الإثنين, نوفمبر 25
Banner

الافق الداخلي «مقفل» رئاسياً فهل يؤدي الحراك الفرنسي ــ القطري الى اختراق؟

كتبت صحيفة “الديار” تقول:

كل الاطراف اللبنانية طالبت بتحقيق لكشف الفاعلين الذين اطلقوا النيران على سيارة اليونفيل التي دخلت بلدة العاقبية، وحزب الله استنكر وطالب بفتح تحقيق حيث اتصل مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا بقائد القوات الدولية في الجنوب معزيا بالجندي الايرلندي الذي قتل مبلغا اياه ان الحزب ليس له علاقة بالحادثة كما انه يدعم التحقيق في الحادثة. من جهته، قام رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزاف عون بزيارة قائد القوات الدولية في مركز اليونيفيل في الناقورة والتي انتقلا اليها كل منهما بطوافة لتقديم واجب العزاء بعد مقتل الجندي الايرلندي وجرح اخرين. هذا وتقوم مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بالعمل على كشف الفاعلين وعليه يكون التحقيق قد بدأ في القضية.

على صعيد اخر، وحول دعوة الرئيس نبيه بري للحوار، قال مصدر نيابي من 8 آذار ان القوات اللبنانية هي اكثر طرف طالب بالحوار ومن ثم بدلت موقفها ورفضته. ذلك ان القوات تريد ان يجري الحوار في القاعة الكبيرة مع 128 نائبا علما ان قانون الكابيتال كونترول لا يزال قيد النقاش منذ سنتين حتى اللحظة. ولفت المصدر النيابي ان التيار الوطني الحر رفض الحوار ايضا متهما القوات اللبنانية والوطني الحر بانهم «مرتاحين» في الوقت الحالي.

واشار المصدر النيابي من فريق 8 اذار ان الرئيس بري عندما رأى نتيجة الجلسة العاشرة لانتخاب رئيس للجمهورية قرر تأجيل الجلسات الى ما بعد رأس السنة.

على صعيد اخر، حضر 19 وزيرا اللقاء التشاوري في السراي حيث قالت مصادر حكومية لـ «الديار» انه يتم التشاور والتنسيق وبحث افكار عدة بين الوزراء بما ان المرحلة تتطلب التواصل بين اعضاء الحكومة ورئيسها في ظل الشغور الرئاسي. وقد توصل اللقاء التشاوري الى تشكيل لجنة مؤلفة من وزير الثقافة ووزير الداخلية ووزير التربية ووزير العدل بالاجتماع اليوم لتحديد المواضيع الضرورية.

واكدت المصادر الحكومية ان الرئيس ميقاتي سيحتفظ بحقه لدعوة مجلس الوزراء عندما تدعو الحاجة ولكن في المدى المنظور يكتفي بالتحاور مع وزارء حكومة تصريف الاعمال. ولفتت الى ان ميقاتي في جلسة الحكومة السابقة لم يكن هدفه التحدي ولا ايصال رسالة سياسية لاي فريق بل همه الوحيد كان هو تلبية حاجات الناس الضرورية.

وكشفت هذه المصادر ان صفحة جديدة فتحت بين لبنان والسعودية عبر اللقاء العلني الاول بين الرئيس نجيب ميقاتي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في السعودية مشددة انه على الدولة اللبنانية ان تحافظ على عمقه العربي. ولفتت الى ان لقاءات عدة جمعت ميقاتي بولي العهد بن سلمان بعيدا عن الاعلام. واشارت هذه المصادر الى ان السعودية لن تتخلى عن لبنان وستستمر بمساعدته في الشق الانساني والاجتماعي من خلال صندوق السعودي – الفرنسي المشترك.

لا تطور او اختراق في انتخاب رئيس للجمهورية

في غضون ذلك، يستمر الشغور الرئاسي اذ لن يحدث اي تطور في هذا المجال ولا جلسات رئاسية حتى نهاية العام الحالي. هذا الامر اظهر ان المجلس النيابي اللبناني لا يستطيع انتخاب رئيس للجمهورية لان معظم كتله مرتطبون بالخارج. اما بالنسبة للمواطن اللبناني فهو يأس من معظم الاحزاب اللبنانية وباتت لديه قناعة ان التغيير لن يحصل على ايدي هؤلاء.

والحال انه بات واضحا للمواطن اللبناني انه في المسار الداخلي لا يمكن احداث اي اختراق رئاسي فالامور جامدة اذ حجم المعارضة في البرلمان تحدد في حين ان الموالاة لا تزال مرتبكة في ما بينها.

اضف على ذلك، لا يقوم اي طرف بمبادرة باتجاه كسر الانغلاق والتأزم الرئاسي وبالتالي الافق الداخلي «مقفل».

هل المبادرات الخارجية هي التي سـتأتي برئيس؟

وفي هذه الحالة، لفتت اوساط سياسية لـ «الديار» ان هناك خيارين يمكن الاتكاء عليهما. الخيار الاول هو وضع اجتماعي امني يدفع باتجاه تحريك او كسر ستاتيكو الشغور الرئاسي الا ان هذا الخيار مستبعد حصوله في الاعياد. اما الخيار الثاني فهو الاتكاء على المبادرات الخارجية حيث ان فرنسا وقطر يتحركان على خط الاستحقاق الرئاسي في حين ان واشنطن والرياض يتلقيان نتائج الحركة الفرنسية القطرية وكيفية مواكبة الامور فضلا عن ان هناك تفاهما اميركيا – فرنسيا لانه لا يمكن تجاوز السعودية في لبنان لان تجاهل الرياض يعني حرمان لبنان من ضخ الاموال لاخراجه من ازمته.

وانطلاقا من هذه المعطيات، لفتت الاوساط السياسية الى وجود مساعٍ وراء الكواليس من خلال افكار يتم العمل عليها من اجل ان تتبلور مسالة محددة.

المعارضة والموالاة نحو طرح مرشحين جدد

توازيا، اشارت مصادر وزارية لـ «الديار» ان الكل اصبح مقتنعا انه يجب البحث عن اسماء جديدة تكون مرشحة لمنصب رئيس الجمهورية حيث ان اللحظة التي يتمكن فيها فريق الموالاة من مغادرة تمسكه برئيس تيار المردة سليمان فرنجية وبداية البحث بمرشحين اخرين عندها يصبح للخارج دور اكبر في غربلة الاسماء من اجل طرحها على فريق المعارضة للتوصل الى حل.

ذلك انه في غياب الوسيط المحلي القادر على ادارة اللعبة الرئاسية بين القوى المتخاصمة وفقا للمصادر الوزارية اصبح لبنان بحاجة الى وسيط خارجي الممثل في فرنسا وقطر الذي بدأ يتحرك من خلال تنسيق وتكامل بانتظار تبلور الامور. باختصار خرجت الامور من الوسيط الداخلي الى الوسيط الخارجي الذي يحاول البحث عن اسماء ترضي الفريقين والتي تدفع بالسعودية الى اعادة اعتبار في احياء مساعداتها للبنان.

باسيل يعول على قطر في انتاج صفقة رئاسية ترضي مطالبه

وكشفت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى للديار انه في اللقاء الذي جمع النائب جبران باسيل مع امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، تبلغ باسيل ان حظوظه للوصول الى قصر بعبدا متدنية جدا والحظوظ هذه المرة هي للنائب سليمان فرنجية فاعترض باسيل على الاخير، وعليه وصل رئيس التيار الوطني الحر الى قناعة باستحالة وصوله الى الرئاسة. انطلاقا من ذلك، وجه باسيل بوصلته نحو قطر من خلال زيارات متكررة للبحث عن صفقة رئاسية ترضيه قدر الامكان. فما هي الصفقة الرئاسية التي يبحث عنها باسيل؟

اولا تذكيرا في ما قاله رئيس التيار الوطني الحر في اطلالته الاحد الماضي انه يعارض وصول سليمان فرنجية رئيسا بطريقة منفعلة، كما رفض وصول قائد الجيش لقصر بعبدا انما باقل حدة فضلا انه قال ان السيد حسن نصرالله لن يؤيد مرشح رئاسي دون التفاهم معه.

ارتكازا على اقوال باسيل، ترى المصادر الديبلوماسية ان زياراته لقطر تهدف لضمان حصته الوزارية في الحكومة مع رئيس الجمهورية الجديد. ثانيا يريد باسيل الحفاظ على الدولة العميقة اي بعد ست سنوات من حكم الرئيس ميشال عون للبنان اصبح لدى الوطني الحر تعيينات كثيرة في كل القطاعات والاجهزة والادارات والمؤسسات. من هنا يريد ان يكون ضابط ايقاع رئاسي من خلال كتلته الوزارية من جهة والتعيينات التي يجب ان يبحثها الوطني الحر ويوافق عليها. اما السؤال الذي يطرح نفسه: هل رئيس الجمهورية الجديد سيقبل بشروط باسيل؟

كما تقول المصادر الديبلوماسية ان قطر تريد قائد الجيش اللبناني ان يكون رئيس الجمهورية اللبناني الجديد وهذا الامر قد يؤدي الى تليين موقف باسيل من العماد جوزاف عون اذا تم التوافق عليه رئاسيا.

الوطني الحر: لنا الحق بالحفاظ على امتيازاتنا ونتمسك بورقة الاولويات الرئاسية التي وضعناها

من جهته، قال مصدر في التيار الوطني الحر للديار ان النائب جبران باسيل يترأس اكبر تكتل مسيحي الا انه رأى ان الظروف غير متوفرة حاليا ليكون مرشحا لرئاسة الجمهورية وعليه وضع الوطني الحر «ورقة اولويات رئاسية» مؤلفة من سبع نقاط ليكون موقفنا واضحا اذا دعمنا مرشحا ما او من هي الشخصية التي تتلائم مع اولوياتنا في ملف الرئاسة.

واضاف المصدر: «من يريد ان يصبح رئيسا للجمهورية يجب ان يعلن انه مرشح، ويتوجب عليه اظهار برنامجه السياسي لاقناع الكتل النيابية به».

اما عن الحوار فالتيار الوطني الحر لم يرفضه وفقا للمصدر بل طالب فقط توضيحات حول بنود الحوار ومن هم المشاركون.

اما عن مطالبة باسيل بالحفاظ على امتيازات الوطني الحر فلا عيب في الامر فنحن لسنا جمعية خيرية ومن حقنا ان يكون لدينا شروط ومتطلبات. ذلك ان التيار الوطني الحر لديه 20 نائبا وهذا يفرض على الاخرين التكلم معنا لان الشرعية الشعبية مع التيار الوطني الحر .

الوطني الحر يتعمد الاساءة الاعلامية المتدنية المستوى بحق ميقاتي

الى ذلك، قالت المصادر الحكومية ذاتها للديار ان رئيس التيار الوطني الحر يحث «انصاره» الى تعمد الاساءة الاعلامية بحق رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ومستشاريه.

القوات اللبنانية: لنحتكم للديموقراطية وليربح من يربح في الانتخابات الرئاسية

بدورها، رأت مصادر القوات اللبنانية ان البديل عن الحوار هو انتخاب رئيس للجمهورية واذا كان لا بد من حوار يكون في سياق الدورات الانتخابية المفتوحة اي بين دورة واخرى يتم التشاور والحوار. وتابعت انه لا يجوز تغطية فريق يعطل الدستور والمسار الانتخابي مشيرة ان هناك ثلاثة خيارات امام الفريق الاخر: اما ان تنتخب مرشحنا واما ان نحتكم للديموقراطية حيث يسمي الفريق الاخر مرشحه ويجري التصويت وليربح من يربح. والخيار الثالث هو ان يتم ترشيح اسماء اخرى في الدورات القادمة بما ان الموالاة والمعارضة لم يتمكنا من ايصال مرشحهما للرئاسة.

وردا على سؤال ان الانقسام المسيحي يضعف موقع رئيس الجمهورية وكذلك المسيحيين، اعتبرت المصادر القواتية ان الانتخابات النيابية اظهرت ان القوات اللبنانية هي الفريق الاكثر تمثيلا داخل البيئة المسيحية فضلا عن حلفائها المسيحيين وبالتالي اصبحوا الاقوى الامر الذي يرتب مجيء رئيس للجمهورية لا يتبع لفريق 8 آذار. واوضحت ان المسألة ليست مسيحية – مسيحية ولا اسلامية – مسيحية بل هي انقسام طبيعة وطنية بين مشروعين.

التقدمي الاشتراكي: ندعم عودة النازحين السوريين الامنة والطوعية

من جهته، أكد امين السر العام للحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر لـ «الديار» انه مع عودة النازحين السوريين الى بلادهم بشكل آمن وطوعي وكل المجتمع الدولي مع هذا الخيار.

وعن الحوار الذي دعا له رئيس مجلس النواب نبيه بري، اعتبر ناصر ان الحوار لا يلغي دور المؤسسات بل يعطي فسحة امل للناس بامكانية ايجاد حل للازمة الرئاسية.

Leave A Reply