الإثنين, سبتمبر 30

في يوم الغذاء العالمي.. دعوات متزايدة للحد من أزمة جوع عادت بكامل قوتها

في ظل انتشار المجاعات في عديد من البلدان حول العالم، تزايدت الدعوات إلى ضرورة الحد من توسع مستويات الجوع عالميا، والعمل على عدم تخلف توريدات الحبوب والسلع الغذائية والأسمدة.

وفي يوم الغذاء العالمي، أوضح تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة اليوم، أن معدل انتشار النقص التغذوي قفز من 0.8 إلى 3.9 في المائة، خلال الفترة من 2019 إلى 2020 وارتفع بوتيرة أبطأ في 2021 ليصل إلى 8.9 في المائة، بعدما بقي دون تغير يذكر منذ 2015.

وأشار التقرير إلى تأثر ما يراوح بين 702 و828 مليون شخص بالجوع في 2021، بينما ازداد هذا العدد بنحو 150 مليونا منذ تفشي جائحة كوفيد19 – أي 103 ملايين شخص بين عامي 2019 و2020، و46 مليونا آخرين في 2021.

وتشير التوقعات إلى أن 670 مليون شخص سيعانون من الجوع في 2030 – أي 8 في المائة، من سكان العالم وهي النسبة نفسها التي كانت مسجلة في 2015.

ودعا برنامج الأغذية العالمي، العالم إلى العمل لتفادي وصول الجوع إلى مستويات قياسية مرة أخرى، إذ تستمر أزمة الغذاء العالمية في دفع المزيد من الناس نحو مستويات متدهورة من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وظل معدل الانتشار العالمي لانعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في معظمه دون تغير يذكر في 2021 بعد الزيادة الحادة التي شهدها في 2020، ولكن انعدام الأمن الغذائي الشديد سجل مستويات أعلى من المعدل مع تدهور حالة الأشخاص الذين كانوا يعانون بالفعل مخاطر تغذية.

وكان نحو 3.2 مليار شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أوالشديد في 2021، بينما كان 7.11 في المائة، من سكان العالم يواجهون مستويات شديدة من انعدام الأمن.

وقال ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، في بيان: إن العالم يواجه أزمة غذاء عالمية غير مسبوقة، وكل المؤشرات تظهر أننا لم نشهد الأسوأ بعد”.

وأوضح أنه على مدار السنوات الثلاث الماضية، تكرر وصول معدلات الجوع إلى ذروات جديدة، مشيرا إلى أنه يمكن للأمور أن تزداد سوءا ما لم يكن هناك جهد واسع النطاق ومنسق لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمة.

بدوره قال الرئيس الألماني فرانك شتاينماير اليوم، الذي يوافق يوم الغذاء العالمي “بعد تراجع الجوع في عالمنا لفترة طويلة، عادت الأزمة حاليا بكامل قوتها، لم يسبق أن عانى عدد متزايد من الأشخاص من الجوع على هذا النحو”.

وأشار إلى أن ما يصل إلى 830 مليون شخص يعانون سوء تغذية مزمن حول العالم حاليا، لافتا إلى أن هذا العدد يزيد على ما تم رصده قبل ثلاثة أعوام بإجمالي 150 مليون شخص، وقال إنه رقم قياسي محزن”.

وتابع شتاينماير أن الجوع يسود في كثير من المناطق بالعالم، وذكر أمثلة على ذلك بالقرن الأفريقي الذي يعاني فيه الأشخاص من أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما، وباكستان التي يتم بها المعاناة بها من عواقب الفيضانات العصيبة.

وأوضح الرئيس الألماني أن تغير المناخ لا يعد السبب الوحيد وراء ذلك، مؤكدا أن تزايد الجوع يرجع أيضا إلى تخلف توريدات الحبوب والسلع الغذائية والأسمدة.

ومن جانبها دعت لويزا أمتسبرج، مفوضة الحكومة الألمانية لسياسة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية، لضرورة تمديد صفقة الحبوب بين الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا وروسيا، وحذرت من أن خروج روسيا من الصفقة “قد يسفر عن عواقب وخيمة، لاسيما بالنسبة للأشخاص في القارة الإفريقية”.

وأفادت بأن التقرير، الذي نشرته مؤسسة “كونسيرن وورلدوايد” غير الربحية من أيرلندا و”فيلت هانجز هيلف” من ألمانيا “يشير إلى تحيز واضح” ويتجاهل الخطوات التي اتخذتها الحكومة الهندية لضمان الأمن الغذائي بشكل خاص، خلال الجائحة كوفيد19- .

وأظهر مسح سابق أجرته وكالات إغاثة إنسانية أن سوء التغذية الحاد يتفاقم بين أطفال نازحين بسبب الجفاف والصراع في جزء من وسط الصومال على شفا السقوط في هاوية مجاعة.

وحذرت الأمم المتحدة في بداية سبتمبر من احتمال وقوع منطقتين في مجاعة بين أكتوبر وديسمبر ومن احتمال مهاجمة الموت لأكثر من نصف مليون طفل في الصومال بسبب سوء التغذية.

وتوصل فحص أجرته وكالات تابعة للأمم المتحدة وجماعات مساعدات إنسانية أخرى في الفترة من 19 إلى 24 سبتمبر في مخيمات النازحين في منطقة بيدوة إلى أن الوضع يتدهور بسرعة.

وجاء في التقرير الذي اطلعت عليه “رويترز” أن من بين أكثر من 98 ألف طفل تم فحصهم تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و59 شهرا، هناك 59 في المائة منهم يعانون سوء التغذية الحاد، ومن ضمن هذه النسبة 24 في المائة تم تصنيف حالاتهم على أنها حادة.

Follow Us: 

Leave A Reply