اعتبر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية (EIA) فاتح بيرول، أن الأسعار المعتدلة والأرقام المتوفرة حول تخزين الغاز الطبيعي في قارة أوروبا ليست معبرة بالشكل التام عن وضع الغاز في القارة العجوز على المدى الطويل، على خلفية ما تعانيه السوق من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
بعد الاجتماعات الأخيرة مع القادة الأوروبيين، بما في ذلك رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا، ورئيس الوزراء الفنلندي سانا مارين، ورئيس الوزراء السلوفاكي إدوارد هيجر، أشار بيرول إلى أن أكثر من 90% من تخزين الغاز الطبيعي كان ممتلئاً في أوروبا.
وتابع بيرول «أتوقع أنه إذا لم تكن هناك مفاجآت سياسية أو فنية، وإذا كان الشتاء شتاءً عادياً، فيمكن لأوروبا أن تمر هذا الشتاء ببعض الكدمات هنا وهناك، ولكن يمكننا أن نأتي إلى فبراير ومارس وهناك ما يكفي من الغاز للتدفئة».
ومع ذلك، حذر بيرول من أن السوق العالمية لا تزال ضيقة ومن المتوقع أن يستمر ذلك جيداً حتى عام 2023 حيث يؤدي الانخفاض الحاد في الإمدادات الروسية إلى أوروبا إلى تكثيف المنافسة العالمية على شحنات الغاز الطبيعي المسال.
وقال بيرول إن الأمر الأكثر إثارة للقلق، هو أن الغياب المحتمل على المدى الطويل للإمدادات الروسية، والزيادة المتوقعة في الطلب الصيني على الغاز الطبيعي المسال هذا الشتاء، والنمو المحدود على المدى القريب في إمدادات الوقود شديد البرودة، سيجعل إعادة تعبئة مرافق التخزين في الاتحاد الأوروبي لفصل الشتاء 2023-2024 «صعبة للغاية».
تصريحات بيرول ضاعفت القلق بشأن مستقبل الغاز بعد التحذيرات التي أطلقتها وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق من هذا الشهر في تقريرهم الأخير عن السوق، عندما توقعوا زيادة واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال في ديسمبر بمقدار 60 مليار متر مكعب مقارنة بأحجام العام السابق، يزيد هذا الطلب عن ضعف التوسعات في قدرة تصدير الغاز الطبيعي المسال في جميع أنحاء العالم، ما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الوقت الذي تتصارع فيه أوروبا مع آسيا على الشحنات الفورية.
في حالة تحقيق أوروبا للزيادة في ديسمبر، قال الباحثون إن ذلك سيعني على الأرجح انخفاض واردات آسيا من الغاز الطبيعي المسال نسبياً مقارنة بالعام السابق، ومع ذلك، أضافوا في التقرير: «قد ترتفع واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال العام المقبل بموجب سلسلة من العقود الجديدة المبرمة منذ بداية عام 2021».
Follow Us: