الجمعة, نوفمبر 22
Banner

فيضانات “كارثية” ومفقودون في اجتياح الإعصار “إيان” لفلوريدا

بحث عمال الإنقاذ وسكان ساحل خليج فلوريدا عن المفقودين وجمعوا حطام المنازل، الخميس 29 سبتمبر (أيلول)، بعد أن اجتاح الإعصار “إيان” المنطقة مصحوباً برياح عاصفة وأمطار غزيرة وأمواج مرتفعة.

وغمر “إيان”، أحد أقوى العواصف التي اجتاحت البر الرئيسي للولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، المجتمعات المحلية وترك أكثر من مليوني منزل وشركة من دون كهرباء قبل أن ينطلق عبر شبه جزيرة فلوريدا إلى ساحل المحيط الأطلسي.

وانخفضت قوة الإعصار إلى عاصفة استوائية صباح الخميس إذ ضعفت فوق اليابسة.

وقال رون ديسانتيس، حاكم فلوريدا، إن عدداً غير محدد من الأشخاص تقطعت بهم السبل بعد أن اختاروا التحصن من العاصفة في المنازل بدلاً من الاستجابة لأوامر الإخلاء.

وقد تلقّى نحو 2.5 مليون شخص أوامر إخلاء إلزامية في 12 مقاطعة ساحلية في فلوريدا، كما صدرت توصيات بعمليات إخلاء طوعية في مقاطعات أخرى.

وأكد ديسانتيس مساء الأربعاء أنه من المحتمل أن يكون هذا الإعصار “أحد أقوى خمسة أعاصير تضرب فلوريدا على الإطلاق”.

تباطؤ الإعصار

وفي ساعات الصباح الباكر بعد مرور الإعصار، بحث السكان في المناطق المتضررة بشدة عن عائلاتهم وأصدقائهم حيث غطت الأشجار والحطام وخطوط الكهرباء الطرق وانجرفت المياه الراكدة على الأرض. وزادت صعوبة البحث لأن خدمات الهاتف المحمول كانت مقطوعة في كثير من الأحيان.

وقال المركز الوطني الأميركي للأعاصير، إن “إيان” تباطأ أثناء اجتياح فلوريدا لكنه كان لا يزال ينتج رياحاً قوية وأمطاراً غزيرة وعواصف، بما في ذلك في جورجيا ونورث وساوث كارولاينا.

وقال المركز إن الإعصار الذي وُصف بأنه “خطير للغاية”، تسبّب بفيضانات “كارثية”.

وقالت هيئة الأرصاد ومقرها ميامي، إن العاصفة المحملة برياح قوية بلغت سرعتها القصوى 100 كيلومتر في الساعة، كانت على بعد حوالى 70 كيلومتراً جنوب شرقي أورلاندو.

مناطق كوارث

ووافق الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، على إعلان المناطق المتضررة من العاصفة مناطق كوارث، مما يجعل الموارد الاتحادية متاحة للمقاطعات المتضررة.

ولم ترد تقارير رسمية عن وقوع وفيات أو إصابات خطيرة مرتبطة بالعاصفة في فلوريدا. لكن سلطات الحدود الأميركية قالت إن 20 مهاجراً كوبياً فُقدوا بعد غرق قاربهم قبالة الساحل الأربعاء.

وذكرت شركات الكهرباء المحلية أن الكهرباء انقطعت عن أكثر من 2.4 مليون منزل وشركة في فلوريدا في وقت مبكر الخميس بعد أن ضربتها العاصفة.

وأشار موقع PowerOutage المتخصّص إلى أن الكثير من المقاطعات القريبة من المكان الذي وصل فيه “إيان” إلى اليابسة كانت من دون كهرباء بشكل شبه كامل.

وقال مدير مصلحة الأرصاد الجوية الأميركية كين غراهام، في مؤتمر صحافي، “هذه عاصفة سيتم الحديث عنها لسنوات عدة مقبلة”.

واستُدعي نحو 3200 من أفراد الحرس الوطني إلى فلوريدا، وفقاً لوزارة الدفاع الأميركية، فيما لا يزال 1800 آخرون في طريقهم إليها.

البداية في كوبا

وضرب الإعصار “إيان” كوبا في وقت سابق الثلاثاء، ممّا أسفر عن مقتل شخصين وإغراق الجزيرة في الظلام. وعادت الكهرباء الأربعاء لدى بعض سكان هافانا و11 مقاطعة أخرى، ولكن ليس في المقاطعات الثلاث الأكثر تضرّراً في غرب البلاد.

ومع ارتفاع درجة حرارة سطح المحيطات، تزداد شدّة الأعاصير القوية، مع رياح أقوى وهطول أكبر للأمطار.

ووفقاً لغاري لاكمان، أستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة، فقد أظهر الكثير من الدراسات “وجود صلة محتملة” بين تغيّر المناخ وظاهرة تُعرف باسم “التكثيف السريع”، عندما تشتدّ عاصفة استوائية ضعيفة نسبياً وتتحوّل إلى إعصار من الفئة الثالثة أو أكثر في غضون 24 ساعة، كما كانت الحال مع “إيان”.

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية، “لا يزال هناك إجماع على أنه سيكون هناك عدد أقل من العواصف في المستقبل، لكن العواصف الأكبر ستكون أكثر حدة”.

Leave A Reply