حسين سعد –
يعود علي ايوب ( ابو حسن ) سيرة في كتاب ، بعد خمسين عاما على استشهاده، يروي ذلك اليوم الذي سقط فيه، وإلى جانبه ( فراغات ) بندقيته التشيكية ، التي أطلق رصاصاتها باتجاه دبابة للعدو الإسرائيلي ، اقتحمت مع دبابات أخرى بلدته عيناتا، من ناحية بنت جبيل ، في الخامس والعشرين من شهر شباط العام ١٩٧٢. اندفع علي ايوب ، من منزله، في منطقة بير الزبيب، وسط البلدة القديمة، على مقربة من دكانه في المكان نفسه، صوب الدبابة الإسرائيلية، التي كانت متحصنة أمام دكان محمد علي ابراهيم، على بعد عشرات الأمتار، من محيط أحد منازل البلدة الذي تمترس فيه، في كرم الصيري، حيث خاض معركة بمفرده مع طاقم الدبابة الإسرائيلية، انتهت باسشهاده، حيث كان علي ايوب، اول شهيد من الحرس الشعبي، الذي أنشأه الحزب الشيوعي اللبناني ، بعد ارتفاع وتيرة الاعتداءات والتوغلات الإسرائيلية، على قرى وبلدات المنطقة المحاذية لفلسطين المحتلة.
كان علي ايوب اول شهيد من الحرس الشعبي الذي أنشأه الحزب الشيوعي اللبناني بعد ارتفاع وتيرة الاعتداءات والتوغلات الإسرائيلية، على قرى وبلدات المنطقة المحاذية لفلسطين المحتلة خلال تشييعه الحاشد حينها في عيناثا ، قال : امين عام الحزب الشيوعي الشهيد جورج حاوي، الذي كان على رأس المشيعين “نحن الشيوعيون…واحد منا علي أيوب (أبو حسن) …بندقيته (التشيكية) جمعنا ثمنها ليرة ليرة من كل أنحاء لبنان…وكذلك الرصاصات الثلاثون التي وجدت بجانبه فارغه… نحن الشيوعيون… واحد منا أبو حسن… استيقظ على صوت دبابات العدو، حمل سلاحه، قاوم، أطلق الرصاص على الغزاة…سقط وهو يقاتل.. وأنقذ شرف لبنان… نحن الشيوعيون.. .واحد منا علي أيوب (أبو حسن)…يعمل طوال النهار وعند المساء يحمل سلاحه.. ويتوجه الى إحدى قواعد (الحرس الشعبي) … يحرس قريته… ويشارك في المهام والكمائن حتى الفجر… يذهب لينام قليلاً ثم يمضي إلى عمله… ويعود في المساء و في كتفه بندقيته… نحن الشيوعيون… رفاق فرج الله الحلو …واحد منا أبو حسن… من أبناء هذا الشعب الشجاع الطيب…قليل الكلام، بشوش الوجه، حسن السيرة، بسيط، متين الأعصاب…عنوان للصمود والثقة بالنفس …إنسان شيوعي.” تحضر في الكتاب شهادات لزوجته زينب خنافر التي استشهدت في عدوان تموز ٢٠٠٦ ورفاق واصدقاء كانوا لصيقين به في خمسينية استشهاده ، تخلد كريمته الباحثة و المربية خديجة ،التي لم تكن تتجاوز السنين العشرة، حين رفعت صورة والدها في تشييعه ، سيرة والدها المقاوم بكتاب، تحضر فيه شهادات لزوجته زينب خنافر ، التي استشهدت في عدوان تموز ٢٠٠٦، ورفاق واصدقاء كانوا لصيقين به .
تقول خديجة شقيقة توأمها هنية والعميد المتقاعد حسن والزميل حسين، في الكتاب الصادر عن دار الفارابي في بيروت ، حمل عنوان علي ايوب مقاوم عابر لساحات الوطن ، قدم له الدكتور منذر جابر ، وتضمن مقدمة لأمين عام الحزب الشيوعي حنا غريب ، “لما بكتب اسمك بيي بحس الدني مش سايعتني، سيرة مناضل جنوبي ، تحدى ظلم الاقطاع وقمع السلطات وتصدى بالتشيكية وكم قنبلة يدوية لاول اجتياح بري لعيناتا ١٩٧٢.
وتضيف ان الكتاب الذي بدأت بإعداده ، منذ الاندحار الإسرائيلي العام الفين ، هو عربون وفاء ، إلى والدي علي ايوب ووالدتي زينب خنافر وكل المقاومين ، الذين لن يفيهم كتاب .
تُطلّ خديجة في روايتها لعلي أيوب صغيرة، كما تركها” لم تزد عن أمس إلّا إصبعا” تستسلم لمرويات رفاقه وأصدقائه التي اخذت بها إلى حيث يريدون له أو إلى حيث كانوا يرونه عليه في تقديمه للكتاب يقول الدكتور منذر جابر”: تُطلّ خديجة في روايتها لعلي أيوب صغيرة، كما تركها” لم تزد عن أمس إلّا إصبعا”، تستسلم لمرويات رفاقه وأصدقائه، التي اخذت بها إلى حيث يريدون له، أو إلى حيث كانوا يرونه عليه. وهو ما انِسَت له نفسُ خديجة وقرّت، حيث يُعفيها ذلك من اتهام بالعطف الزائد والمحبة الزائدة، ما جعلها ترى في أبيها شخصًا جسورًا بحزبيته، شخصًا فريدًا بلا أنداد. تمارس خديجة هذا الحق في رؤيتها لأبيها حتى الثمالة، إلى حيث تظنّ أنّها لم تترك من أشواط حياته زيادة لمستزيد. وهذا حقٌ من حقوقها، لا بل واجبٌ من واجباتها المرفوعة علمًّا في رؤيتها لأبيها.
يضيف جابر كتاب، تحضر فيه شهادات لزوجته زينب خنافر ، التي استشهدت في عدوان تموز ٢٠٠٦، ورفاق واصدقاء كانوا لصيقين به. ثم يعود ويتكور على أصغر نقطة(عضو في هيئة المخترة بعيناثا)، دون أن نتوقّف في الحالين عند رموز الحكاية أو أصحابها.
جنوبية