الأحد, نوفمبر 24
Banner

الراعي يُصرّ على تدويل الأزمة اللبنانيّة : لا حلول داخليّة

كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : باتت كل القوى على يقين من أن أي خرق في المشهد السياسي اللبناني، والذي لا شك لا يكون الا من بوابة الاستحقاق الرئاسي، لن يحصل قبل مطلع العام المقبل، ومن أن الفترة التي تفصلنا عن ذلك الموعد ستكون مجرد مرحلة تمرير وقت، يتخللها رفع للسقوف بهدف تحسين شروط التفاوض حين تدق ساعة التسوية الكبرى.

وبالرغم من المساعي التي يبذلها رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لحث البطريرك الماروني بشارة الراعي على الامساك بالكرة الرئاسية، وسحب البساط من تحت رجلي رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو ما تجلى بوضوح من خلال حركة الرجلين باتجاه بكركي نهاية الأسبوع الماضي، يبدو واضحا ان الراعي يعي تماما انه غير قادر على ان يؤدي اي دور في هذا المجال، ما دفعه يوم أمس وخلال عظة الاحد االى الدعوة مجددا لتدويل الازمة اللبنانية.

في هذا الوقت، نجح رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اخيرا، في لقاء ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان. لكن مصادر مواكبة أكدت انه لن يكون هناك اي مفاعيل مباشرة للقاء في المدى المنظور، سواء على الملف اللبناني او لجهة تبني الرياض لميقاتي ودعمه، لافتة الى ان خطة المملكة للتعامل مع الشأن اللبناني لم تتبلور بعد، فيما الدور القطري لا يزال هو الاكبر، مع توجه لان يتبلور بعد انتهاء المونديال.

المسيحيون يقطعون طريق بري

وقبل ٣ ايام من موعد الجلسة الجديدة لانتخاب رئيس للبلاد، والتي دعا اليها بري لافتا الى امكان تحوّلها الى جلسة حوارية، في حال كان هناك تجاوب مع مسعاه الجديد، لا تبدو القوى المسيحية متحمّسة للجلوس حول طاولة يديرها رئيس البرلمان. وهو ما عبّرت عنه بوضوح مصادر «التيار الوطني الحر»، معتبرة في حديث لـ «الديار» انه طرف غير محايد ليدعو للحوار، فيما شددت مصادر «القوات» على شكل هذا الحوار، مؤكدة لـ «الديار» رفض استعادة الحوار بنسخة ٢٠٠٦، رابطة اي موافقة على دعوة بري بضرورة المزاوجة بين الانتخابات الرئاسية والحوار، لجهة ان يحصل هذا الحوار مثلا بعد دورة اولى لانتخاب رئيس لا تؤدي الى نتيجة، فيدعو بري ممثلين عن الكتل لحوار في مكتبه كي تثمر الدورة الثانية وتؤدي الى انتخاب رئيس.

ويبدو البطريرك الراعي مقتنعا بعدم جدوى المحاولات الداخلية، وبأنه لم ينجح من قبل لجهة عدم قدرته حتى على جمع القادة المسيحيين، فبري لن ينجح ايضاً، وهو ما تبلغه من باسيل وجعجع.

وطالب الراعي في عظة الأحد يوم أمس، بالتوجه الى لأمم المتحدة ودول القرار لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان، وقال إنه لا مناص من تدويل القضية اللبنانية بعد فشل الحلول الداخلية. واعتبر أنّ الذين يُفشلون الحلول الداخلية هم من يرفضون التدويل، وحين يتم تعطيل الحل الداخلي ويُرفض التدويل، يعني أن هؤلاء الأفرقاء لا يريدون أي حل للقضية اللبنانية، وهم يريدون لبنان كما يريدون، فيما لبنان سيكون كما يريده جميع أبنائه المخلصين.

… قبلان يردّ على التدويل

وسارع المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كعادته الى الرد على الراعي، واعتبر ان «تدويل القضية اللبنانية نسف صريح للسيادة اللبنانية، ولن نقبل تقديم رأس لبنان إلى أي جزار دولي أو إقليمي»، مشددا على ان «الحل بتلبية دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي تأخذ البلد من القطيعة إلى الحوار لإنقاذ لبنان من أم الكوارث».

نجاح منقوص لميقاتي؟

وفي الرياض، عبّر ميقاتي خلال لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرياض، عن «الشكر والتقدير الدائم لمواقف السعودية التاريخية تجاه لبنان والدور الأساسي لها في إرساء المصالحة اللبنانية وتكريس مرحلة السلام بعد إقرار وثيقة الوفاق الوطني في مؤتمر الطائف»،

وأكّد، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) على «التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ كل الخطوات التي تمنع الإساءة إلى السعودية وكل الدول العربية، لا سيما منها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية».

وبحسب وكالة الأنباء السعودية، تم التأكيد خلال الاستقبال على أهمية انتخاب رئيس للبنان، وتنفيذ الإصلاحات التي يتطلع اليها الشعب اللبناني والمجتمع الدولي.

وفيما عممت مصادر ميقاتي اجواء ايجابية، قالت انها احاطت باللقاء واصفة اياه بـ «الجيد وبأنه ثمرة اتصالات مكثفة بدأت منذ فترة، ولم يطلبه الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون». واشارت مصادر مطلعة لـ «الديار» الى ان نجاح ميقاتي في انجاز هذا اللقاء، الذي كان يسعى اليه منذ مدة، يبقى منقوصا باعتبار انه لن تكون له اي مفاعيل مباشرة على المشهد اللبناني، اقله في الوقت الراهن، لان الخطة السعودية للتعامل مع لبنان لم تنضج بعد، بعكس قطر التي تنشط بالتنسيق مع باريس لايجاد مخرج للازمة اللبنانية، وهو ما يفترض ان يتبلور بعد انتهاء انشغال الدوحة بالمونديال، لافتة الى ان زيارة قائد الجيش اليها وقبلها باسيل ليستا زيارتين عابرتين، وهو ما سيتكشف قريبا، مع عدم استبعاد سير رئيس الوطني الحر بالعماد جوزيف عون رئيسا، نكاية بحزب الله ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية

Leave A Reply