الإثنين, نوفمبر 25
Banner

إنتهى العهد.. والمبادرة الأخيرة لتشكيل الحكومة “دق الميّ ميّ”!

غسان ريفي – سفير الشمال

إنتهى عهد الرئيس ميشال عون..

تنفس اللبنانيون الصعداء على أمل أن تأخذ هذه النهاية معها بعضا من الأزمات والصعوبات والمآسي والمعاناة التي إتسمت بها فترة حكمه، وأن تبدأ جديا عملية إنتشال لبنان من قعر جهنم التي بشر بها عون قبل سنوات وقاد اللبنانيين إليها، وخيّرهم بين الإكتواء بنارها أو الهجرة.

إنتهى عهد الرئيس ميشال عون.. لينتهي حكم الرئيسين، ولتتوقف مصادرة صلاحيات الرئاسة لمصلحة التيار الوطني الحر الذي سعى رئيسه جبران باسيل الى تحويله لحزب حاكم، ما أساء الى عون الذي فقد صفة الرئيس الجامع والحاضن للبنانيين وبات رئيسا فئويا يفضل مصلحة صهره على مصالح اللبنانيين.

إنتهى عهد الرئيس ميشال عون.. وصمد “الطائف” الذي تعرض لشتى أنواع الاعتداء من تحريفه الى تعطيله، الى الاساءة إليه ومحاولة إدخال أعراف جديدة عليه، الى تفسير بنوده بحسب الأهواء والمصالح السياسية، الى العمل الدؤوب واليومي على إنهائه بحجة أنه لم يعد صالحا لادارة شؤون البلاد، ما إستدعى إستنفارا على كل صعيد لحمايته وتخصينه.

إنتهى عهد الرئيس ميشال عون.. لتتوقف التجاوزات وتصفية الحسابات والتسويات والصفقات والمحسوبيات والشروط والمشاريع الفاشلة من الكهرباء الى السدود، ومحاولات وضع اليد على كل الأجهزة والمؤسسات والادارات بهدف تمديد النفوذ الباسيلي الى المرحلة المقبلة وتطويق رئيس الجمهورية الجديد.

إنتهى عهد الرئيس ميشال عون.. والبلد يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة على كل المستويات، حيث نكث “فخامة الرئيس” بالوعد الذي قطعه على نفسه بتسليم خلفه بلدا أفضل، حيث لم يبق هناك من بلد ليصار الى تسليمه، ولعل الدولار الذي تسلمه بسعر 1500 ليرة وسلمه بـ 40 ألفا، والحد الأدنى للأجور الذي كان 500 دولارا وأصبح 25 فقط لا غير، والمؤسسات المنهارة على إختلاف إختصاصاتها والمستشفيات المتوقفة عن إستقبال المرضى، والانهيارات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والانسانية والقضائية والتربوية والأكاديمية وحتى الأمنية في بعض الأحيان، كل ذلك يؤكد فشل العهد العوني بكل المقاييس.

إنتهى عهد الرئيس عون.. والجنرال كما هو، يأبى أن يتحمل مسؤولية ما جرى، ويلقي بها على ما يسميه “المنظومة السياسية الفاسدة” التي منعته من تحقيق أهدافه، فيما كل اللبنانيين على إختلاف توجهاتهم وإنتماءاتهم باستثناء حفنة برتقالية، باتوا على قناعة بأن الرئيس عون كان ضحية جبران باسيل الذي تحكم بمفاصل الحكم، على مدار ست سنوات، ودفع بعمه الرئيس في اليوم الأخير الى رفع لواء المعارضة متناسيا أنه كان رأس هذه السلطة وهذه المنظومة ولم تعد الشعارات بعد إكتواء اللبنانيين بنار جهنم تجدي نفعا.

إنتهى عهد الرئيس عون.. والحكومة لم تتشكل على قاعدة “دق الميّ ميّ”، فبعد تعطيل مبرمج وممنهج لعملية التأليف تارة بالشروط، وتارة بمصادرة الصلاحيات في وضع برنامج الحكومة قبل تأليفها، وتارة بالتناقض المتعمد بين عون وباسيل، وتارة بمعادلة المشاركة في الحكومة من دون إعطاء الثقة، فضلا عن إهمال التشكيلة التي قدمها الرئيس نجيب ميقاتي في 29 حزيران أي قبل أربعة أشهر وعدم مناقشتها معه أو مجرد السعي للوصول الى قواسم مشتركة حولها.. بعد كل ذلك، حمل قبل ساعات من إنتهاء ولاية عون، مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير مبادرة الى الرئيس ميقاتي تقضي بإبقاء الحكومة على حالها وإصدار مراسيمها فورا، وقد أبدى ميقاتي مرونة إنطلاقا من إصراره على التعاطي مع كل الطروحات بإيجابية، لكنه فوجئ لدى سؤاله عن الثقة بأن التيار الوطني الحر لن يمنحها، ما يعني “قبلنا بالهم والهم ما رضي فينا”، فكان رد رئيس الحكومة حاسما وصارما بالرفض وبأن الطائرة تنتظره لتمثيل لبنان في القمة العربية المنعقدة في الجزائر.

إنتهى عهد ميشال عون.. وحكومة تصريف الأعمال ستقوم من اليوم بواجباتها في إدارة البلد في مرحلة الشغور وفقا لأحكام الدستور، ووفقا لتوجهات الرئيس ميقاتي الذي يبتعد عن سياسة الكيدية والمحاور، ولا يريد إستفزاز أي كان، بل يريد الحفاظ على كيان الدولة وحضورها وعلى عدم الوصول الى الفراغ الكامل الذي يهدد بما لا يحمد عقباه..

إنتهى عهد الرئيس ميشال عون.. والحمد لله!..

Leave A Reply