الجمعة, نوفمبر 22
Banner

حارس “أسود الأطلس” الذي جعل الصبر سلاحه في التفوق

لقد تعلّم حارس مرمى منتخب المغرب، ياسين بونو، التحلّي بالصبر في مسيرته، وذلك قبل أن يبثت جدراته في مونديال قطر 2022 ليصبح رجل المراحل الكبيرة.

هذا الحارس الذي كان بديلاً خلال كأس أمم إفريقيا 2017 وكأس العالم 2018 في روسيا، صار عنصراً رئيساً ومحورياً في مساعدة المغرب على إرساء معايير جديدة لكرة القدم الأفريقية والعربية خلال مونديال قطر.

مع تواجد 14 لاعباً مولودين في الخارج، تشكلت حالة من الوحدة بالتنوع في منتخب “أسود الأطلس”، ولا مثال على ذلك التضامن أفضل من خط دفاع لم تستقبل شباكه غير هدف واحد في خمس مباريات، وعن طريق الخطأ.

أبقى بونو منتخب كرواتيا وصيف بطل 2018 في مأزق بباكورة مبارياته في المونديال، ولكنه اختفى فجأة قبل انطلاق مباراة الفوز 2-صفر على بلجيكا بعد أداء النشيد الوطني.

وحلّ بدلاً منه حينها منير القجوي المحمدي، قبل أن يعلن المدرب وليد الركراكي لاحقاً أن بونو شعر بتوعك إثر ضربة تعرّض لها في مباراة كرواتيا.

لم يخطئ بونو البالغ من العمر 31 عاماً منذ عودته ضد كندا، البلد التي ولد فيها. ورغم هدف عكسي من نايف أكرد، فإن انتصار المغرب 2-1 حمله إلى الدور الثاني متصدّراً المجموعة السادسة.

أقصى المغاربة إسبانيا بركلات الترجيح التي صد فيها بونو ركلتين، فبلغوا ربع النهائي وأطاحوا البرتغال وأحلام كريستيانو رونالدو، وكان الحارس العملاق رجل المباراة في المناسبتين.

وفي هذا الصدد يقول إن “هذه اللحظات يصعب تصديقها، لكننا جئنا لتغيير العقلية.. وسيعلم الجيل المقبل أن اللاعبين المغاربة يمكنهم القيام بذلك”.

“ما زلت بونو نفسه”

وكان بونو قد حاز في الموسم الماضي على جائزة أفضل حارس مرمى في الدوري الإسباني بعد عشرة أعوام من الاحتراف في القارة العجوز، إذ دخل مرماه 24 هدفًا في 31 مباراة، بينها 13 مباراة بشباك نظيفة.

وتكمن جمالية هذه الجائزة قبل كل شيء في حقيقة أن بونو، حارس مرمى نادي إشبيلية، قد نجح في التفوق على النجمين تيبو كورتوا (ريال مدريد) ويان أوبلاك (أتليتكو مدريد)، الفائزين بثمانية من آخر تسعة جوائز سامورا (خمسة للسلوفيني وثلاثة للبلجيكي).

وأصبح بونو (31 عامًا) ثاني حارس مرمى أفريقي ينال الجائزة، بعد الكاميروني جاك سونغو في موسم 1996-1997 مع ديبورتيفو لا كورونيا.

وعلق هذا الصيف قائلا: “المكافآت رائعة للأشخاص، وللإعلام والجمهور، لكني ما زلت بونو نفسه”.

ويعرف بونو أكثر من أي شخص آخر أن هذا التألق هو نتيجة رحلة طويلة وشاقة، فهو قد ولد في مونتريال بكندا، وانتقل في سن الثالثة إلى العاصمة الاقتصادية المغربية الدار البيضاء، حيث اكتشف كرة القدم في نادي الوداد.

وفي سن السابعة عشرة، اكتشفه نيس الفرنسي، لكن صفقة انتقاله أجهضت بسبب مخاوف بيروقراطية.

ومباراته الأولى أساسيا مع الوداد كانت في سن الـ20 بالملعب الأولمبي بالمنزه، عندما عوض غياب نادر لمياغري المصاب في إياب المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال إفريقيا ضد الترجي التونسي الذي توج باللقب (صفر-صفر ذهابا، 1-صفر ايابا).

مع نهاية عقده صيف 2012، قرّر التوجه إلى أوروبا، حيث انضم إلى أتلتيكو مدريد كحارس مرمى ثالث، بدأ أساسيا مع الفريق الرديف، لكنه جلس على دكة البدلاء مع الفريق الأول.

حامي العرين

لكن الموسم المجنون لأتلتيكو مدريد سمح له بالتتويج بلقب الليغا والجلوس على دكة البدلاء في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا أمام الجار اللدود ريال مدريد (4-1).

وبعد إعارة لمدة عامين إلى سرقسطة في الدرجة الثانية (2014-2016) انتقل بونو إلى نادي جيرونا حيث ساهم في صعوده إلى الدرجة الأولى، وبقي معه ثلاث سنوات (2016-2019)، ليتعاقد بعدها معه إشبيلية.

ولعب مع النادي الأندلسي على سبيل الإعارة موسم 2019-2020، لكنه فجَّر موهبته في صيف العام 2020، حيث انتزع تدريجيا مركز حارس المرمى الأساسي من التشيكي توماس فاتشليك المصاب.

واكتشفت كرة القدم الأوروبية اسمه خلال مسيرة إشبيلية المذهلة في مسابقة الدوري الأوروبي.

ففي ذلك الصيف، برز بونو بأداء رائع جدا في ربع النهائي ضد ولفرهامبتون الإنكليزي (تصدى لركلة جزاء)، قبل أن يتألق في نصف النهائي ضد مانشستر يونايتد الإنكليزي، حيث سمحت تصدياته الرائعة للنادي الأندلسي ببلوغ المباراة النهائية، ثم التتويج باللقب.

ولاحقا، فعَّل إشبيلية بند الشراء في عقده مقابل أربعة ملايين يورو ليضمه نهائيا، ثم مدده في أبريل الماضي حتى يونيو 2025 مع زيادة راتبه.

وأعرب عن سعادته عقب التمديد، قائلا: “نادي إشبيلية مكنني من فرض اسمي على المستوى العالمي، كحارس مرمى مهم على المستوى الأوروبي”.

واحتاج بونو الذي يتميز باللعب بقدميه، إلى الوقت أيضا لترك بصمته مع منتخب بلاده، فقد استدعي إلى صفوف المنتخب الأول منذ عام 2012 بعدما دافع عن ألوان جميع فئاته العمرية، وخاض مباراته الدولية الأولى في عام 2014.

وانتظر حتى العام 2019، تحت قيادة البوسني وحيد خليلودجيتش، ليصبح الرقم واحد في عرين “أسود الأطلس”.

Follow Us: 

الحرة

Leave A Reply