كتبت صحيفة الشرق الأوسط تقول: نفى البطريرك الماروني بشارة الراعي تأييد بكركي مرشحين للرئاسة اللبنانية، مؤكداً أن البطريركية تدعم «الرئيس الناجح بعد انتخابه، وبعد تبنّيه الجِدّي والفعلي بنود الحل اللبناني برعاية دولية». وأكد أن «لبنان لم يعد يتحمل أنصاف الحلول وأنصاف الصداقات وأنصاف الرؤساء وأنصاف الحكومات ولا أنصاف الولاءات».
وقال الراعي، في عظة الأحد أمس: «المسؤولون في السلطات الدستورية هم موكَّلون من الشعب- بحسب مقدمة الدستور: الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية، هذا التوكيل من الشعب يوجب على النواب في هذه الأيام خاصة انتخاب رئيس للجمهورية قبل الحادي والثلاثين من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وعليه، الشعب ينتظر الخروج من أزماته المتراكمة واستعادة دوره تجاه ذاته ومحيطه، لكنه لا ينظر بارتياح إلى شعار التغيير؛ إذ يخشى تمويهه بين حدّين: تغيير أسماء من دون تغيير شوائب النظام، وتغيير النظام التاريخي والديمقراطي من دون إسقاط نظام الأمر الواقع».
وأكد أنه «لا بد من إيجاد الحلول الصحيحة لخير لبنان وشعبه. وانتظر الشعب وينتظر إلى أن تصوب المبادرات الأجنبية إلى جوهر الأزمات في لبنان، ولكن يبدو أنها غضّت النظر، ربما عمداً عن هذا الجوهر، فباءت تلك المبادرات بالفشل. وفيما يقدِّر شعب لبنان مبادرات الدول الصديقة، يهمُّه أن تصبّ هذه المبادرات في خلق مشروع حل لبناني متكامل يحسِّن علاقات اللبنانيين ببعضهم البعض، لا أن تحسِّن علاقات هذه الدول الأجنبية ببعض المكونات اللبنانية على حساب أخرى، ولا أن تحسِّن علاقاتها بدول إقليمية على حساب لبنان. الحل المنشود يقوم على وحدة الولاء للبنان، وعلى السيادة والاستقلال، وعلى الحياد واللامركزية الموسعة، ونظام الاقتصاد الحر؛ وعلى الانفتاح على المحيط العربي والإقليمي والعالمي، وعلى تطوير الحياة الدستورية انطلاقاً من اتفاق الطائف بتنفيذه روحاً ونصاً».
واعتبر أنه «آن الأوان لكي ينكشف المرشح لرئاسة الجمهورية الفارض نفسه بشخصيته وخبرته وصلابته ووضوح رؤيته الإنقاذية وقدرته على تنفيذها».
وقال: «إذا انتخب مثل هذا الرئيس، نال للحال ثقة الشعب والأسرة الدولية والعربية. الشعب ونحن لا نريد رئيس تسويات. البطريركية المارونية، من جهتها، لا توزع تأييدها للمرشحين، خلافاً لما يروِّج البعض، إنما تدعم الرئيس الناجح بعد انتخابه، وبعد تبنِّيه الجِدّي والفعلي بنود الحل اللبناني برعاية دولية. نحن لم نشعر بأي إحراج مع جميع الذين أمُّوا الصرح ويؤمّونه مستطلعين رأينا، كما لم نشعر بأي إحراج في إجراء مناقشة صريحة مع هؤلاء جميعاً. ما نصارحهم به هو سلوك الخط المستقيم حتى البلوغ إلى الإجماع على شخص الرئيس المميَّز بكل أبعاده. نعني الرئيس الذي يعبر عن إرادة المجتمع اللبناني، لا رئيساً يستأنس بالولاء للخارج. لم يعد لبنان يتحمل أنصاف الحلول وأنصاف الصداقات وأنصاف الرؤساء وأنصاف الحكومات ولا أنصاف الولاءات».
ودعا الراعي النواب إلى «انتخاب رئيس نتمنّاه في جلسة 13 أكتوبر الحالي، وليكنْ هذا التاريخ حداً فاصلاً بين مرحلة تعطيل الدولة ومرحلة بنائها. ثم شكّلوا حكومة جامعة لا فئوية، حكومة الشعب لا حكومة حزب أو تحالف أو فئة تريد أن تهيمن على البلاد بالواسطة. فالشعب يرفض حكومة على قياس البعض، كما يرفض رئيساً غبّ الطلب».