السبت, نوفمبر 23
Banner

إصرار على اقرار الموازنة اليوم.. والحكومة بعدها؟

كتبت “الشرق” تقول: فيما الجمهورية كلّها تغرق ويقودها ربابنتها، بتقصيرهم وانانياتهم، نحو المصير الأسوأ، يصبح من الطبيعي ان يقرر اللبنانيون ركوب مراكب الموت هربا من الفقر والعوز والظلمة والذل والجوع، خصوصا وان واقعهم الاسود هذا، يبدو مرشّحا لمزيد من القتامة في قابل الاسابيع، مع إقرار موازنة بلا اصلاحات او خطة تعاف بما يتهدد الليرة بمزيد من الانهيار، ومع شغورٍ يزحف نحو الرئاسة الاولى، بينما التفاؤلُ حكوميا لا يزال غير متين وإن كانت المعطيات ترجّح كفة التشكيل.

الموازنة

تتجه العيون اذا، الى جلسة مجلس النواب اليوم التي ستُواصل درسَ مشروع موازنة 2022. واذا كان نصاب الجلسة الاخيرة طار، فإن نواب الموالاة يحشدون قواهم لضمان عدم تكرار السيناريو هذا، الاسبوعَ الطالع، وإقرارِ الموازنة. في السياق، اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عزالدين ووزير الداخلية بسام مولوي اثر زيارة قام بها الاول للوزارة “ضرورة إنجاز الموازنة العامة في المجلس النيابي رغم الشوائب التي تعتريها”، وفق بيان صادر عن حزب الله.

القوانين موجودة

وفي وقت تُعتبر الموازنة من الشروط التي يطلبها صندوق النقد الدولي قبل ابرام اتفاق معه، اكد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ان “انتخاب رئيس جديد للبلاد، مع فريق عمل جديد يمنح البلد فرصة اساسية لاتمام الإصلاحات المطلوبة. كل القوانين المتعلقة بالإصلاح موجودة، لكن هناك حاجة ملحة لارادة سياسية جيدة لوضعها موضع التنفيذ”. وعن الاتفاق مع الصندوق، قال في حديث من نيويورك الى موقع “المونيتور”على هامش مشاركته في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة: نأمل ان نوقع الاتفاق النهائي في أقرب وقت ممكن، وهو سيكون نوعا من المصادقة الائتمانية لتمكين الدول المانحة الأخرى من دعم لبنان ومساعدته”. وعن التقديرات بامكان حصول لبنان على 12 مليار دولار بنتيجة الاتفاق، قال “بمجرد الانتهاء من الاتفاق، لست قلقًا على الإطلاق من أنه يمكننا الحصول على 12 مليار دولار بسهولة بالغة. لقد وعدنا المانحون انه في اليوم الذي سنوقع فيه الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي ، يمكنهم تقديم ضعف أو ثلاثة أضعاف ما يقدمه صندوق النقد الدولي لتمويل القطاعين العام والخاص في لبنان”.

الحكومة؟

وسط هذه الاجواء، ينتظر “لبنان السياسي” حركة ميقاتي بعد عودته من نيويورك، ولقاءاتِه المرتقبة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا، لانجاز عملية تشكيل الحكومة. لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة ، فإن الفريق الرئاسي لا يزال يحاول انتزاع مكاسب من الرئيس المكلف في تركيبة الوزارة الجديدة وهويةِ الوزراء الذين سيتم استبدالهم. واذا كانت تشير الى ان هذا الكباش قد يؤخر التشكيل بضعة ايام، الا ان المصادر تستبعد ان يؤدي الى القضاء على القرار بالتأليف، خصوصا وان حزب الله يريد الحكومة. في هذا الاطار، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال احتفال في بيروت اول امس انه “منذ اليوم الأول للانتخابات النيابية كنا نطالب بأنْ تتشكل الحكومة بأسرع وقت لأن وجود الحكومة أفضل بكثير من عدم وجودها وتحل العديد من المشاكل حتى ولو كانت الحلول جزئية”. واضاف قاسم “يمكن أنْ نرى حكومة في الاسبوع المقبل على قاعدة أنّ المباني التي كان فيها اختلافات كثيرة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أصبحت متقاربة جداً إلى درجة تسهّل إخراج الحكومة إلى النور وهذه خطوة إيجابية تساعد في تسهيل التهيئة لانتخابات الرئاسة تمهيداً للحلول التي نريدها في لبنان”.

دفع خارجي

بما ان الشيء بالشيء يُذكر، تكشف المصادر عن ان الاتصالات ستتكثف في قابل الايام على الجبهات كافة داخليا، وبدفعٍ خارجي اوروبي – اميركي – سعودي، لمحاولة انجاز الاستحقاق الرئاسي في مواعيده الدستورية. وفيما حركة اللقاءات نشطة على الضفة المعارضة لثنائي العهد – حزب الله، وقد زار وفد من كتلة تجدد معراب اول امس، تلفت المصادر الى ان نواب التغيير سينتقلون الى المرحلة الثانية من مبادرتهم الرئاسية حيث سيباشرون في غربلة الاسماء التي تصلح لقيادة البلاد في هذه المرحلة.

دار الفتوى

وفي ظل هذه التعقيدات كلّها، حدثٌ لافت في دار الفتوى، حيث حضرت التطورات المحلية قاطبة، والتحدياتُ التي يواجهها لبنان، كيانيا وسياسيا ومعيشيا، على طاولة “الدار” التي جمعت، بدعوة من مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، 24 من اصل 27 نائبا سنيا، لتوحيد الموقف من الاستحقاقات المقبلة وأهمّها الانتخابات الرئاسية، وليكون للمكوّن السني حضورٌ قوي فيها، تحت سقف اتفاق الطائف الذي تتمسّك به “الدار” وتخشى، كما العواصم الكبرى وأبرزها الرياض وباريس وواشنطن، مخططاتٍ للاطاحة به وإرساء أنظمة اخرى للبنان تكون على قياس القوى المتمتّعة بفائض القوة اليوم، خصوصا اذا طال أمد الشغور الرئاسي.

قارب الموت

وسط هذه الاجواء، بقي الحزن يلف الشمال، من عكار الى طرابلس حدادا على ضحايا قارب الموت الذي غرق امس قبالة طرطوس. وعلى وقع علامات استفهام ترسمها قوى سياسية معارِضة حول غض السلطات اللبنانية الطرف عن هذه الحركة، وما اذا كان هدفه التهويل على الغرب او محاولة ابتزازه، تم العثور على جثث اللبنانيين والفلسطينيين الذين نقلهم الصليب الاحمر اللبناني الى الاراضي اللبنانية.

توضيح التفاصيل

على صعيد آخر، لم ينضج اتفاق ترسيم الحدود بعد. وقد قال ميقاتي “إن تقدما حصل على صعيد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، ولكن لا تزال هناك تفاصيل ينبغي توضيحها، وبالتالي فان الحل النهائي لم ينجز بعد”. وسئل عن ملف ترسيم الحدود البحرية والدور الاميركي فقال “لقد ساعدت الوساطة الاميركية في الدفع باتجاه اتمام الترسيم لكن لا تزال هناك تفاصيل ينبغي توضيحها. حتى الآن يمكنني القول إن تقدما حصل ، ولكن الحل النهائي لم ينجز بعد. وأشاد بالوساطة الاميركية لدعم الاتفاق ، قائلا “إدارة الرئيس بايدن تبذل قصارى جهدها لإنجاح هذه المفاوضات”. وردا على سؤال قال” إن الأحزاب السياسية اللبنانية كافة ، بما فيها حزب الله، تدعم قرارات الحكومة ومواقفها في المفاوضات”.

Leave A Reply