الجمعة, نوفمبر 29
Banner

أزمة الكوليرا تفضح المستور: بلدٌ مكشوفٌ في مهبّ الأزمات!

عبدالكافي الصمد – سفير الشمال

بعد مضي 3 أيّام على ظهور أول إصابة بوباء الكوليرا في لبنان، والتي سُجّلت عبر نازح سوري يقيم في مخيم ببنين في عكّار للنازحين السوريين، حطّ وزير الصحّة فراس الأبيض يوم أمس رحاله في الشّمال، وقام بجولة تفقد فيها طرابلس وعكار والضنية، محاولاً طمأنة المواطنين بأن وزارته والحكومة تقومان بدورهما لجهة إحتواء الوباء قبل انتشاره على أكمل وجه، وأنّه ما من داعٍ للخوف والهلع.

على هامش زيارة الوزير الأبيض إلى الشّمال سُجّلت ملاحظات عديدة، من أبرزها:

أولاً: تأخّر وزير الصحّة في زيارة الشّمال 3 أيّام كاملة بعد ذيوع خبر ظهور أوّل إصابة بالكوليرا في لبنان، وهو تأخير يُحسب عليه، ولا يجدي نفعاً القول بأنّه كان يتابع الموضوع يومياً وهاتفياً، أو عبر لجان وموظفي وزارة الصحّة، فأمرٌ بهذه الخطورة كان يستدعي منه تحرّكاً عاجلاً لتعويض تأخّره في زيارة الشّمال سابقاً، وتحديداً إلى طرابلس والضنّية، بعد الإعلان عن ظهور إصابات بفيروس الكبد الفيروسي المعروف بـ”الريقان”، وتعويض عدم مجيئه نهائياً إلى طرابلس والشّمال لتفقد أحوال النّاجين من غرق قارب الموت أمام شاطىء مدينة طرطوس السّورية في 21 أيلول الماضي.

ثانياً: لم يحمل الوزير الأبيض أيّ خطّة معه يعلن فيها خطة وزارته مواجهة وباء الكوليرا في حال تفشيه، وهو خطر قائم برغم التطمينات غير المطمئنة التي أعطاها، بل كانت زيارته على الأغلب تفقدية قبل موعد إنعقاد الجلسة الوزارية التي دعا إليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يوم الثلاثاء المقبل في السرايا الحكومي الكبير، تمهيداً لوضع الخطة المرتقبة، ما يفرض على وزير الصحّة القيام بزيارة ثانية إلى الشّمال، الأسبوع المقبل، للإشراف على هذه الخطة ووضعها موضع التنفيذ، وإلّا فإنّ جولته الشّمالية أمس ستكون بلا معنى.

ثالثاً: كان واضحاً أنّ الوزير الأبيض لم يكن بحوزته أيّ شيء يقدمه لطمأنة المواطنين الذين أصابهم قلقٌ كبير خوفاً من تفشي وباء الكوليرا بينهم، إذ رمى المسؤولية على البلديات وهيئات المجتمع المدني، الذين رأى أنّ عليهم توعية المواطنين لجهة الحفاظ على نظافة المياه التي يستعلمونها للشّرب أو الإستخدام المنزلي، ما دفع بعض رؤساء البلديات إلى سؤاله: “كيف يمكن فعل ذلك وأهالي بلداتنا، كما غيرهم من البلدات، بالكاد يستطيعون تأمين لقمة الخبز لهم، وكيف نعالج مشكلة الصرف الصحّي وهي أساس تلوث المياه وتفشي الريقان والكوليرا ونحن بالكاد نستطيع دفع أجور الموظفين، وكيف نعالج مشكلة النفايات العشوائية والحكومات لا تساعدنا في مسألة إنشاء مكبّات نفايات جديدة وحديثة لمعالجة النفايات؟”.

رابعاً: كان فاضحاً ودالاً على تقصير الدولة والوزارات المعنية أنّ بعض المسؤولين عن قطاع المياه قالوا، أمام وزير الصحة، أنّ مادة الكلور التي تستخدم لتعقيم مياه الشّرب ليس بإمكانهم شراءها، وأنّه لولا حصولهم عليها من منظمات دولية مثل اليونيسيف، لأضحت مياه الشّرب لا تختلف كثيراً عن مياه الصرف الصحي في ضوء عجز وتقاعس الوزارات المعنية، ما يجعل البلد مكشوفاً بالكامل أمام الأزمات التي تحيط به من كلّ جانب.

Leave A Reply