كتبت صحيفة “الشرق” تقول: لبنان الذي تعرفونه تغيّر…منارته انطفأت، مرفأه انفجر، مطاره من دون انوار، يحارب الاوبئة باللحم الحيّ، شبابه هاجر… فساعدونا!!! جوهر خطاب حقيقي هو الاكثر واقعية لمسؤول لبناني، منذ اندلاع الازمة قبل ثلاثة اعوام، القاه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من على منبر القمة العربية في بلد “المليون شهيد” الجزائر. لكن ما لم يقله الرئيس المُكلف هو ان المسؤولين عن لبنان المُشّلع المُطفأ، المُفَجر، هم من افتعلوا به كل ذلك، واوصلوه الى هذا الدرك وما زالوا. هم اطفأوا منارته وفجروا مرفأه وحجبوا الكهرباء عن مطاره وقطعوا الأمل وابواب الرزق والعمل امام شبابه فهجروهم.… هم انفسهم اعادت شريحة من الشعب المنهوب المسلوب الجائع انتخابه وسلّمته المواقع والمناصب ليكمل على ما تبقى من الشعب والوطن… كل ذلك واقعي، واكثر لكن غير الواقعي ان نطلب المساعدة من الامّة العربية، وقد ارتضينا ما حل بلبنان وما زلنا نهلل للزعيم ونصفق للرئيس وننسحق امام الوزير لننضم الى جمهور المحظيين في السلطة، وما زال الزعماء اياهم وسياساتهم الكيدية نفسها وصراعاتهم فوق جثة الوطن على حالها. فبأي منطق يساعدوننا؟
تجليات التجاذبات تتظهر كل يوم، وما بيان الرئيس نبيه بري امس واعتذاره عن المضي قدما في الحوار للوصول الى رئيس توافقي “نتيجة الاعتراض والتحفظ سيما من كتلتي “القوات” و”التيار” اللذين تعمّد تسميتهما وهما يشكلان الغالبية المسيحية البرلمانية، ورسالة الرئيس ميشال عون الماروني لنزع التكليف من الرئيس ميقاتي السنيّ التي يناقشها المجلس اليوم، سوى الوجه الفاقع للصراعات العلنية بين “ديوك” سياسة لبنان الذين يقتاتون من الطائفية والمذهبية لبقائهم في السلطة زعماء على من اقنعوهم انهم هكذا ينقذون الوطن.
كلمة لبنان
في الجزائر حيث تنعقد القمة العربية، ألقى الرئيس ميقاتي بإسم لبنان كلمة وجدانية سياسية فأعلن “أن لبنان الذي تعرفونه قد تغيّر… نعم قد تغيّر.المنارة المشرقة انطفأت، والمرفأ الذي كان يعتبر باب الشرق إنفجر. والمطار الذي يعتبر منصة للتلاقي تنطفئ فيه الانوار لعدم وجود المحروقات”.
وأعلن “أننا في دولة تعاني اقتصاديا وحياتيا واجتماعيا وبيئيا، ونحارب الاوبئة باقل الامكانات. نعم، باقل الامكانات حتى وصلنا الى اللحم الحي. فنحن نواجه منذ سنوات عدة، أسوأ ازمة اقتصادية واجتماعية في تاريخنا، نالت من سائر المؤسسات ووضعت غالبية اللبنانيين تحت خط الفقر، وتسببت بهجرة الكثير من الطاقات الشابة والواعدة، وخسارة الوطن خيرة ابنائه.” وأشار إلى أن لبنان نجح مؤخرا، في التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود الجنوبية لمنطقته الإقتصادية الخالصة، “ونأمل في أن يكون ذلك بداية مسار يقود إلى ازدهار لبنان ورخاء اللبنانيين والتوافق على انتخاب رئيس جديد يلم شمل اللبنانيين”. وعوّل الرئيس ميقاتي في كلمته على مساعدة جميع الاخوة العرب للبنان، وقال: وإننا إذ نستذكر اتفاق الطائف الذي أرسى معادلة الحكم في لبنان، فلتأكيد التزامنا التام به، وعدم تساهلنا مع اي محاولة للمس بجوهره.”
“مش خايف”
وقبل القائه الكلمة، أعلن ميقاتي أن الضمانات الأميركية ستحمي اتفاق الحدود البحرية مع إسرائيل ولبنان “مش خائف” من احتمال إلغاء الاتفاق إذا فاز بنيامين نتانياهو بأغلبية في الانتخابات. وأضاف لرويترز في اتصال هاتفي “أصبح الاتفاق في عهدة الأمم المتحدة، ولبنان من ناحيته ملتزم بهدا الاتفاق الذي أودع في الامم المحتدة ونحن لا نعتقد أن أحدا يمكن أن يزيح قيد أنملة بهذا الموضوع.
السعودية لرئيس يوحّد
وفي القمة العربية ايضا، وعشية المؤتمر الذي تعقده السفارة في الذكرى 33 لاتفاق الطائف، موقف سعودي في شأن لبنان اعلنه وزير الخارجية فيصل بن فرحان، اذ لفت، الى أنّ “المملكة تشدد على محورية سيادة الدولة اللبنانية”، داعيًا الى “انتخاب رئيس يكون قادرا على توحيد البلاد”. وقال بن فرحان: “الصراعات الجيوسياسية تنذر بتقويض العالم على مواجهة التحديات”، مشددا على أنه “يجب توحيد المواقف لتحقيق غايات العمل العربي المشترك”. وأكد أنّ “التدخلات الخارجية والميليشيات تحتم تكاتف جهودنا لمواجهتها”، مشيرا الى أننا “نرفض نهج التوسع والهيمنة على حساب الآخرين”.
الغاء الحوار
اما في الداخل، وبعد يومين على دخول لبنان مرحلة الشغور الرئاسي منتصف ليل الاثنين، قرر الرئيس بري التراجع عن الدعوة الى حوار للبحث في الاستحقاق. و أشار مكتبه الإعلامي في بيان الى ان “بعد استمزاج الآراء حول الدعوة للحوار بين الكتل النيابية للوصول لرئيس توافقي يعتذر الرئيس نبيه بري عن عدم السير قدماً بهذا التوجه نتيجة الاعتراض والتحفظ سيما من كتلتي “القوات” و”التيار”.
مناقشة الرسالة
في الاثناء، تتجه الانظار الى جلسة مجلس النواب غدا المقررة لمناقشة رسالة الرئيس عون الى البرلمان لمحاولة سحب التكليف من رئيس حكومة تصريف الاعمال. ليس بعيدا، أكد النائب أديب عبد المسيح أن “اللقاء التشاوري الذي عقد بحضور 27 نائباً أولويته انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت وهذا اللقاء هو للاعتراض على رسالة الرئيس عون لأننا لا نريد خلق نزاعات طائفية جديدة”. وشدد على أن “الأولوية هي دائماً لانتخاب رئيس جديد والمجلس في حالة انعقاد دائم لانتخاب رئيس ولا يمكننا أن نحلّل الفراغ”. ولفت الى أن “بالنسبة لجلسة الغد (اليوم) سيتمّ تلاوة رسالة ميشال عون ولكن لن يحصل اتفاق على التصويت عليها ومن الممكن تطيير النصاب”.
عودة الى الاقتحامات
في الداخل، الازمات المعيشية تتفاقم، وقد عاود الدولار واسعار المحروقات ارتفاعهما. وفي ظل هذه الاوضاع، اقتحم المودعان ابراهيم بيضون ولديه 113 الف دولار وعلي الساحلي ولديه 60 الف دولار وهو متقاعد في قوى الامن الداخلي، مصرف الاعتماد اللبناني في الحازمية. وتمكنا من الحصول على مبلغ 50 الف دولار.