حسين سعد –
انتقلت المدارس الخاصة في الجنوب، من مرحلة الاستعدادات لبدء العام الدراسي، الى المباشرة بالتدريس لصفوف الروضات، فيما بدأت المدارس الرسمية، التي ما يزال مصير العام الدراسي فيها مجهولا، أعمال التسجيل نتيجة التأكيد المستمر للمعلمين والمدرسين ، على عدم الالتحاق بمدارسهم، جراء عدم تلبية مطالبهم المالية الملحة، في ظل اشتداد الأزمة المعيشية، التي دفعت عددا كبيرا منهم للعمل في مجالات مختلفة، منها أعمال البناء والزراعة وحتى جمع الخردة.
وبعدما غصت المدارس الخاصة بالتلامذة القدامى والجدد، على الرغم من ارتفاع الاقساط وبدلات النقل ، انصرف الأهالي إلى تجهيز أبنائهم، بالكتب والقرطاسية واللباس المدرسي، الذي تتبعه كل مدرسة على حدا، ليتبين لهم حجم هذه التكاليف ، التي ارتفعت أضعافا مضاعفة عن العام الدراسي الماضي ٢٠٢١ – ٢٠٢٢، حيث تتراوح سعر الكتب للمرحلة الابتدائية بين خمسين وسبعين دولارا أميركيا، والتي تلزم غالبية هذه المدارس طلابها، بشراء الكتب عبرها، بواسطة دور النشر التي تتعامل معها، لتحقيق أرباح( عمولة ) تزيد عن العشرة بالمئة، من خلال اتباعها سوق الصرف للدولار الأميركي، في حين أن المكتبات تبيع الكتب على سعر الـ ٢٥الف ليرة للدولار، والى جانب كلفة الكتب، التي تتعدى المليوني ليرة، يبلغ ثمن القرطاسية أيضا عشرة دولارات ، بينما يتراوح سعر المريول المدرسي، من ١٠ الى ٢٠ دولارا، وهذا يرتبط بتسعيرة كل مدرسة للمريول الجاهز ، عدا عن بدلة الرياضة الصيفية والشتوية، التي يفوق كل منها عشرين دولارا، والحقيبة المدرسية، التي تبدأ بخمس دولارات وتصل إلى المئة.
اضطر الكثير من الأهالي إلى نقل اولادهم الى مدارس قريبة من سكنهم للتوفير في بدل النقل..
وفي حين أن هذه الحاجيات المدرسية الأساسية، صارت شبه معروفة تكاليفها، تبقى العين على بدلات النقل الشهرية ، بحيث تبلغ المسافات من ٤ الى ١٠ كيلو متر في غالبية المدارس، بعدما اضطر الكثير من الأهالي إلى نقل اولادهم الى مدارس قريبة من سكنهم للتوفير في بدل النقل .
ويؤكد عدد من مدراء المدارس الخاصة في منطقة صور أن بدل النقل مرتبط بتقلبات سعر البنزين والمازوت ، وعلى ما يبدو فإنه لن يكون اقل من ٧٠٠ الف ليرة للمدارس التي تبعد حوالي خمسة كيلو مترات عن منازل الطلاب، وبمعنى آخر ستكون الكلفة الشهرية ، ثمن صفيحة بنزين على سعر السوق ، ويمكن أن تقل او تزيد عن ذلك بحسب مسافات الطرقات، وقد تتخطى المليون ونصف المليون في بعض المدارس، وذلك تبعا للمسافة بين المدرسة والبلدة. ستكون الكلفة الشهرية ثمن صفيحة بنزين على سعر السوق ، ويمكن أن تقل او تزيد عن ذلك بحسب مسافات الطرقات ولخصت أماني هاشم وهي ام لولدين في مدرسة خاصة ( مستوى متوسط ) المعاناة عير “جنوبية”، وتقول ان “كلفة تسجيل الولدين بلغت اربعماية دولار ( فريش ) وأربعة عشرة مليون ليرة لبنانية ، فيصبح البدل ٢٨ مليون ليرة ، اذا ما بقي سعر الدولار على حاله ، يضاف إلى هذا المبلغ اكثر من مليوني ليرة لكل ولد بدل كتب وقرطاسبة، ومليون ليرة بدل مريولين، ومليون بدل قرطاسية، إلى جانب ١٨ مليون ليرة بدل نقل خلال العام ، في حال حافظ سعر الدولار على هذا الحد، ومليون ليرة شهريا ( خرجية ) لكل ولد، بمعدل يومي، يبلغ أربعين الف ليرة يوميا كحد ادنى للولد الواحد”.
وأضافت “ومليون بدل لباس رياضة شتوي وصيفي، تضاف إليها بدلات المناسبات المدرسية والرحلات وغيرها، فتصبح الكلفة المباشرة المتوسطة للولدين، وهي تختلف بين مدرسة وأخرى أكثر من ستين مليون ليرة بمعدل شهري يزيد على الستة ملايين شهريا، وهذه الكلفة تغيب عنها الملبوسات الدورية والوضع الصحي وسواها”.
جنوبية