الأربعاء, نوفمبر 27
Banner

صندوق النقد: تدهور الأمن الغذائي مستمر .. 48 دولة الأكثر تضررا من الأزمة

أكد صندوق النقد الدولي أن العالم يواجه الآن واحدة من أسوأ أزمات الغذاء التي تعرض لها منذ أكثر من عشرة أعوام، مع تدهور الأمن الغذائي، داعيا إلى التعامل بطريقة حاسمة ومنسقة مع الأزمة. ونقلت وكالة بلومبيرج للأنباء عن تقرير أصدره الصندوق أمس، القول إنه حتى مع تراجع أسعار الغذاء في الأسواق العالمية خلال الأشهر الأخيرة، سيستمر تدهور أوضاع الأمن الغذائي بسبب عديد من العوامل مثل اختناقات سلاسل الإمداد والصعوبات التي تواجه الاستفادة من الحاصلات الأوكرانية وارتفاع أسعار الأسمدة والطاقة.

وتعادل أزمة الغذاء الراهنة على الأقل الأزمة التي تعرض لها العالم عامي 2007 و2008، التي شهدت نقصا شديدا في الإمدادات ووفاة الكثيرين من الجوع في العالم وفجرت موجات من الاضطراب السياسي والاجتماعي.

وقال صندوق النقد إن هناك 48 دولة مصنفة كأكثر الدول تضررا من الأزمة الحالية بسبب الخلل الكبير في ميزان مدفوعاتها، والنقص الحاد في الأمن الغذائي، في حين تواجه منطقة الساحل وغيرها من مناطق جنوب الصحراء الإفريقية آفاقا أسوأ. وبعيدا عن حجم المعاناة فإن تكلفة هذه الأزمة على اقتصاداتها تقدر بمليارات الدولارات.

وأضاف صندوق النقد أن أي تغيير مفاجئ في أسعار الغذاء والأسمدة سيعني زيادة جديدة في قيمة فواتير الواردات خلال العام المقبل، وستكون في حدود تسعة مليارات دولار. كما ستحتاج هذه الدول إلى ما بين خمسة وسبعة مليارات دولار إضافية في ميزانياتها لتخفيف حدة الأزمة على الأسر.

وفي وقت تشير فيه تقديرات أمريكية إلى أن 10 في المائة من سكان الولايات المتحدة يواجهون انعدام الأمن الغذائي، أعلن البيت الأبيض سلسلة التزامات اتخذتها شركات، بينها عمالقة في مجال الصناعات الغذائية أو مطاعم الوجبات السريعة، ومنظمات غير حكومية بهدف القضاء على الجوع والبدانة.

وأشارت الرئاسة الأمريكية في بيان إلى أن قيمة هذه الالتزامات مجتمعة تقرب من ثمانية مليارات دولار.

ويغطي هذا الرقم تعهدات بتقدمات عينية والتزامات مالية، بينها استثمار مليارين ونصف المليار دولار في شركات ناشئة متخصصة في مجال الغذاء، وأكثر من أربعة مليارات دولار مخصصة للأعمال الخيرية والجمعيات.

ويقدم الرئيس جو بايدن خطة العمل هذه الأربعاء خلال مؤتمر كبير مخصص للتغذية، هو الأول من نوعه بحسب البيت الأبيض منذ عهد ريتشارد نيكسون.

وحدد الرئيس الديمقراطي البالغ 79 عاما، هدفا له بالقضاء على الجوع في الولايات المتحدة بحلول 2030، بموازاة التصدي لسوء التغذية والتشجيع على الأنشطة الجسدية، في بلد تطول فيه البدانة أكثر من 40 في المائة من السكان البالغين، ونحو 20 في المائة من الأطفال وفق السلطات الصحية.

وأكد مسؤول في البيت الأبيض خلال مؤتمر صحافي أن أكثر من 100 شركة ومنظمة “قطعوا وعودا جريئة، وبعضهم حتى غير مقاربته، ما سيحسن بطريقة لافتة مجال التغذية، ويروج للنشاط الجسدي ويحد من الجوع والأمراض المرتبطة بالتغذية”. لكن لا توقعات بإقرار آلية رسمية لمتابعة مسار تحقيق هذه التعهدات.

ومن بين التعهدات غير المالية المقدمة الأربعاء، التي يتوقع أن يشيد بها بايدن خلال حدث عام، ثمة على سبيل المثال تعهد من مجموعة “دانون” العملاقة في مجال الصناعات الغذائية بتقليص مستوى السكر في المنتجات الموجهة للأطفال.

كما تتعهد الجمعية الوطنية للمطاعم، التي تضم شبكات للوجبات السريعة بينها “برجر كينج” و”صب واي”، من جانبها بدعم المطاعم المنضوية تحت لوائها لتقديم خيارات صحية أكثر للأطفال.

كذلك أبدت الرئاسة الأمريكية رضاها عن انضمام منصات مثل “دورداش” لتوصيل الطعام، و”إنستاكارت” لتوصيل المشتريات من محال البقالة، إضافة إلى شبكات سوبرماركت إلى هذا التحالف وتقديمها وعودا بتحسين منتجاتها الطازجة من فواكه وخضراوات، أو أيضا للتعهدات من شركات في قطاع الرياضة والترفيه.

وبحسب السلطات الصحية الأمريكية، يتناول أقل من شخص بالغ من كل عشرة في البلاد كميات كافية من الخضراوات والفواكه، كما يتناول أكثر من نصف الأطفال عبوة من المشروبات المحلاة على الأقل يوميا.

Leave A Reply