الأحد, نوفمبر 24
Banner

البخاري يستكمل جولاته: لا اسماء…ولا “لميشال عون ثان” في بعبدا

علي ضاحي

هل عادت السعودية الى لبنان من بوابة الانتخابات الرئاسية والمواصفات التي يتردد انها تتنقل بين مقر وآخر حليف للرياض؟ هذا السؤال كان محط تساؤلات في الدوائر القيادية للعديد من الجهات الحزبية والسياسية، ويبدو ان الاجابات عليها لن تكون يسيرة في ظل التبدلات السريعة في المنطقة، وعلى اعتاب انتقال الصراع في اوكرانيا الى مرحلة جديدة من التصعيد، مع اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة العسكرية الجزئية لجيشه، وهذا يعني هجوماً مضاداً وشاملاً، وتشخص اليه دول العالم لمعرفة نتائجه ومآلاته.

وترى اوساط سنية بارزة ومطلعة على حركة السفير السعودي وليد البخاري، ان آواخر العام 2016 ، تاريخ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً، شهد بداية انكفاء الوجود السعودي المباشر والمؤثر في الحياة السياسية اللبنانية ، بسبب “التأثر الكبير” بدخول الرياض الى اليمن في العام 2014 حيث سميت العملية بـ “عاصفة الحزم”. وقبل الانتخابات النيابية الاخيرة في ايار 2022 بشهرين، شهدت الساحة اللبنانية حراكاً لافتاً للسفير السعودي وليد البخاري، والذي عاد بعد انقطاع الى لبنان ليسجل العودة “المنتظرة” والتي انتظرها حلفاء الرياض اكثر من 6 اعوام.

ورغم ان نتائج الانتخابات النيابية لم تحصد “المطلوب سعودياً”، وهو الحصول على كتلة سنية وازنة وتحل محل مرجعية الرئيس سعد الحريري و”تيار المستقبل”، الا ان ما تحقق شكل بداية “مقبولة” للبخاري ليلعب دوراً ممهداً، بحسب الاوساط السنية، لإعادة إمساك الرياض بالملف السني اللبناني، حيث يستكمل البخاري جولاته السياسية والدينية والحزبية، التي بدأها من كليمنصو بلقاء النائب وليد جنبلاط، ومن ثم زار معراب والتقى رئيس حزب “القوات” سمير جعجع وكذلك التقى النائب فؤاد مخزومي.

وتكشف الاوساط ان البخاري يزور النواب والكتل النيابية الحليفة والصديقة له لكونها مؤثرة وفاعلة وتمتلك حق التصويت في مجلس النواب، وهو سيستكمل لقاءاته مع الكتل النيابية المعارضة و”المستقلة” وحتى “التغييريين”، للتأكيد ان الرياض تغطي دار الفتوى ولقائها بالنواب السنّة وانها المرجعية الدينية الموثوقة من السعودية، وكذلك ليؤكد البخاري ان لا مرشح محدداً للسعودية، ولا اسم معيناً وان الاهم لدى الرياض، ان لا تتكرر تجربة ميشال عون في بعبدا، وان لا مجال لرؤية “ميشال عون ثان” في بعبدا مهما كلف الامر.

وتكشف الاوساط ان بعض مضيفي البخاري المعلنين وغير المعلنين “اجتهدوا” في حديثه، وتم تأويله للايحاء بأن لدى الرياض مرشحاً نهائياً ومحسوماً، وانهم باتوا يمتلكون “كلمة السر” وان الامور “منتهية”، لا سيما ان السعودية هي جزء من التشاور الفرنسي – الاميركي الجاري في باريس.

وتضيف الاوساط ان السعودية وغيرها من الدول المؤثرة وفرنسا واميركا، يدركون تماماً ان لا رئيس في لبنان من دون رضى حزب الله و”الثنائي الشيعي” وحلفائهم، اي ان اي رئيس سيأتي سيكون لحزب الله حصة فيه او على الاقل سيكون غير معاد له او يمتلك اجندة ضده. وتلفت الى انه بعد تسوية وضع الحكومة واعادة تعويمها دستورياً وسياسياً، سيوضع الاستحقاق الرئاسي على الرف وسيكون الانتظار طويلاُ ، حتى انجلاء المعارك الدولية والاقليمية وحتى نضوج التسوية اللبنانية التي سيكون للرياض حصة فيها ورأي ايضاً.

Leave A Reply