لجأ البعض إلى إقامة الاحتفال بالبيوت وعلى السطوح فيما اكتفى آخرون بعشاء عائلي بفندق صغير
غيرت الأزمة المالية الراهنة حياة اللبنانيين الاجتماعية، إذ لم تعد تقاليد المجتمع على حالها، ولا سيما الأعراس، فالأزمة المالية أفقدت عديداً من الناس القدرة على تحمل كلفة إحياء أفراحهم، ولجأ البعض إلى البدائل، حيث انتقلت الاحتفالات إلى صالونات البيوت وأسطح الأبنية.
انخفاض نسبة حجوزات الصالات
في حديث خاص لـ”اندبندنت عربية” مع مديرة أحد الفنادق الشهيرة في لبنان تشير إلى أن “الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا أثرا بشكل كبير في تغير ملامح الأعراس، إذ إن الصالات التي كانت تستقبل زهاء 700 إلى 800 شخص أصبحت اليوم تستقبل ما بين 300 و400 شخص، فيما يكتفي البعض بأعراس عائلية صغيرة لنحو 50 شخصاً من الأقارب. وحتى حفلات الخطوبة لم تعد في الفنادق الكبيرة، إذ باتت تقام بفنادق أصغر أو في البيوت كالأيام الماضية. وبما أن نسبة الهجرة ارتفعت في الآونة الأخيرة، لم يعد يكترث الناس بالتنظيمات قبل أشهر، بل يحجزون قبل أيام قليلة”.
وتلفت إلى أنه “نتيجة لذلك، انعكس الأمر سلباً على إيرادات الفنادق، بخاصة أننا كنا نعتمد على موسم الأعراس لجني الأرباح، وكنا نحضر موازنة سنوية، إلا أن الأرقام تغيرت بشكل جذري بسبب الظروف الراهنة”.
أما بالنسبة لكلفة الحجوزات فتشير إلى أن “ذلك يعود إلى قائمة الطعام المحددة للشخص الواحد، والتي كانت في السابق بحدود الـ100 دولار أميركي. أما اليوم، فقد أصبحت ما بين 60 و70 دولاراً نظراً إلى انهيار الليرة أمام الدولار، ولكن بما أن القطاعات كلها أصبحت متجهة نحو الدولرة الشاملة عادت الأسعار لترتفع من جديد بما في ذلك أسعار المواد الأولية”.
حفلات “مصغرة”
لا شك أن لدى مواقع التواصل الاجتماعي تأثيراً كبيراً في إظهار الصورة الفخمة لحفلات الأعراس الضخمة في لبنان، فما هي البدائل في ظل الظروف الراهنة التي تحافظ على الصورة النمطية “لليلة العمر”، ولكن بكلفة أقل؟
في حديث مع إحدى المؤسسات الكبيرة لتنظيم حفلات الأعراس، يشير صاحبها إلى أن “نسبة الأعراس تقلصت نسبتها من 50 إلى 5 حفلات أسبوعياً في موسم الصيف وحتى الزبائن باتوا يقتصدون كثيراً، إذ كانت كلفة العرس كحد أدنى 15 ألف دولار. أما اليوم فباتت قدرتهم لا تتخطى الـ1500 دولار”، لافتاً إلى أن “تنظيم حفلات الأعراس تحولت إلى عشاء صغير بحدود 20 إلى 50 شخصاً مقتصرة فقط على العائلات الصغيرة والمقربة”.
يضيف، “كنا نؤمن السيارات ونزينها ونستأجر الفلل للتصوير، ولكن لم يعد بقدرتنا أن نفعل ذلك. وحتى تزيين الطاولات أصبحت كلها ورداً اصطناعياً لا تتعدى كلفة الزينة بأكملها الـ600 دولار، كما كنا نعمل على تأمين الزفة والإضاءة والشاشات الكبيرة وهي سلة متكاملة بحدود الـ3000 دولار اليوم، علماً أنها كانت تكلف في السابق 10 آلاف دولار، وكان الناس يقترضون من المصارف لسداد ثمنها”.
ورد اصطناعي
أما بالنسبة لبائعي الزهور فهم يعانون منذ فترة بعيدة المضاربة بسبب منظمي الحفلات الذين حلوا مكانهم، مما أدى إلى تراجع مبيعاتهم. يقول أحد أشهر محال للزهور في الحمرا “في ظل هذه الأزمة بات الناس يشترون الأزهار الاصطناعية كونها الأرخص. وحتى تزيين السيارات اقتصرت على سيارة واحدة فقط، أما العروس التي كانت تحمل باقتين من الورد فأصبحت تكتفي بواحدة فقط”، لافتاً إلى أن “تكلفة الورد في السابق لحفلات الأسعار الضخمة كانت ما بين 1000 و5000 دولار أميركي، وتكفي لكميات كبيرة. أما اليوم وبعد هبوط الليرة أمام الدولار أصبحت بحدود الـ500 دولار، وكلها زهور اصطناعية”، مشيراً إلى أنه “في الماضي كان الطلب على زهرة الأوركيد، وهي الأغلى، أمراً أساسياً في الأعراس، أما اليوم فقد أصبحت الحفلات مقتصرة على الورد المحلي والأزهار الاصطناعية فقط”.
فدى مكداشي – انديندنت
Follow Us: