تتطلب استبدال نوعية بأخرى من جهة،

ومن جهة أخرى ثمة قلق لدى الشركات بفعل تقلبات سعر الفيول والغاز أويل عالمياً نتيجة الحرب الروسية – الأوكرانية والنقص الحاد في الديزل والغاز أويل. ووفقا لمصادر مطلعة، فان مناقصة الفيول العراقي تحتاج إلى تحديد سعر للغاز أويل أو للفيول، وحتى ذلك الحين، اذا لم يحصل تطورات ايجابية في الساعات المقبلة، سيدخل لبنان فعليا في «العتمة الشاملة» مع حلول يوم الخميس المقبل.

Leave A Reply