صلاح سلام – اللواء
الخامسة غداً ليست ثابتة في جلسة الإنتخابات الرئاسية، ومسار هذا الإستحقاق المفصلي، مازال أسير الخلافات الداخلية، وغياب التفاهمات الإقليمية والدولية، التي تكون عادة بمثابة الولاّدة لرئيس الجمهورية اللبنانية، في مختلف العهود الإستقلالية.
يبدو أن مرحلة الورقة البيضاء قابلة للتمديد جلسات أخرى، طالما بقيت الكتل المتشرذمة، على واقعها الحالي، من التنافر وعدم التوافق على إسم مرشح معين، يحظى بالأكثرية المطلوبة.
وإذا كانت مواقف الكتل السيادية قد أصبحت معروفة، حيث الأحزاب الثلاثة: القوات والإشتراكي والكتائب، متمسكة حتى كتابة هذه السطور بترشيح النائب ميشال معوض، دون أن تتمكن من إقناع التغييريين وعدد من المستقلين بالإنضمام إليهم، فإن فريق الممانعة الذي يضم الثنائي الشيعي، والتيار العوني، وتيار المردة، والحزب القومي السوري وحزب البعث السوري، لم يتوصلوا بعد إلى إتفاق على مرشح معين، رغم رحجان كفة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عند الثنائي، ولكن إستمرار رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل في معارضته لترشيح فرنجية، يحول دون تظهير الورقة السياسية لهذا الفريق في جلسة الغد، وإلى أجلٍ غير مسمى، حيث تبقى الورقة البيضاء بمثابة ورقة التوت التي تغطي التباعد الحاصل بين الحليفين اللدودين: الحزب والتيار، في الآونة الأخيرة حول عدة ملفات، في مقدمتها الإستحقاق الرئاسي.
ولكن الرئيس نبيه برّي يتصرف على خلفية رفضه الإستسلام لواقع التعطيل الذي يمارسه باسيل بشكل غير مباشر، فعمد إلى إستنفار صداقاته وعلاقاته مع الأطراف السياسية الأخرى، وكان لقاؤه مع رئيس الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط، «حليف التاريخ» كما قال الأخير، هو أول الغيث للخروج من الجمود الراهن في الجلسات الإنتخابية، والعمل بجديّة على التوصل إلى تفاهم حول مرشح مشترك يحظى بتأييد الأكثرية المطلوبة.
الرئيس بري أدار محركاته الرئاسية، ولكن المسافة مازالت بعيدة لإيصال الرئيس العتيد إلى قصر بعبدا!