السبت, نوفمبر 23
Banner

الابيض رعى حفل افتتاح المؤتمر العلمي في النبطية

مصطفى الحمود –

رعى وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الابيض حفل افتتاح المؤتمر العلمي والذي نظمته مؤسسة الاستشفاء والعناية النفسية في ظل انتشار وباء الكوليرا تحت عنوان cholera outbreak 2022- updates-response ، وذلك في قاعة المؤتمرات في مستشفى الشيخ راغب حرب في النبطية وحضره النائب هاني قبيسي، ممثل النائب ناصر جابر المحامي محمد حجازي، مدير عام الهيئة الصحية الاسلامية عباس حب الله، مدير عام مؤسسة الاستشفاء والعناية النفسية حسن عمار، رئيس مصلحة الصحة في النبطية الدكتور علي عجرم، وشخصيات وحشد من الاطباء من مختلف المناطق ومهتمين.

الدغلي

بعد اي من الذكر الحكيم للمقرىء حسين حايك، والنشيد الوطني ونشيد حزب الله ، ثم كلمة ترحيب من الدكتور رفيق سلوم ، القى عضو مجلس ادارة مؤسسة الاستشفاء والعماية النفسية مدير عام مستشفى الشيخ راغب حرب الدكتور محمد الدغلي كلمة اشار فيها الى ” اننا ومن جديد نكون على عتبة وباء يحيط بوطننا ويهدد حياة اهلنا الاعزاء ومن جديد تكون الهيئة الصحية الاسلامية الام وابنائها الدفاع المدني والرعاية الصحية ومؤسسة الاستشفاء والعناية النفسية وبالتعاون مع مستشفى الرسول الاعظم والسان جوج الحدث والشيخ راغب حرب على اهبة الاستعداد لهذا الوباء الخطر ، ولقد كانت لنا تجربة ناجحة مع وباء كورونا ولقد اثبتت هذه المنظومة الشاملة والمتكاملة انها بنفس وتيرة الاستعداد والعمل لمنع تفشي الكوليرا وان تجرية كورونا التي واجهتها وزارة الصحة والمؤسسات المنضوية تحت لواءها ، والمقاومة الصحية اللبنانية والاف المتطوعين ، بهذا المثلث استطاع لبنان ان يتجاوز محنته الصحية ويعوض الفقر في مقدراته، واستطاع لبنان ان يتغلب على تفشي كورونا بالرغم ان هناك دول متطورة وذات مقدرات هائلة عانت اكثر من لبنان ، ولهذا فان هذا المثلث يجب ان يكون اليوم جاهزا للحد من تفشي الكوليرا ومواجهتها وان نكرس هذا المثلث في مختلف الازمات وكما اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان كورونا حرب يجب التغلب عليها ، فاننا نعلن استنفار الهيئة الصحية الاسلامية بكامل منظومتها من افراد ومتطوعين وامكانات لمواجهة الكوليرا ونقول للوزير فراس الابيض ، وزير الصحة الذي شرفنا اليوم برعاية هذا المؤتمر عن وضع منظومة حزب الله الصحيّة الشّاملة والمتكاملة والقوية ذات المسؤولية العالية وذات القلب العطوف بتصرّف وزارة الصحة اللبنانية لمواجهة وباء الكوليرا بعد أن قرّر ذلك الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

الابيض

والقى الوزير الابيض كلمة قال فيها: اود ان اعبر عن سروري لوجودي اليوم في مستشفى الشيخ راغب حرب وفي رعاية هذا المؤتمر ولا بد ان اثمن الدور التي قامت بها المؤسسات الصحية الخاصة امام هذا الشعب ودعم المجتمع ولا سيما هذه المستشفى مستشفى الشيخ راغب حرب وخاصة خلال فترة كورونا والازمات المتعاقبة ونتذكر ايضا خلال ازمة كورونا ان المشاركة لم تكن فقط على صعيد الاستشفاء بل كانت على صعيد الوقاية والتهيئة داخل المجتمع ولعل النشاطات التي قامت بها الهيئة الصحية الاسلامية مع كل المتطوعين بالاضافة الى الجهات المحلية الاخرى كانت لها دور ايجابي كبير واليوم وجودي في هذا المستشفى فرصة لاقول من موقعي كوزير للصحة ان اقدم التقدير لكل هذه المؤسسات الصحية التي هي حقيقة الان في الازمات التي نمر بها تحمل المسؤولية الى جانب مؤسساتنا الحكومية

وقال: اليوم هناك عدو جديد امامنا بالاضافة الى ما نذكره عن موضوع الدواء ومشاكل الاستشفاء ، فجأة امامنا وباء جديد يشكل تحدي كبير امام النظام الصحي لدينا ، ولعدة اسباب اولها لان هذا الوباء لا يتعلق فقط بقدرات النظام الصحي لدينا بل يتعلق بقدرات الوزارات الاخرى والاوضاع المديانية منها خدمات شبكات توزيع المياه والصرف الصحي وبالاضافة الى الممارسات والفحوصات التي تتم في وزارة الزراعة والمدارس وهذا الامر يتطلب ان نضع عيوننا بما يحصل في الوزارات والادارات الاخرى ، كما اننا نعاني في نظامنا الصحي من ازمة هجرة الطواقم الطبية والتمريضية الى خارج البلاد بسبب الاوضاع الاقتصادية التي نعاني منها ، لقد سجل حتى اليوم ان هناك اكثر من 40 بالمئة من الاطباء في لبنان قد غادروا لبنان واكثر من 30 بالمئة من الممرضين غادروا وهذا يعني ان نظامنا الصحي الان هو نظام هش وفي وسط المقدرات القليلة نرى ان تراكم الازمات لا على القطاع الصحي الذي بدوره يدفع ثمن عدم تامين الخدمات الاساسية كالكهرباء وغيرها وتجلعه يئن تحت كل هذه الازمات ويكاد يجهد لتقديم الخدمات التي يحتاجها المريض وفوق كل ذلك نجد اليوم لدينا وباء جديد يثقل هذا النظام الصحي ومن نوجه لكل الجهود الذي يبذلها المجتمع للوقوف مع هذا النظام

وقال: بالنسبة اليوم للمعركة مع الكوليرا نحن نعرف ان هناك خطة دائمة في اي حرب وقد تعلمنا ذلك من المعارك التي جرت في الجنوب مع العدو وهي الجهوزية اولا والتحضير الجيد لاي معركة وثم المووضوع الاخر هو السرعة اي المبادرة وعدم الانتظار ، وخطة وزارة الصحة كانت قائمة على المبادرة وعدم انتظار تزايد اعداد المصابين ومن هنا لاحظنا ان اعداد الوفيات بالكوليرا انحصرت واستطعنا ان ارقام المرضى الى ثبات ولكن لا يمكن لهذا الامر ان يدعونا للتراخي بل الواضح وبسبب الاهتراء في البنية التحنية لدينا في المجتمع وبسبب البيئة الحاضنة للجراثيم ان نرى ارتفاع في الاصابات ولذلك كان علينا ان نقوي اجراءات الوقاية ومن هنا استطعنا تامين 600 جرعة وصلوا امس ليلا ونأمل ان تبدا الحملة يوم السبت ستكون في المناطق الاكثر عرضة للاصابات وخاصة في الشمال او بالبقاع الشمالي وصولا الى البقاع الاوسط والهدف منها ان نقيم سد منيع وسط انتشار الوباء ونامل مع الجرعات الاخرى ان نستكمل حملات اللقاح كي نرفع نسبة الوقاية

وقال: ان تفشي الكوليرا هي انعكاس لوضع معين لدينا في لبنان وهي انهيار مؤسسات الدولة وما نراه اليوم ان المواطن اللبناني بكل نشاطه وجهوده يعمل بدائل عن مؤسسات الدولة ، بديل عن الكهرباء بالواح الشمسية ، ما في مياه يحفر ابار ، ولكن هناك امور يجب ان تكون فيها مؤسسات وارضية تنسيق بين مختلف الجهات لتامين الخدمات الشاملة وانتشار الكوليرا يعكس كم هناك تراجع كبير جدا جدا بالنسبة للخدمات الاساسية التي يمكن ان تؤمن للمجتمع حماية من كل هذا المشاكل التي نواجهها والخوف انه اذا استطعنا الانتصار على موضوع الكوليرا او ان نوقفها ولكن الارضية الموجودة لدينا قابلة لفتح ابواب من اوبئة اخرى التي ممكن ان تستفيد من تلوث مياهنا وغياب الكهرباء

وقال: علينا ان ننظر الى موضوع الكوليرا كجرس انذار لجميع المسؤولين في البلد ومن ضمنهم وزارة الصحة على انه اذا لم نتدارك هذا الامر ولم ننتبه اكثر ونعمل على تأسيس الخدمات الاساسية ونؤمن لمجتمعنا شبكات الحماية فاننا حقيقة هذا البلد ومجتمعه نعرضه لاكثر للاهتراء ولعل الهجرة التي نعيشها في القطاع الصحي والتمريضي اليوم هي واجهة لهذا الموضوع .

ثم قدم الدغلي درعا تقديرا للوزير الابيض وكانت جولة في اقسام المستشفى.

بعد ذلك زار الوزير الابيض مستشفى نبيه بري الجامعي الحكومي في النبطية ، وكان في استقباله الطاقم الطبي والاداري والموظفون والعاملون في المستشفى.

وبعد جولة في اقسام المستشفى، عقد الابيض مؤتمرا صحافيا اعلن فيه “ان جولتنا هي للاطلاع على جهوزية المستشفيات في الجنوب لاستقبال مرضى الكوليرا. وان شاء الله لا نرى أي مصاب، ولكن على الاقل علينا ان نكون جاهزين وحاضرين”.

وأكد “ان الجهد الاساسي يكون عبر طريق الوقاية”، وقال: “ان شاء الله يوم السبت القادم سنبدأ حملة لقاح الكوليرا في مناطق الشمال والبقاع والبقاع الاوسط، والهدف ليس الحماية فقط انما وقف انتشاره والتخلص منه”..

سئل: هل تدقون ناقوس الخطر من انتشار هذا الوباء على مختلف الاراضي اللبنانيه؟

أجاب: “اكيد لأننا نعتبر ان وباء الكوليرا خطير على صعد عدة، فعلى الصعيد الصحي، نرى ان المستشفيات الحكومية هي دائما السباقة وفي الواجهة، ان في موضوع الكورونا او الكوليرا ، كذلك هي سباقة مع المريض حتى في الظروف الاقتصادية الصعبة. لذلك نعول عليها كثيرا ان تكون دائما في جهوزية عالية”.

واشار الى ان الاوبئة لا نستطيع الانتصار عليها في المستشفى فقط، وان هناك امورا يجب ان تنفذ خارجها، ان على صعيد البنية التحتية او على صعيد اللقاح والوقاية.

وقال: “بالنسبة لحملة اللقاح، فان المرحلة الاولى ستشمل الاماكن الاكثر عرضة لانتشار الكوليرا والتي تسجل عددا مرتفعا من الاصابات خصوصا في الاماكن التي ثبت ان البنية التحتية فيها مهترئة جدا ودرجة التلوث فيها مرتفعة. لذلك يجب ان نعمل على الوقايه في هذه المناطق التي تشهد انتشارا للمرض وفي المناطق الاخرى. سنعمل على نشر اللقاح ميدانيا، بمعنى ان نجري مسحا للمنطقة لكل حي وشارع وبيت ومؤسسات ومدارس، لنصل الى 70 % من القاطنين في هذه المناطق لتأمين الحماية للمجتمع”.

وردا على سؤال عن مصدر الوباء والطرق التي ستقوم بها الوزارة للوقاية منه والحد من انتشاره، أجاب الابيض: “هناك تعاون ما بين وزارة الصحة والبلديات والبلديات المشاركة في موضوع فحص المياه . فقد تم تجهيز خمسة مختبرات في المستشفيات الحكومية لفحص المياه، بدعم من منظمة الصحة العالمية، وهي تقدم الفحوصات مجانا للبلديات والمدارس للتأكد من خلوها من الجراثيم”.

أضاف: “وفي ما يتعلق بالنازحين السوريين، فقد لاحظنا انتشار الوباء اولا في سوريا ، وقد سجلت اول اصابة في لبنان لنازح سوري كان عائدا من سوريا. ونحن نعتبر ان الاماكن المكتظة بالنازحين السوريين هي اكثر عرضة لانتشار الكوليرا. كذلك شهدنا قبل ثلاثة اشهر انتشارا لاوبئة اخرى في طرابلس مثل وباء الكبد في منطقة بسير الضنيه. ومنذ اسبوعين كان هناك انتشار للسليمونيلا في منطقة البقاع الاوسط. حين تكون البنى التحتية الاساسية في اي منطقة مهترئة من الممكن ان تنتشر فيها الأوبئة ، وليس من الضروري ان تبدأ بالنازحين. لذلك نطلق صرخة تحذير وندق ناقوس الخطر من الاهتراء في شبكة الخدمات الصحية الاساسية، نحن بحاجة الى ان تكون هذه الخدمات آمنة للشعب اللبناني”.

وتابع: “ان النازحين السوريين يشكون من عدم توافر هذه الخدمات الاساسية، وبرأيي هناك دور مهم وواجب على المنظمات الدولية،التي ترعى النازحين كما المفوضيه السامية لشؤون النازحين وغيرها، ان تكثف من جهودها لتخلق بيئة آمنة ليس فقط للنازحين وانما للبلد الحاضن. فلبنان الذي حضن تقريبا ما يعادل ثلث سكانه من النازحين، وهو اعلى رقم للنازحين في العالم، يحمل هذا العبء وليست الدولة اللبنانية وحدها عليها القيام بهذا الواجب بل يجب على المنظمات الدولية ان تقوم بواجباتها ايضا. لذلك كان الاجتماع الاسبوع الماضي مع المنظمات الدولية والدول المانحة التي تؤمن الدعم لهذا الموضوع، في حضور رئيس الحكومة والوزراء. وكانت رسالة لبنان واضحة بان تقوم هذه الدول بواجباتها تجاه الازمة التي يمر بها لبنان وتدعم ليس فقط النازحين وانما الشعب اللبناني المضيف”.

Leave A Reply