بعد غامبيا، لقي نحو 141 طفلا حتفهم في إندونيسيا بعد تناولهم جرعات من دواء للسعال (شراب) ملوث، ما سبب لهم مرضا حاد في الكلى ثم الوفاة.
وأعلنت السلطات الصحية في الدولة الآسيوية حظر بيع أنواع معينة من دواء السعال بعد تبين احتوائها على مركبات لا يجب أن تضمها.
هذا الحظر جاء بعد فترة وجيزة من بدء السلطات الصحية في إندونيسيا تحقيقًا في الارتفاع غير المبرر في الأطفال الذين يعانون من إصابات الكلى الحادة.
جاءت هذه الخطوة بعد أسابيع من مأساة شراب جامبيا للسعال، التي أودت بحياة ما يقرب من 70 طفلاً وانتهى الأمر بحظر الدواء أيضا.
القصة الكاملة لوفاة أطفال إندونيسيا
أوقفت السلطات الصحية الإندونيسية بيع أدوية السعال وأدوية سائلة أخرى بعد عشرات الأطفال هذا العام، حيث احتوت على مكونات تسبب إصابات حادة في الكلى (AKI).
في 20 أكتوبر/ تشرين الأول، أعلنت وكالة الغذاء والدواء الإندونيسية أن 99 طفلاً توفوا هذا العام بسبب إصابات الكلى الحادة (AKI)، ثم استمر عدد الوفيات في الارتفاع حتى وصل 141 حالة وفاة.
وقال مسؤولو الصحة الإندونيسيون أنهم أبلغوا عن ما يقرب من 200 حالة من حالات القصور الكلوي الحاد لدى الأطفال، وكان معظمهم تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
وذكر مسؤولو الصحة أنه ثبت أن هناك أنواع من شراب السعال المعطى للأطفال في سن الخامسة تحتوي على جلايكول الإيثيلين وثنائي إيثيلين جلايكول والتي لا ينبغي أن تكون موجودة بهذه الكميات.
ووفقا للمطلعين، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأدوية مستوردة أو مصنعة محليًا.
لاحظت السلطات الحالات الأولى للمرض في يناير/كانون الثاني، لكنها ارتفعت خلال الأشهر الثلاثة الماضي ، حيث تم تحديد 37 حالة في أغسطس/آب و81 في سبتمبر/أيلول.
وقال وزير الصحة في إندونيسيا بودي جونادي صادقين، إن العدد الفعلي للأمراض يمكن أن يكون أعلى بـ5 مرات من هذه التقديرات.
وطلبت وزارة الصحة الإندونيسية، كإجراء احترازي، من الممارسين الطبيين عدم وصف أي أدوية سعال أو أدوية سائلة لبعض الوقت.
أيضا تم توجيه نفس التحذير للصيدليات، حيث لن يتم بيع الشراب بدون وصفة طبية حتى ينتهي التحقيق.
محاكمة شركات الأدوية في إندونيسيا
قالت وكالة الغذاء والدواء الإندونيسية BPOM إنها تفكر في اتخاذ إجراءات جنائية ضد شركتي أدوية مسؤولتين عن تصنيع منتجات أدوية ملوثة مرتبطة بإصابة الكلى الحادة (AKI) لعشرات الأطفال، وسط ارتفاع في الإصابات والوفيات بين الصغار هذا العام.
وعلقت رئيسة الوكالة بيني لوكيتو، إنها “ستعمل مع الشرطة للتحقيق في شركتين لم يتم الكشف عن اسمهما، بهدف اتخاذ إجراءات جنائية في نهاية المطاف بشأن تكوين منتجاتهما”.
وأضاف المسؤولة، في مؤتمر صحفي، أن السلطات حددت تركيزات معينة في أدوية السعال الخاصة بالشركات “مفرطة للغاية وشديدة السمية ويشتبه في تسببها في إصابة الكلى”.
وحددت الوكالة هذه المركبات سابقًا على أنها إيثيلين جلايكول وثنائي إيثيلين جلايكول، وهي مواد كيميائية خطرة تستخدم في إنتاج الدهانات والحبر وسوائل الفرامل.
ووفقا لوكالة “رويترز”، فإن خبراء طب الأطفال ومنظمة الصحة العالمية يساعدون الحكومة الإندونيسية في استفساراتها، بالنظر إلى سلسلة حالات التسمم المماثلة في غامبيا، التي شهدت ما لا يقل عن 69 حالة وفاة بسبب أمراض الكلى المزمنة المرتبطة بالأدوية السائلة.
ووجدت تحقيق أجرته السلطات الصحية في جامبيا بعض الارتباط بين وفاة الأطفال بسبب إصابات الكلى الحادة ووصف الباراسيتامول السائل على نطاق واسع للحمى والألم.
وعلق وزير الصحة الإندونيسي: “يشير الحدث الموازي إلى تغيير قاتل من الشركات المحلية للمكونات الخام للأدوية التي تدخل في تصنيع الأدوية”.
واختتم بأن الحكومة لديها بيانات عن الواردات الأخيرة من المكونات الخام وستشاركها في وقت لاحق.
Follow Us:
العين الإخبارية
