عماد مرمل – الجمهورية
يحرص كل من طهران ووليد جنبلاط على إبقاء حبل الحوار ممدوداً بينهما وتفادي قطعه، على رغم الاختلافات العميقة في وجهات النظر حيال قضايا عدة تخص لبنان والمنطقة.
بعد إعادة مد الجسور مع «حزب الله» الذي زار وفد منه كليمنصو قبل مدة، وغداة لقائه مع الرئيس نبيه بري في عين التينة، استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني الذي لم يمض على استلامه مهمته الدبلوماسية الجديدة في لبنان فترة طويلة.
ومع انّ الزيارة هي في حيّز اساسي منها «تَعارفية»، كونها الأولى للسفير الجديد الى جنبلاط، الا انها لم تخل من البحث السياسي الدسِم على وقع الاستحقاقات المحلية والاقليمية.
ومن الواضح انّ جنبلاط يحرص في هذا الظرف، ولو من موقع المختلف، على ترك الباب موارباً على الضاحية وطهران، فلا يفتحه بالكامل ولا يغلقه، محتفظاً لنفسه بخياراته الاستراتيجية المغايرة، ومحاولاً في الوقت المحلي الضائع إيجاد مساحة مشتركة لتصريف أعمال المرحلة بأقل مقدار ممكن من التوتر السياسي.
ولئن كان قرار جنبلاط بدعم ترشيح النائب ميشال معوض الى رئاسة الجمهورية يوحي بأنه يتعارض مع السلوك الواقعي والبراغماتي الذي انتهَجه مؤخراً، الا ان الأكيد هو ان جنبلاط يعرف ان لا رئيس من دون موافقة «حزب الله» الذي لا يمكنه القبول بمعوّض، ويعرف أيضا ان ليست لدى الاسم الزغرتاوي اي فرصة حقيقية للوصول إلى قصر بعبدا، ولكنه اعتمده مرحلياً لملء الفراغ بـ«الكلمة المناسبة» في انتظار ان تحين لحظة الحقيقة وتنضج التسوية التي ستأتي برئيس توافقي.
وتحت سقف هذه الواقعية والبراغماتية، دار حوار «ودّي وصادق» بين جنبلاط وضيفه الإيراني، تَمّت خلاله مقاربة استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية بشكل عام من دون التوسع كثيراً في تفاصيله، الى جانب المرور على ملفات أخرى، داخلية وإقليمية.
وتفيد المعلومات ان السفير الإيراني توقف عند واقع وجود حكومة لا تستطيع اتخاذ قرارات وانعقاد جلسات متلاحقة لمجلس النواب من دون انتخاب رئيس الجمهورية، فعلّق جنبلاط لافتاً انتباه ضيفه الى انّ المسألة هي عند «حليف الحليف»، في إشارة الى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل المتحالف مع «حزب الله».
وفيما اتفق الجانبان حول أهمية إتمام الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن، شدّد جنبلاط على موقفه المعلن وهو وجوب الا يكون هناك رئيس تحد، مؤكدا ضرورة حصول تفاهم لانتخاب الرئيس المقبل، ومشيرا الى ان جزءا أساسيا من مسؤولية التسهيل يقع على عاتق التيار الحر.
وخلال التداول في ملف ترسيم الحدود البحرية، اشاد جنبلاط بدور رئيس مجلس النواب في انجاز الترسيم، متمنياً لو انّ عندنا في لبنان 2 نبيه بري.
وفيما خص هبة الفيول الإيراني، أكد السفير استعداد بلاده لمساعدة لبنان، ولكنه ألمح الى ضرورة وجود قرار حكومي حاسم بقبول تلك الهبة.
وجرى أثناء الاجتماع عرض عام للوضع في إيران، حيث اعتبر جنبلاط ان التحركات الشعبية في اي دولة يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار، بينما شرح أماني مقاربته لما يحدث في إيران، مشددا على أن نظام الجمهورية الإسلامية متماسك ويوجد التفاف شعبي كبير حوله.