الجمعة, نوفمبر 22
Banner

الصحافة الفرنسية بين الحذر والتفاؤل قبل مواجهة “أسود الأطلس”

خصصت الصحف الفرنسية حيزا واسعا للحديث وتحليل المباراة التي تجمع بين المنتخبين الفرنسي والمغربي، مساء اليوم الأربعاء، في نصف نهائي مونديال قطر 2022.

وتطرقت الصحافة الفرنسية إلى مختلف الجوانب المرتبطة بالمباراة، بدءا بتحليل أداء المنتخبين في المباريات الماضية ومساريهما في المونديال، وصولا إلى تسليط الضوء على الماضي المشترك والروابط الدبلوماسية والثقافية التي تجمع الرباط وباريس.

وتعد المباراة التي تقام مساء الأربعاء، باستاد البيت بمدينة الخور، أول مواجهة بين فرنسا والمغرب في كأس العالم، حيث اقتصرت المواجهات الخمس السابقة بين “الديكة” و”أسود الأطلس” على مباريات ودية.

وأجمعت الصحف الفرنسية على أن هذه المباراة التاريخية لن تكون سهلة على صاحب اللقب، وستشهد منافسة قوية بين الجانبين، مشيدة بمسار المنتخب المغربي الذي خلق المفاجأة في هذه الدورة، بعد تصدره مجموعة تضم منتخبات كرواتيا وبلجيكا وكندا، قبل أن يهزم إسبانيا في دور الثمن، ويسقط البرتغال في مباراة ربع النهائي.

 

“خصم يكتب التاريخ”

وقالت صحيفة “لوموند”، إن أسود الأطلس تجاوزوا “السقف الزجاجي” لدور ربع نهائي كأس العالم الذي لم تستطع الفرق الإفريقية تجاوزه، بعد فشل الكاميرون في 1990 والسنغال في 2002 وغانا في 2010.

من جانبها، اعتبرت صحيفة “لوباريزيان” أن “فرنسا ستواجه خصما يكتب تاريخه”، مشيرة إلى أن “بعد سنوات من الآمال المحطمة والخيبات، أصبح المغرب أول فريق أفريقي يصل إلى دور الأربعة في كأس العالم بفوزه على البرتغال “في مباراة تلخص روح بلد بأكمله”.

وفي نفس السياق، نشرت صحيفة “لاكروا” أن المواجهة “تحمل آمال القارة الإفريقية والعالم العربي”، مضيفة أن الجالية المغربية تعد من بين أكبر الجاليات التي تعيش في فرنسا، مما قد “يشكل نوعا من الحساسية لدى الجماهير”.

وأبرز تقرير لـ”لوموند” أن مباراة نصف النهائي بين فرنسا والمغرب الأربعاء “لا يمكن أن تكون مباراة مثل باقي المباريات”، موضحة أنه وفقا لبيانات المعهد الوطني للإحصاء، فإن حوالي 835 ألف مغربي يعيشون في فرنسا، كثاني أكبر جالية مهاجرة في البلاد بعد الجزائريين وقبل البرتغاليين.

“منتخب قوي”

وعنونت صحيفة “ليكيب” عددها الصادر اليوم الأربعاء، بعبارة “ثلاثة نجوم أمام الأعين”، فيما يشير إلى رغبة المنتخب الفرنسي في تجاوز أسود الأطلس والعبور إلى نهائي المونديال، لتحقيق اللقب الثالث، والثاني تواليا للفريق.

غير أن الجريدة المتخصصة في الرياضة، أكدت أن مهمة الديوك لن تكون سهلة، مشيرة إلى أن أنه منذ بداية المونديال، بنى المغرب مسيرته حول الطريقة الدفاعية الرائعة والحالة الذهنية المثالية”، وأضافت “وضع منتخب المغرب بقيادة وليد الركراكي، في قطر أولوية واحدة: أن يكون صارما في كل لحظة من المباراة حتى لا يترك أدنى احتمال للخصم لاختراق دروعه”.

من جانبها، لفتت “Le Journal du dimanche”، إلى صعوبة اللقاء أمام المنتخب المغربي، مشيرة أن “أسود الأطلس قادرون على استغلال أنصاف الفرص في حالة ظهور الفريق الأزرق، بأداء ضعيف”.

ونقلت الصحيفة، تصريحات لمدرب المنتخب الفرنسي، ديدييه ديشامب، متحدثا عن المنتخب المغربي: “وصولهم إلى هذه المرحلة مستحق، وبالنظر إلى الأداء الذي ظهروا به هذه ليست مفاجأة”.

من جانبه، قال الدولي الفرنسي أدريان رابيو، لـ “ليكيب”، “نحن لا نقلل من شأن أي شخص. إنها مباراة تاريخية. نحن ندرك أنهم إذا وصلوا إلى هذه المرحلة فلأنهم يستحقون ذلك”.

وبدوره، قال لاعب خط وسط دفاعي في ريال مدريد، أوريليون تشواميني: “لا يمكنك أبدا التقليل من شأن أي خصم. إنه فريق كبير. لقد استقبلوا هدفا واحدا فقط، ولم يكن من قبل منافس، بل هدفا ضد مرماهم”.

“ليفز الأفضل!”

وسلطت صحيفة “ليبراسيون”، في تقرير لها الضوء على العلاقات الثنائية والماضي المشترك بين البلدين، مشيرة إلى أن “فرنسا والمغرب، شعبان على أرضية مشتركة”، وأوردت أنها مباراة ذات نكهة خاصة للمغاربة الناطقين بالفرنسية والفرنسيين من أصول مغربية، مؤكدة أن هذه المباراة “تثير مشاعر قوية للغاية في كلا البلدين”.

واعتبرت صحيفة “لاكروا”، أن لقاء المنتخبين “مباراة دبلوماسية”، موضحة أنها تأتي بعد أزيد من عام من التوترات بشأن ملفي تأشيرات شنغن والصحراء الغربية، وأضافت أنه يأتي أيضا بالتزامن مع الزيارة التي تقوم بها وزيرة الخارجية الفرنسية غدا الخميس إلى الرباط.

وتحدثت صحيفة “لومانيتي”، أن “مباراة المنتخب الفرنسي أمام شقيقه المغربي المتواجد على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، يجب أن يكون لحظة رياضية عظيمة، ولحظة عظيمة للشعبين المغربي والفرنسي”.

وتابعت الصحيفة، أن هذه المباراة “يجب أن تكون لحظة صداقة بين شعبينا، واحتفال للجميع، وليس فرصة لتعزيز خطابات الكراهية والعنصرية خاصة بن مزدوجي الجنسية”.

في هذا السياق، أجرت، “لوباريزيان” لقاءات، مع مجموعة من الأشخاص الحاملين للجنسيتين المغربية والفرنسية، وسألتهم، عن البلد الذي سيشجعونه، إن كان بلدهم الأصلي أم البلد الذي ولدوا فيه.

وأعرب مروان، شاب من مدينة مرسيليا، للصحيفة عن أمله أن يتوّج المنتخب الفائز يوم الأربعاء بكأس العالم، سواء المنتخب الفرنسي أو المغربي، مضيفا أنه لم يقرر بعد أي منتخب يشجع عكس والده المولود بالمغرب والذي حسم أمره حول هذا الموضوع.

أما حنان فقالت إنها ستفرح وتصرخ حين تسجل فرنسا وستفعل كذلك إذا سجل المغرب، مشددة على أن هذه المباراة ستتميز بشدة التوتر واختلاط المشاعر.

من جانبها، قالت الناشطة الفرنسية المغربية، لطيفة بن زياتن للصحيفة، “المغرب يمثل جذوري، وفرنسا هي هذه الشجرة القوية التي أصبحت عليها. بالنسبة لي، ليس هناك من خيار أتخذه، أنا سعيدة جدا لكلا الفريقين، وليفز الأفضل!”.

Follow Us: 

الحرة

Leave A Reply