أشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إلى أن الحدود البرية بين فلسطين المحتلة ولبنان رسمها الانتداب الفرنسي والبريطاني ولكن لم يتم ترسيم أي حدود بحرية، وبعد الكلام منذ سنوات عن وجود النفط والغاز أصبح لبنان بحاجة لترسيم الحدود البحرية.
وفي كلمة متلفزة حول تفاصيل تعيين الحدود البحرية الجنوبية، أشار إلى أن “حديثنا الليلة يتركز على موضوع أساسي وهو مجريات الأحداث مع العدو الصهيوني خلال الأشهر القليلة الماضية وصولا الى تفاهم ترسيم الحدود البحرية”.
الأمين العام لحزب الله تطرّق إلى الحضور الكبير في التشييع الحاشد للشهداء المظلومين في ايران، مؤكدًا أنها رسالة قوية لكل المتآمرين بأنهم يراهنون على سراب، وأن هذا الحضور الكبير في التشييع الحاشد في ايران هو رد حاسم على المشاركين والمخططين في الفتنة.
السيد نصر الله لفت إلى أن هناك شيئا اسمه المياه الاقليمية ولها آلية احتساب وهناك اسم ثاني المياه المتاخمة وبعدها هناك جزء اسمه المنطقة الاقتصادية الخالصة، مضيفا أن “المياه الاقليمية هي جزء من الدولة والدولة اللبنانية لها سيادة كاملة على هذه المياه وتستفيد من ثرواتها وخيراتها”.
كما أشار إلى أن “الكيان يعتبر أن حدوده من النيل إلى الفرات وهو أصلاً لا يعترف بحدود ويعتبر أن حدوده حيث تصل قوته وجبروته”، وأنه على ضوء تحديد الحدود البحرية يحدد لبنان بلوكات الغاز والنفط.
وتابع قائلًا “الخط 23 والذي صدر مرسوم بشأنه يمكن أن يعتبر الحدود، والخط 23 يفرض على لبنان تحرير تلك المنطقة البحرية تحت عنوان مياه اقليمية ومنطقة اقتصادية وهي قضية وطنية”.
وأكد أن “موقف المقاومة منذ العام 2000 قلنا أن المقاومة لا تتدخل في ترسيم الحدود البحرية وهي مسؤولية الدولة، وقلنا ونقول ما تعتبره الدولة للبنان نحن نلتزم به”، مضيفًا “الدولة اللبنانية اعتبرت الخط 23 هو الحدود البحرية وتركت الباب مفتوحا للتعديل.. والدولة اللبنانية إذا عادت وتقول ان الحدود البحرية خط 29 فالمقاومة ملزمة بأن تناضل من أجل ذلك”.
وتوجّه السيد نصر الله للذين “يتحدثون عن الخط 29 كان عليهم ان يتحركوا عام 2011 عندما صدر مرسوم خط، أقول للذين ينتقدون بشأن الخط 29 واصلوا نضالكم ولكن من دون لغة تخوين وغيرها”.
الأمين العام لحزب الله لفت إلى أن العدو الصهيوني منع شركات جاءت لتقوم بعملية مسح وأعلن العدو بوضوح أن هذه المنطقة له ورسم خط رقم 1، ومنع العدو أي أحد من الاكتشاف والاستخراج في كل المنطقة.
كما لفت إلى أن العدو تسلط على هذه المنطقة، حيث مارس سلطة وهيمنة على منطقة البلوكات الحدودية وادعى أنها له وضمن حدوده البحرية ومياهه الاقليمية ومنطقة الاقتصادية الخالصة.
وأشار سماحته إلى وجود منع أميركي من الاكتشاف والاستخراج في سياق الحصار على لبنان والضغط على الدولة اللبنانية بالتنازل عن الحدود والقبول بالخط رقم 1.
وعرض السيد نصر الله خريطة يظهر فيها الخط 23 والخط رقم واحد الذي رسمه العدو الاسرائيلي، مشيرًا إلى أنه بحسب الرقم المتداول فإن المنطقة بين الخط رقم 1 والخط 23 مساحتها 879 كليومترًا مربعًا.
وأضاف إلى أنه “ما قبل المرحلة الأخيرة لم يُطلب من المقاومة شيئا، لكن المقاومة كانت بصورة ما يحصل”، وقال “الوسيط الأول الذي اسمه هوف طرح خطا اعتبره تسوية ما بين الخط واحد الذي يدعيه العدو والخط 23 واعطى 45 % للعدو من هذه المساحة واعطى 55 % للبنان منها وهذا كان مجحف جدا للبنان”.
وأشار إلى أن لبنان الرسمي رفض خط هوف، عارضا خريطة يظهر فيها هذا الخط، ولافتًا إلى أن النقاش كان وقتها بالخطوط ولم يكن بحقول قانا وغيرها.
وتابع السيد نصر الله “بدأ الضغط الاميركي على الرئيس بري وعلى غيره من المسؤولين بفرض خط هوف عليهم”، مضيفًا أن “الموقف اللبناني الرسمي رفض خط هوف بالمطلق وحتى النهاية”.
وأشار إلى أن الرئيس نبيه بري كان حاسمًا برفض خط هوف، وأن العدو ظل متمسكًا بالخط واحد ولم يعط أي اشارة بالقبول بخط هوف، وكان الأميركي يضغط والصهيوني بالميدان يمنع.
وأشار إلى أن “الرئيس بري خلال كل هذه المفاوضات لم يقدم أي تنازل وتحمل عبء كل هذه المرحلة إلى أن وصلنا لمرحلة أعلن فيها انتهاء مسؤوليته المباشرة بالاعلان عن اتفاق الاطار، وبحسب اتفاق الاطار تم تشكيل وفد لبناني ووفود أخرى من جهات أخرى وإجراء لقاءات برعاية الأمم المتحدة، هنا انتقلت مسؤولية المتابعة من دولة الرئيس إلى فخامة الرئيس منذ بعد 22 أيلول 2020″، مؤكدًا أن “الملف انتقل من يد أمينة إلى يد أمينة ورجل صلب إلى رجل صلب مشهود لهما”.
وتابع “انتقلت المفاوضات إلى الناقورة التي وصلت لاحقا إلى طريق مسدود.. وبعد تبدّل الإدارة الأمريكية تم تكليف هوكشتاين، وقدم طرحا جديدا متقدما عن طرح هوف ولكن لا يستجيب للمطالب الللبنانية وهنا بدأت تحولات في المنطقة والعالم”.
وأضاف “في هذه المرحلة أتت سفينة الى حقل كاريش لتبدأ الاستخراج بالنفط والغاز وهنا بدأت مرحلة جديدة بالكامل”، مشيرًا إلى أن “خلاصة بيانات الرؤساء اعتبر ان بدء الاستخراج هو اعتداء على لبنان وهذه منطقة متنازع إليها”.
وتابع قائلًا “استنادا إلى الموقف الرسمي، المقاومة أخذت موقفا متقدما وبالنسبة للصهيوني مفاجئ، عندما أعلنت أن المقاومة لن تسمح للعدو باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش قبل الوصول إلى اتفاق من خلال المفاوضات غير المباشرة يستجيب فيها للمطالب اللبنانية.. وبناء على هذا التهديد أصبحنا أمام مرحة جديدة بالكامل، وقلنا إن هذا يعني ما بعد بعد كاريش وكل المنشآت الموجودة التي تطالها صواريخ المقاومة الاسلامية في لبنان”.
السيد نصر الله أشار إلى أن هذا الموقف اللبناني الرسمي الموحد والقوي والتهديد من قبل المقاومة أدى عمليا إلى وضع “إسرائيل” تحت ضغط شديد، وكان على “إسرائيل” خيارين، إما أن لا يهتموا بالموقف اللبناني والمقاومة ويستخرجوا النفط والغاز وهذا سيعني حتما مواجهة قد تتطور إلى حرب إقليمية أو تلغي موضوع كاريش نهائيا، لافتا إلى أن “هذا الضغط أدى باسرائيل بالذهاب إلى المفاوضات غير المباشرة، والأميركي كان تحت الضغط لأن أولويتهم المعركة مع روسيا وهم لا يتحملوا حربا ثانية بالمعركة وعبّر عنها هوكشتاين”.
وخلص إلى أن الخشية من وقوع الحرب هو الذي أدى إلى هذه التفاهمات، وهذا المستجد عجّل بالوسيط الأميركي للعودة إلى لبنان والمنطقة، لافتًا إلى أن المفاوضات لم تكن سهلة أبدا حتى توقيع الاتفاق الأخير.
ولفت السيد نصر الله أنه “كان هناك مشكل كبير حول حقل قانا بإدارته وحق لبنان، وكان الأميركي يريد أن يأخذ اللبناني إلى التوريط بالتطبيع، ووصلت المفاوضات في بعض الليالي إلى طريق مسدود وكنا بجو الذهاب إلى حرب”،
، مؤكدًا أن “صلابة وصمود المفاوض اللبناني والرؤساء كان أساسيا جدا بعملية التفاوض، وبالتزامن أطلق العدو تهديدات بالتدمير والضغط الأميركي بالقبول بتسويات غير مناسبة للبنان”.
وأضاف مذكّرًا “أطلقنا المسيرات والمعطيات الميدانية كانت تؤكد أن المقاومة تتجهز لحرب شاملة والاسرائيلي أدرك ذلك”، مفضّلًا أن يشرح الفريق المفاوض تفاصيل المفاوصات إذا وجد ذلك مناسبًا.
الأمين العام لحزب الله أكد أن “لبنان في هذه المعركة التي بدأت مع وصول السفينة اليونانية وانتهت بتسليم الوثائق في الناقورة، حصل على كل ما أراده باستثناء أمر واحد بقي عالقا، ولكن النتجية كانت مهمة وانتصار تاريخي وكبير، ولبنان رغم كل الضغوط حصل على الخط 23 وعلى البلوكات كاملة بل أكثر من ذلك”.
وتحدث عن إنجاز آخر أنه حتى في المساحة مع قبرص فإن حصة لبنان من المنطقة الاقتصادية الخالصة ستتوسع بعد هذا الترسيم، وأن كل الذي حصل لم يقدم فيه لبنان أي ضمانات أمنية، ولو كان هناك ضمانات أمنية تحت الطاولة لكان رئيس وزراء العدو يائير لابيد وغيره أظهروها لجمهورهم لأنهم بحاجة لذلك.