كتبت صحيفة “الديار” تقول:
تجري محادثات مكثفة بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان لايجاد حل للانتخابات الرئاسية اللبنانية حيث توصلا حتى اللحظة الى تفاهم فرنسي-سعودي على مرشح توافقي وليس مرشح فريق ضد فريق. من جهتها، أيدت واشنطن الموقف الفرنسي والسعودي علما ان الولايات المتحدة لها النفوذ الاكبر في الداخل اللبناني.
وفي السياق ذاته، تسعى فرنسا الى تحريك الركود في الملف الرئاسي. ولذلك تنتظر باريس تجاوبا سعوديا مع مبادرتها، علما ان ماكرون يريد المفاوضات ان تبقى سرية لعدم افشالها قبل انعقاد القمة الاميركية-الفرنسية بين 30 تشرين الثاني و2 كانول الاول لان الملف اللبناني لن يتم التداول به في هذه القمة، حسب مصادر ديبلوماسية. وقالت مصادر مطلعة للديار انه لا شك ان هناك التقاء موضوعي فرنسي-سعودي لجهة انهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن. اما الفرق بين المقاربة الفرنسية والسعودية فهو ان باريس تريد انهاء الفراغ الرئاسي باي ثمن دون التطلع الى الشخص وهويته وسياسته، فيما السعودية لا تريد انتخابات رئاسية دون ثمن ومتمسكة بهوية رئيس الجمهورية المقبل وتريد ان تطمئن عن رئيس غير خاضع لحزب الله. كما تريده ان يكون ملتزما باتفاق الطائف وعلى علاقة جيدة مع الدول العربية.
اما موقف ايران فيححده حزب الله وليس طهران لان حزب الله ملم بكل المعلومات على الساحة البنانية. ولذلك يتساءل المراقبون ما هي «القطبة» المخفية التي يحضرها الرئيس نبيه بري في شباط-آذار؟
وهنا تقول هذه المصادر للديار ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والرئيس بري والوزير السابق وليد جنبلاط يعملون على ايجاد حل للاستحقاق الرئاسي، كما ان حزب الله يشارك ولكن ليس بقوة.
باريس عرضت اسماء مرشحين على السعودية وحزب الله
في غضون ذلك، عرضت فرنسا على السعودية اسماء مرشحين لرئاسة الجمهورية في لبنان، وتم التنسيق بينهما حيث وافقت السعودية على بعض الاسماء في حين رفضت البعض الاخر من ضمن اللائحة الفرنسية.
وبما ان باريس على تواصل ايضا مع حزب الله، فقد عرضت الاسماء على المقاومة.
السعودية تشترط
الى ذلك، لفتت مصادر عربية الى ان السعودية ابلغت واشنطن وباريس ان اي رئيس لا يتوافق مع رؤيتها للبنان سيثنيها عن دعم لبنان ماليا، وعلى الاميركيين والفرنسيين الا يتوقعوا اي مساعدة سعودية للدولة اللبنانية. وعواصم القرار تعلم ان دعم الاستقرار يكون عبر الدعم المالي، ولكن الممكلة العربية السعودية اوضحت بشكل تام انها لن تدعم سلطة سياسية تواصل ممارسة ما فعلته السلطة السابقة، اي في عهد الرئيس ميشال عون.
حراك بري- جنبلاط – ميقاتي وحزب الله للتوصل الى مرشح توافقي
من جهتها، كشفت اوساط سياسية مطلعة للديار ان الرئيس نبيه بري الممسك بزمام الامور يتعاون مع جنبلاط وميقاتي وحزب الله للتوصل الى مرشح توافقي حيث ان هناك «قطبة» مخفية، وهي مرشح توافقي لم يتم الاعلان عن اسمه ولن يتم الاعلان حاليا قبل شهر شباط المقبل.
والمرشح التوافقي سيظهر بعد ان يشعر النائب معوض ان اصواته لن تتعدى حوالى 40 صوتا، وان موقف الوزير السابق جبران باسيل الذي يرأس التيار الوطني الحر قطع الطريق على ترشيح الوزير سليمان فرنجية من خلال التسريب المقصود في باريس. وخلاصة القول انه سيتم الطلب من النائب معوض بالتضحية، كذلك من المرشح فرنجية من اجل مرشح توافقي. وهنا سيكون للرئيس بري دور بارز في شهر شباط المقبل حيث سيعمل على طرح اسم توافقي بعد ان يطلب من ميشال معوض وسليمان فرنجية سحب ترشيحيهما لرئاسة الجمهورية، وفقا لهذه الاوساط السياسية. وتعتبر الاوساط ان فرنجية سيكون غاضبا جدا ولن يقبل هذا الطرح، وسيكون حزب الله مع مرشح توافقي دون ان يعلن عن دعم الوزير فرنجية.
جهة دولية تستغل الشغور الرئاسي لتطويق حزب الله
وعلمت الديار من مصادر ديبلوماسية ان هناك جهة دولية تستغل الشغور الرئاسي للتضييق على حزب الله حيث تعتبر انه كلما طال الفراغ الرئاسي تسارع الانهيار وسقطت المؤسسات وتدهورت الاحوال على كل المستويات. وعليه، يمكنها فرض شروطها في الداخل اللبناني بدءا من ايصال رئيس للجمهورية يكون خاضعا لها وصولا الى تغييرات في تركيبته السياسية.
لا تطور على صعيد الاستحقاق الرئاسي داخليا
حتى اللحظة، لا تطور رئاسيا انما موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورفضه لوصول الوزير السابق سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، عزز حظوظ قائد الجيش جوزاف عون وان كان باسيل لم يتوقع هذه النتائج. بيد ان حظوظ قائد الجيش ليست معدومة كما فسر البعض من خلال كلمة امين عام حزب الله ان السيد حسن نصرالله وضع فيتو على جوزاف عون، بل يتبين ان المقاومة لن تستعمل الفيتو على اي فريق لبناني.
اما خلاف حزب الله مع «الوطني الحر» لعدم دعم الاخير ترشيح فرنجية فلن يؤدي الى فك التحالف بينهما لان المقاومة لا تريد ان تخسر كتلة مسيحية وازنة، وفي الواقع لا يمكنها التحالف مع اي حزب مسيحي اخر سوى «الوطني الحر».
وعليه، لا تطور بارز داخليا، فالمعارضة غير موحدة وفريق 8 اذار يعيش الحالة ذاتها الى جانب تصدع كتلة التغييريين، وبالتالي لن تتمكن اي جهة من ايصال مرشحها لرئاسة الجمهورية. وبمعنى اخر، ان المرشح المعلن النائب ميشال معوض يملك حوالى 45 صوتا، والوزير السابق سليمان فرنجية يملك 50 صوتا واكثر بقليل حيث يدعم حزب الله مع حركة امل فرنجية دون الاعلان عن ترشيحه في حين لا يزال التيار الوطني الحر رافضا لوصول فرنجية الى قصر بعبدا. من جانبه، يريد سليمان فرنجية ان ينتقل من لقب وزير سابق الى رئاسة الجمهورية مباشرة دون اعلان ترشيحه والتصويت عليه، وهكذا تعمل جبهة الممانعة والمؤيدون لفرنجية على التصويت باوراق بيضاء. مع العلم ان خمسين صوتا قد ترتفع الى ستين نائبا، لكن لا يبدو ان الثنائي الشيعي يخوض معركة الوزير فرنجية بزخم كبير بل يكتفي بدعمه. ويذكر ان الوزير فرنجية اعلن انه مرشح وفاقي منفتح على الجميع، لكن الصورة تظهر ان فرنجية هو مرشح جبهة الممانعة في حين المعارضة تتبنى ترشيح معوض. وبالتالي فان الحديث عن مرشح توافقي يلغي ترشيح النائب معوض وفرنجية.
بكركي وحزب الله
عاد الى الواجهة ملف العلاقة بين حزب الله والبطريرك الماروني بشارة الراعي في الايام الماضية مع تأكيد البطريرك الراعي نفسه، وفي حديث متلفز منذ نحو اسبوعين، وجود تواصل بين الطرفين، كما كشف احد نواب حزب الله وجود هذا التواصل.
ومنذ ايام كانت «الديار» السباقة في الكشف عن وثيقة او ورقة عمل يعمل عليها الجانبان، وتتضمن الملفات السياسية والخلافية الراهنة، بالاضافة الى ملف رئاسة الجمهورية.
وتكشف «الديار» اليوم وبعد تسريب خبر لقاء مسؤول لجنة التواصل المسيحي في حزب الله الحاج ابو سعيد الخنسا والمسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض في منزل النائب فريد هيكل الخازن، ان التواصل في ما خص الورقة المشتركة ووضع الملاحظات المتبادلة عليها يحصل بين الخنسا وغياض ومنذ اكثر من شهرين.
وتؤكد المعلومات ان لا مواعيد محددة لنضوج هذه الورقة واعلانها، كما لم يقدم حزب الله اسم اي مرشح للرئاسة الى بكركي وان البحث يدور في المواصفات وليس في شخص الرئيس وهويته.
القوات اللبنانية: «نريد رئيسا انقاذيا وليس اي رئيس»
بدورها، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار ان القوات وضعت خارطة طريق للانتخابات الرئاسية ولا تعني لها الاخيرة استبدال رئيس باخر، بل الاهم ايصال رئيس انقاذي لان لبنان بحاجة لمن يسعفه في ازمته الخطرة ويعيد علاقات جيدة مع العالم العربي. وتعتبر القوات انه اذا لم ينتخب رئيس انقاذي، فهذا يعني الاستمرار في العزلة وفي الانهيار والفشل.
واكدت القوات اللبنانية انها ستكون في صفوف المعارضة اذا انتخب رئيس عاجز عن تحسين الوضع اللبناني. ولن تكون القوات شريكة مع فريق سياسي يواصل اعتماد السياسة نفسها وهي سياسة الانهيار.
الحزب التقدمي الاشتراكي: التواصل مستمر مع بري وميقاتي حتى انضاج الملف الرئاسي
من جهتها، قالت مصادر في الحزب التقدمي الاشتراكي للديار ان الحوارات الثنائية حصلت بعد ان زارت بعض الكتل النيابية رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط وتم بحث الملف الرئاسي. واضافت ان التواصل مستمر مع الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي ومع حزب الله بشكل معين، لكن الامور لم تنضج حتى اللحظة بين الاطراف السياسية اللبنانية. ووصفت مصادر التقدمي الاشتراكي ان كل اللقاءات التي حصلت في اطار الاستحقاق الرئاسي ظلت بعيدة عن اي خطوة عملية تترجم فعليا على ارض الواقع.
10 ساعات كهرباء؟
في هذا الوقت الضائع، كشفت مصادر مطلعة للديار انه سيتم تحسين الاوضاع على مستوى الكهرباء حيث ان مؤسسة كهرباء لبنان ستتمكن من اعطاء 10 ساعات طاقة في اليوم الواحد للمواطنين. وللمرة الثانية خلال اسبوعين التقى الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي، وكان البحث، وفق معلومات «الديار»، في ملف الكهرباء وتمويلها من مصرف لبنان وفق منصة «ًصيرفة»، وكذلك طرح العديد من المشاريع المجلسية واقرار القوانين الملحة ولا سيما «الكابيتال كونترول» قبل نهاية العام.